Print this page

18 ولاية ذات مستوى إنذار مرتفع جدا..تفشي السلالة البريطانية وانتشار سلالة جنوب إفريقية: فشل إجراءات عيد الفطر.. وتصاعد المخاوف من الفترات القادمة

تشير كل المؤشرات حول تطور الوضع الوبائي في البلاد إلى أن الموجة الرابعة باتت وشيكة أمام تواصل ارتفاع

حالات الإصابات المؤكدة وارتفاع عدد الوفيات وارتفاع الضغط على المستشفيات التي تجاوزت جلها طاقة الاستيعاب القصوى للمرضى سيما في أقسام الإنعاش، ومع تواصل خطورة الوضع الوبائي وانتشار السلالة الجنوب إفريقية في البلاد ، تتصاعد المخاوف وتتجدد الدعوات إلى الالتزام بالإجراءات وتتالى التحذيرات من مختلف الهياكل الصحية التي باتت تراهن من جديد على وعي المواطنين عبر الالتزام أولا بالتدابير الوقائية وثانيا بالإقبال المكثف على التسجيل في منظومة ايفاكس للانتفاع بالتلاقيح، علما وأن عدد الجرعات المستعملة إلى حدود أمس قد بلغ المليون جرعة.
مازال الوضع الوبائي يوصف بالحرج جدا وحتى الإجراءات التي تمّ إقرارها خلال عيد الفطر: الحجر الشامل لأسبوع لم تساهم في تحسين الوضع، وحسب ما كشفته المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية في تصريحات إعلامية فإن 18 ولاية تشهد مستوى إنذار مرتفع جدا بسبب ارتفاع حلقات العدوى، مشيرة إلى تواصل ارتفاع نسبة التحاليل الايجابية التي تجاوز معدلها 22 %، وبينت أنه سيتم خلال الأسبوع الجاري الانطلاق في عمليات التقطيع الجيني بطريقة عشوائية لعينات من التحاليل الايجابية، في كامل تراب الجمهورية، لمزيد اكتشاف بقية السلالات التي يمكن أن تتواجد في البلاد.
إجراءات جديدة في القيروان
أثبتت التحاليل والتقطيعات الجينية أن السلالة البريطانية هي الأكثر انتشارا في البلاد تليها السلالة جنوب أفريقية التي تم اكتشافها لدى 5 أشخاص من بينهم 4 أتموا فترة حجرهم الصحّي ولم تكن لهم حلقة عدوى في المحيطين بهم، وفق تأكيدات نصاف بن علية خلال إشرافها على أشغال اللجنة الجهوية الموسعة لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بالقيروان التي تشهد وضعا وبائيا خطيرا جدا، لتقرر اللجنة عدة إجراءات سيتم العمل بها لمدة أسبوع منها خاصة رفع الكراسي والطاولات في الفضاءات المغلقة للمطاعم والمقاهي ودعوة البلديات لعدم منح التراخيص لإقامة الحفلات والتظاهرات العامة والخاصة، إلى جانب تعليق كافة الأنشطة الثقافية، وغلق الأسواق الأسبوعية، ودعوة رؤساء إقليمي الأمن الوطني والحرس الوطني والمعتمدين إلى تطبيق قانون حظر التجوّل ساري المفعول والذي ينطلق من العاشرة ليلا إلى غاية الخامسة صباحا. كما تمت دعوة كل أصحاب وسائل النقل العمومي والحضري والخاص إلى ضرورة ارتداء الكمامات، وسيتم تطبيق الإجراءات القانونية على كل مخالف، إلى جانب دعوة الإدارة الجهوية للتعليم إلى تفعيل إجراءات البروتوكول الصحي بالمؤسسات التربوية خلال الامتحانات.
تعليق نشاط الأسواق الأسبوعية
كما أقرت ولاية سيدي بوزيد بدورها حزمة من الإجراءات لكسر حلقات العدوى تتمثل في غلق الحمامات وقاعات الرياضة وقاعات الأفراح والتطبيق الصارم لإجراء استغلال 30 % من طاقة استيعاب المقاهي والمطاعم، والتشديد على تطبيق البروتوكول الصحي في كل الولاية، وتعليق صلاة الجمعة في عدد من البلديات للحد من انتشار العدوى، نفس الوضع في ولاية قفصة، حيث قرّرت السلط الجهوية بالجهة تعليق نشاط كلّ الأسواق الأسبوعية وفي كافة معتمديات الجهة لمُدّة أسبوعين، القائمة يمكن أن تطول وأن تشمل ولايات أخرى في الساعات القادمة أمام التصاعد غير المسبوق للوباء والذي قابله ضعف الإمكانيات المادية والبشرية والصحية، ليبقى حاليا الالتزام بالإجراءات والبرتوكولات الصحية والتلقيح الأسلحة الناجعة للتوقي من الفيروس، الأمر الذي جعل كافة الهياكل المعنية والحكومة تتابع عن كثب عمليات التلقيح، حيث أدّى رئيس الحكومة هشام المشيشي زيارة غير معلنة ظهر أمس إلى مركز التلاقيح بقصر المؤتمرات بالعاصمة للوقوف على الظروف التي تتم فيها عملية تلقيح المواطنين.
اكتظاظ وطول مدة الانتظار
وعاين رئيس الحكومة خلال هذه الزيارة عديد التجاوزات المتعلقة باكتظاظ المواطنين المعنيين بعملية التلقيح وطول فترة الانتظار هذا إضافة إلى عدم تخصيص مكان لائق لاستيعاب المتوافدين على المركز. وعبّر عن استغرابه من طول مدة الانتظار خاصة وأن المواطنين مدعوون وفق إرسالية قصيرة وبمواعيد مضبوطة ومسجلون بمنظومة بيانات، مستغربا في ذات الإطار من تأخر مواعيد تلقيحهم لساعات خصوصا وأن عملية الانتظار خارج المركز مخالفة للبروتوكول الصحي واحترام إجراءات التباعد، علما وأن المركز المعني من أكبر مراكز التلاقيح الموجودة ببلادنا. وبعد استماعه لمشاغل المواطنين، دعا رئيس الحكومة القائمين على المركز والإطارات الصحية إلى ضرورة التخفيف من الاكتظاظ وتوفير فضاء لاستيعاب المتوافدين على المركز.
التسريع في وتيرة التلقيح
وفي تصريح صحفي اعتبر رئيس الحكومة أن عملية التصرف في المواعيد والاستقبال ليست بالنسق والجودة المطلوبة رغم عمل وزارة الصحة على توفير أكبر عدد من مراكز التلقيح. وعبّر عن استغرابه لعدم استغلال الفضاءات داخل قصر المؤتمرات للتسريع في وتيرة التلقيح وتخفيف الضغط ودعا لاستغلال المراكز والفضاءات المتوفرة بكامل تراب الجمهورية جهويا ومركزيا لإنجاح عملية التلقيح مع احترام البروتوكول الصحي. ودعا رئيس الحكومة إلى ضرورة استغلال القاعة الكبرى لمركز التلاقيح بقصر المؤتمرات حتى يتم استيعاب أكثر عدد ممكن من المواطنين وفي أحسن الظروف.
الفترات القامة ستكون صعبة وصعبة جدا لتزامنها مع عودة التونسيين من الخارج والوافدين من السياح وتزايد الاحتفالات العائلية والتظاهرات الثقافية الصيفية التي يصعب فيها الالتزام بمقتضيات البروتوكول الصحي، في انتظار القرارات الجديدة للجنة الوطنية لمجابهة الكورونا.

المشاركة في هذا المقال