Print this page

جانفي...

شهر جانفي يخيف كل حكومات البلاد بعد الثورة وقبلها... لا شك أن ذاكرتنا التاريخية ستحفظ في طياتها أن هذا الشهر، وشقيقه ديسمبر، اللذان أسقطا نظام بن علي... ولكن لشهر جانفي خاصة جولات كثيرة... فهو الذي أسقط حكومة الهادي نويرة في أزمتين كادتا أن تكونا متتاليتين

وإن كانتا من طبيعتين مختلفتين: الخميس الأسود في 26 جانفي 1978 وعملية قفصة بعد سنتين بالضبط...
وشهر جانفي (1984) أسقط، مع تأجيل التنفيذ، حكومة محمد مزالي ومع ما عرف بثورة الخبز وجانفي (2016) أسقط كذلك حكومة الحبيب الصيد ولم تكن حكومة «الوحدة الوطنية» إلا رصاصة الرحمة لا غير...
فجانفي تهابه كل النظم والحكومات وكذلك جزء من المواطنات والمواطنين الذين أضحوا يخشون فيه انفلات الأمن والاضطرابات الاجتماعية التي عادة ما نعلم كيف تبدأ ولكن قلّما علمنا كيف تنتهي...

لا شك أن بعض الجهات أو اللوبيات قد تتلقف هذا الاحتجاج أو ذاك أو حتى تفتعله أحيانا لغايات سياسية أو إجرامية... ولكن وجود مثل هذا التوظيف لا ينبغي أن يحجب عنا أن العناصر الموضوعية للاحتجاج الاجتماعي كبيرة وكبيرة جدا...
فجل المؤشرات الاجتماعية من بطالة وفقر وتهميش مجمّعة في مناطق أضحى الحرمان رديفا لها...

لا ينبغي أن نغفل أن الاختلالات الاجتماعية موجودة في كل ولاية بل وفي كل معتمدية... فالبطالة والفقر والانقطاع المدرسي وسوء الخدمات الصحية لا يخص جهة أو ولاية بعينها ولكن تركيز كل أنواع الحرمان والخصاصة هذه نجده في تونس بالخصوص في ولايات الوسط الغربي (القيروان وسيدي بوزيد والقصرين).

والمهم هنا أن نتوقف عند المؤشر الجديد الذي أنتجه المعهد الوطني للإحصاء بالتعاون مع البرنامج.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال