Print this page

تداعيات الحكم في قضية الشهيد لطفي نقض: ماذا وراء ردود الفعل الغاضبة ؟

ردود الفعل الصادرة إثر التصريح بالحكم في قضية الشهيد لطفي نقض سواء كانت موجّهة للقضاء أو لحزب نداء تونس أو للسلطة ، هي في الحقيقة النقطة الّتي أفاضت الكأس بسبب ما حصل في مسار السنوات الأخيرة من تراكمات حول التعامل السياسي والقضائي مع ظواهر جديدة لم تعرفها تونس بهذه الحدّة في السابق.

هذه الظواهر الجديدة تتمثل في التشدّد والعنف و السحل والاغتيال لأسباب عقائدية وفكرية و سياسية .فقد تمّ تهديم أضرحة و مقابر وتم الإعتداء على مواقع تراث وثقافة ،و تم ّتكفير مثقفين و الإعتداء على صحفيين و سياسيين ،و أُغتيل شكري بلعيد و محمّد البراهمي و سقراط الشارني والعديد من الأمنيين والعسكرين .

وسواء نسب كل هذا لتشكيلات سياسية أو مجموعات تنشط تحت غطاء جمعيات و تنظيمات عنف و إرهاب ، فإن كل ذلك اندرج في إطار تصفية فئات معيّنة أو إخماد أصواتها أو ترهيبها لدفعها إلى الإستكانة والإذعان في النهاية لسلطتها.

هذه الفئات المستهدفة ، هي نفسها أو هي ذات انتماءات متقاربة في مواقفها ممّا سُمي بـ»أسلمة المجتمع التونسي» ، أو موقعها في الذود والدّفاع عن الدولة، و هي إمّا رافضة للإنغلاق الفكري و لفرض نمط مجتمعي متخلف و متحجر ،و إمّا متبنية لتوجهات ورؤى سياسية حداثية ،و إمّا الممثلة للقوى الأمنية والعسكرية الحامية للدولة و مؤسّساتها.

من هنا تبرز لدى المتابع لهذه الظواهر ملامح الأطراف الّتي تقف وراءها،وهي أطراف.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال