Print this page

حركة نداء تونس : الغول والعنقاء والخل الودود والمؤتمرأربعة ليس لهم وجود

من لم يفقه قط مضمون «التلميحات» ورسائل التحذير التي أطلقها أعضاء لجنة إعداد مؤتمر نداء تونس هم فقط قادة الحركة، مما أجبر

اللجنة على الإفصاح لأول مرة بشكل علني عن وجود عراقيل قد تحول دون عقد المؤتمر وان الجهة خلف هذا التعطيل هي قيادة الحزب.

لم يجد رئيس لجنة إعداد المؤتمر الانتخابي الأول لحركة نداء تونس رضا شرف الدين غير ان ينشر «بلاغا إعلاميا» للرأي العام وللندائيين ليعلن فيه وبشكل واضح عن وجود مخاطر تهدد عقد مؤتمر الحزب في افريل القادم، وان هذه المخاطر في أحسن الحالات قد تمكن من عقد مؤتمر «بنقائص». هذا البلاغ الإعلامي الذي نشر مذيلا بتوقيع رضا شرف الدين، خلا من اية مظاهر رسمية، فقد رقن ونسخ على ورق ابيض عادي لا يحمل شعار الحزب واسمه.

رفض التأشير على البيان من قبل الحزب وقادته، لم يترك لشرف الدين غير نشره كما هو، والهدف المعلن إعلام الراي العام والندائيين، بان اللجنة وجدت نفسها في مواجهة قيادة الحزب التي تنظر اليها على انها «لجنة تقنية» وهذه المواجهة تضمنت وضع عقبات امام اللجنة ومهمتها والاهم «إضعافها».

عقبات قال البلاغ أن من بينها تعثّرات كبيرة يعيشها مسار التحضير للمؤتمر، وايضا عدم التمكن من «الحصول على رؤية واضحة حول التقدّم الملموس للإعداد»، إضافة إلى عدم احترام خارطة الطريق الموضوعة لانجاز المؤتمر، وهنا القصد هو عدم اجراء المؤتمرات المحلية والجهوية، لتتمكن اللجنة من الانتقال لمرحلة اعداد المؤتمر الوطني في موعده.

كل هذه المؤاخذات والشكوى من قيادة الحزب الحالية، تمت في الفقرة الأولى فيما ركزت الفقرة الثانية على دور اللجنة ورهانات المؤتمر وضرورة ان يلتف الندائيون حول اللجنة لضمان انجاز مؤتمر وحدوي ديمقراطي.

تطور دراماتيكي في الأحداث، فاللجنة التي كانت الى غاية الاسبوع الفارط تؤكد انها صاحبة صلاحيات وقادرة على انجاز مؤتمرها، وانها في علاقة جيدة مع قادة الحزب وان لا ضغوط عليها، لم تتمكن من الصمود والحفاظ على خطاب هادئ، ولم تجد سوى حل وحيد وهو نشر الغسيل للعموم.

حل يراهن أعضاء اللجنة على انه سيدفع بقيادات الحزب الى التراجع خطوة عن سياساتهم ومحاولات تدجين اللجنة لصالحهم، ولكن بالأساس تراهن على اي دور متوقع يقوم به الرئيس المؤسس الباجي قائد السبسي لاحتواء «الازمة» الجديدة واقناع نجله والمحيطين به بالتراجع.

دور يبدو ان الرئيس المؤسس الذي بات يصف حزبه بـ«الداء» وفق بوجمعة الرميلي عضو اللجنة، لن يرى النور خاصة وان محاولاته السابقة منذ 2016 باءت بنتائج عكسية على الحزب ولم تنجح في كبح جماح نجله والمحيطين به، وهذا تكرر مع ازمة طرد رضا بالحاج من الحزب.

فالعائد الى الحزب وفق توافقات مع رئيس الجمهورية وجد نفسه في صدام مفتوح مع مدير الهيئة السياسية للحزب حافظ قائد السبسي، وهذا الصدام انتهى الى انقسام النداء مرة اخرى الى جناحين، الاول لمجموعة لم الشمل التي انتهى اخر اجتماع لها بتفويض لجنة اعداد المؤتمر بتسيير الحزب الى حين انعقاد مؤتمره.

تفويض رفضته اللجنة على امل ان تظل في مسافة واحدة من الجميع قبل ان تطل امس وتعلن ببلاغها ان الوضع لم يعد يحتمل الصمت وان القيادة الحالية، وهي تعني رئيس الهيئة السياسية والمحيطين به، تعرقل عقد المؤتمر، عبر رفض الاذن بانجاز المؤتمرات المحلية والجهوية خلال الايام الفارطة.

عرقلة لا تشرح اللجنة اسبابها، ولكن تتبع خطوات قادة النداء يكشف ان السبب الاول والاخير لرفض عقد مؤتمر انتخابي ديمقراطي هو الخشية من ان تتغير القيادة برمتها، وهذا ان تم فان القيادة الحالية وخاصة النواب بالمجلس، سيجدون انفسهم خارج المراهنة على رئاسة القائمات الانتخابية ولا قدرة لهم على التأثير فيها.

هذه القراءة الهادفة لضمان التحكم بمرشحي الحزب، تنطلق من نتائج سبر الاراء التي تمنح النداء نسبة من نوايا التصويت تمكنه من الفوز بمقاعد يتراوح عددها بين 15 و30 مقعدا، وهذا في نظر المجموعة حظوظ الفوز بهذه المقاعد سواء لهم او لاتباعهم يستوجب ان تظل القيادة بيدها، وهذا يشرح سلوكها تجاه لجنة الاعداد.

المشاركة في هذا المقال