Print this page

رحل محمد الصغيّر أولاد أحمد: هذا الذي أحبّ البلاد كما لا يُحبّ البلاد أحد...

غادر يوم أمس الصغيّر أولاد أحمد هذه الحياة الدنيا وصخبها وضجيجها.. غادرها بعد صراع مرير مع المرض.. غادرها دون أن يستسلم ودون أن يلقي القلم.. غادرها وهو يختزن في كلماته تدفق سيله الهادر... الشاعر ينتمي للآدمية شكلا فقط... الشاعر ينطق عن الروح

وبالروح... هكذا كان محمد الصغير أولاد أحمد...

لا يمكن لأحد أن يلخّص تجربة أولاد أحمد الشعرية والنثرية التي امتدت على حوالي 35 سنة... فلا نظير لأولاد أحمد في تونس في تدفق كلماته وفي انسيابية قوة الروح فيها... فنصوصه كلها تأخذ العقل والقلب والروح سواء كانت شعرا أم نثرا.. وقد نجح أولاد أحمد في جعل الصمود السياسي أدبا وخيالا وجمالا...

لقد قضى أولاد أحمد كامل حياته الأدبية وهو يبتكر أروع الأشكال لصمود شامخ ومتجدد.. صمود أمام الحكم الفردي في السنوات الأخيرة لبورقيبة وصمود أمام الخوف زمن حكم بن علي وتبقى تلك الصورة الرائعة لانتخاب الرئيس عندنا بــــ 107%.. وصمود أمام حكم الترويكا... وقبل ذلك وكما يقول صمود بل وقيادة شعرية للثورة التونسية...

وصمود أولاد احمد لم يكن سياسيا سطحيا بل كان صمودا ضد الجهل والتزمّت وكره الحياة والاستبداد باسم الزعيم أم باسم الإلاه.. ولكن كل نصوص أولاد أحمد كانت تعبق حبّا وجمالا وحياة وإبداعا.. كان يستعمل كلماتنا العادية ولكن نظمها ووقعها من كنه خاص يخاطب الروح والعقل معا...

ما كل الناس يفقهون في الشعر ولا هم من متذوّقيه... ولكن مع أولاد احمد يسترجع الجميع الذائقة الجمالية التي تكون قد ضمرت بفعل ضجيج الحياة الدنيا ولغطها.. فكلمات أولاد أحمد تفجر .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال