Print this page

بعد تصريح قيس سعيد بوجود مخطط لاغتياله تقوده أطراف سياسية «مرجعيتها الإسلام»: حركة النهضة تطالب بفتح تحقيق والكشف عن كل المؤامرات..

أثارت تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد مرة أخرى بخصوص مخطط اغتياله جدلا واسعا في الساحة السياسية، وليست هذه المرة الأولى

التي يتحدث فيها الرئيس عن وجود محاولات لاغتياله، فقد سبق أن تمّ الكشف عن تلقي الرئاسة لظرف مسموم ثّم تصريحه أمام عدد من رؤساء الحكومات السابقين بوجود مخطط لإزاحته من منصبه بأي شكل من الأشكال ولو بالاغتيال، كما أن تصريح أول أمس خلال موكب التوقيع على اتفاقية توزيع مساعدات اجتماعية لفائدة العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل التي تضرّرت من تداعيات جائحة كورونا لم يختلف عن تصريحاته السابقة، وفيه كشف عن سعي بعض الأطراف إلى استهداف حياته، أطراف تخطط للاغتيال والقتل والدماء، تصريحات جعلت العديد يطالبون النيابة العمومية بفتح تحقيق والكشف عن «المؤامرات» التي تحدث عنها الرئيس.
خلفت تصريحات قيس سعيد ردود أفعال كثيرة سيما من قبل حركة النهضة والتي كانت من أول الأطراف التي ردت عليها من خلال بيان رسمي حمل إمضاء رئيسها راشد الغنوشي أو من خلال تدوينات لقياداتها على صفحاتهم الرسمية «الفايسبوك» أو تصريحات إعلامية، سعت عبر دعوتها إلى فتح تحقيقات والكشف عن المؤمرات ردّا على الاتهامات التي وجهها الرئيس إلى أطراف سياسية مرجعيتها الإسلام، تصريحات رئيس الجمهورية هذه المرة كانت واضحة نوعا ما رغم أنه لم يسم الأطراف المعنية ليؤكد أن أطرافا سياسية «مرجعيتها الإسلام» تسعى إلى ضرب الدولة والقيام بمحاولات تصل إلى حد التفكير بالاغتيال والقتل وسفك الدماء.

النهضة تحذر...
قال رئيس الجمهورية في كلمته مساء الجمعة بمناسبة التوقيع على اتفاقية بين وزارتي الشؤون الاجتماعية والمالي، « «لدينا مرة أخرى من الصواريخ على منصات إطلاقها وتكفي إشارة أخرى لتضربهم في الأعماق.. فبالنسبة لهؤلاء الذين يتحدثون ويكذبون ويقولون إن مرجعيتهم الإسلام.. أين هم من الإسلام و من مقاصد الإسلام ؟ كيف يتعرضون لأعراض النساء والرجال وبالنسبة لهم الكذب من أدوات السياسة.. اعرف ما يدبرون و لا أخاف إلا رب العالمين رغم محاولاتهم اليائسة التي تصل إلى التفكير في الاغتيال والقتل و الدماء.»، تصريحات ردت عليها حركة النهضة لتطالب في بيان لها أمس أجهزة الدولة الأمنية والقضائية، بـ«القيام بما يلزم» للكشف عن «المؤامرات» التي تحدث عنها الرئيس قيس سعيد. وشددت على دعوتها أجهزة الدولة للقيام بذلك، وذلك بهدف تحديد المسؤوليات وطمأنة الرأي العام وتحصين الأمن القومي التونسي، وفق البيان ذاته. كما حذرت الحركة من كل المؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية التي تعمل على جرّ البلاد إلى عدم الاستقرار والحدّ من الحريات وانتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين. ودعت كل القوى السياسية والاجتماعية للوقوف صفا منيعا أمام كل محاولة للارتداد عن مكاسب الشعب التونسي.

مؤامرات خطيرة
كما عبرت عن انشغالها الشديد بما ورد في الكلمة من اشارة إلى وجود مؤامرات خطيرة تهدد أمن البلاد والأمن الشخصي لرئيس الجمهورية، راجية له السلامة وداعة الله تعالى ان يحفظه والجميع من كل مكروه، بحسب ما ورد في البيان . هذا واستنكرت النهضة تلك المؤمرات، منبهة عموم التونسيين إلى خطورتها وتداعياتها، ودعوتهم كافة إلى اليقظة والتصدي لمثل هذه الأجندات إن تأكدت. من جهة أخرى حذرت حركة النهضة أيضا من كل المؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية التي تعمل على جرّ البلاد إلى عدم الاستقرار والحدّ من الحريات وانتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين، كما دعت كل القوى السياسية والاجتماعية للوقوف صفا منيعا أمام كل محاولة للارتداد على مكاسب الشعب.

مخاوف وانشغال
نائب رئيس حركة النهضة علي العريض بدوره طالب في تدوينة له نشرها على صفحته الرسمية «الفايسبوك» بضرورة فتح تحقيق في تصريحات رئيس الجمهورية، وجاء في نص التدوينة «تتكرر تصريحات رئيس الجمهورية التي تثير المخاوف والانشغال في البلاد وتعمق الأوضاع التي يكتنفها الغموض في الحاضر والمستقبل، وآخرها ما تعلق بوجود تفكير أو تخطيط لاستهداف حياته. هذا من عظائم الأمور في أي بلد، وعظائم الأمور ليست جملا ترد ضمن مواد أخرى أدنى مستوى وإنما تحتاج إلى بيان أو خطاب رسمي مخصوص وتعهّد فوري بالتحقيق وإفادة الرأي العام بالمعطيات المتوفرة ونتائج التحقيق وتحديد المسؤوليات. إنه من الخطير أن يتم التطبيع في البلاد مع مثل هذه التصريحات التي تبقى دون توضيح ودون مآلات ولا إنارة الرأي العام الوطني أولا والدولي ثانيا. ومن ناحية أخرى من المشروع الخشية عن أن تتخذ هذه التصريحات غطاء لمزيد النيل من الحريات والحقوق بمقتضى مجرد تعليمات وبعيدا عن القانون والمؤسسات... وفي غياب الوضوح سيجتاح الجميع غول الخوف واليأس بدل الأمل والانطلاق».

المشاركة في هذا المقال