Print this page

تفوز بدورة مدريد ذات الألف نقطة: أنس جابر في سماء التنس

وأخيرا حققت البطلة التونسية في التنس أنس جابر حلمها وحلم كل التونسيين بفوزها في إحدى أهم دورات التنس لللاعبات المحترفات، دورة مدريد ذات الألف نقطة،

والتي تأتي مباشرة من حيث الأهمية بعد دورات التنس الأربعة (grands chelems) ولقد فازت أنس جابر على الأمريكية «بيقولا» بشوطين لواحد وتصبح بذلك السابعة عالميا والثانية لو احتسبنا فقط النقاط المسجلة خلال هذه السنة.
رغم نهاية موسم 2021 ببعض الصعوبات وباصابة في الظهر بعد مسيرة استثنائية أوصلتها الى المرتبة السابعة عالميا بدا واضحا أن الموسم الحالي سيكون موسما صعبا لأن انس جابر قد أصبحت إحدى نجوم الكرة الصفراء وأن كل منافساتها يستعددن لها احسن استعداد، فبطلتنا لم تعد مفاجاة والمنافسة شرسة واجيال التنس النسائي متعاقبة من دول لها تقاليد عريقة في كرة المضرب من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا واسبانيا والمانيا وانقلترا ودول أوروبا الوسطى والشرقية اضافة الى بعض الدول الاسيوية كاليابان والصين الشعبية والتي تستثمر كثيرا في هذه اللعبة.. امام هذه المنافسة الشرسة يصبح انجاز انس جابر وفريقها التونسي لحما ودما في التدريب والاعداد البدني حدثا استثنائيا بكل المقاييس..

أنس جابر لاعبة موهوبة وهي اللاعبة الاكثر فرجوية اليوم في العالم.. لا نقول هذا بدافع الحمية الوطنية فهذا ما يقر به كل خبراء الكرة الصفراء والذين يعتبرون أن نقطة الضعف الاساسية لبطلتنا هو عدم استقرارها وعدم انتظام أدائها داخل نفس المقابلة وايضا تذبذب مردودها في دورات التنس النسائي حيث يرتفع نسق المنافسة من مقابلة الى أخرى وتكون الجاهزية البدنية والذهنية أساسية للتقدم ولحصد البطولات..

كل المؤشرات تفيد أن هنالك تحولا هاما ذهنيا وبدنيا لأنس جابر ظهر جليا في دورة مدريد وهي كما اسلفنا إحدى اهم دورات التنس من فئة الف نقطة بعد الدورات الأربع الكبرى: أستراليا المفتوحة ورولان غاروس(فرنسا) وميلودون (انقلترا) وفليشينق ميدو (الولايات المتحدة).. استقرار في الاداء وتراجع كبير لفترات الضعف وعدم التركيز وجاهزية بدنية واضحة وحضور ذهني لافت..

اليوم عززت انس جابر حضورها ضمن العشر الاوائل بل وبدأت في الاقتراب من هدفها المعلن : الدخول في الخمس الاوائل كتمهيد لحلمها ولحلمنا الأكبر: المرتبة الأولى عالميا..

أنس جابر اكثر بكثير من كونها قصة نجاح ،انها النجاح ذاته وهي تقيم الدليل على أن التألق ممكن لكل أحد - وبالتالي لكل بلد - وأن الموهبة وحدها لا تكفي دون عمل وتخطيط وقوة عزيمة وانضباط وتضحيات..
فعلا لو تعلقت همة بني آدم بما وراء العرش لناله.

المشاركة في هذا المقال