Print this page

نائب رئيس حركة النهضة علي العريض لـ«المغرب»: «رئيس الجمهورية هو الذي اختار القطيعة.. »

لا زالت البلاد تعيش على وقع أزمات متعددة الجوانب، سياسية واقتصادية وصحية واجتماعية، أزمات تصاعدت

حدتها وبلغت درجات غير مسبوقة مع تواصل الأزمة السياسية والقطيعة بين الرئاسات الثلاث وحصلت في الأيام الأخيرة تصريحات وتصريحات مضادة وتوجيه الاتهامات وآخرها وليس الأخير الاتهام الذي وجهه رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني ضدّ رئيس الجمهورية بمحاولة تعطيل رئيس الحكومة في زياراته الخارجية وبالتحديد إلى ليبيا وقطر، الأمر الذي نفاه القيادي بنفس الحركة نور الدين البحيري والذي أبدى استغرابه من تناقل مثل هذه الاتهامات دون التثبت، اتهامات وفق تصريح نائب رئيس حركة النهضة علي العريض لـ«المغرب» لا يمكنه تأكيدها أو نفيها وأنه قد سمع بمثل هذه التصريحات ومحاولة تعطيل وفود من الحكومة من القيام بزياراتهم الخارجية.
وأضاف علي العريض أنه حقيقة ليس لديه أي إلمام أو تفاصيل حول هذه التعطيلات وليست لديه أية معلومات خاصة في شأنها باستثناء التصريحات الإعلامية ولكن ما يمكن التأكيد عليه هو غياب التنسيق بين رئيسي الجمهورية والحكومة والتعاون بينهما ليس جيدا، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية هو في قطيعة مع رئيس الحكومة هشام المشيشي وكذلك مع رئيس البرلمان راشد الغنوشي وهذا أمر غير طبيعي للسلطات الثلاث بصفة عامة التي من المفترض أن يكون بينها تعاون وتنسيق كبير في مختلف المسائل التي تهم البلاد، فتوزيع السلط لا يعني عدم التنسيق قائلا «نحن في دولة واحدة ولدينا سلطة واحدة ولا بدّ من التنسيق والتعاون في ترتيب أولويات المرحلة القادمة ومواجهة الصعوبات وخاصة منها الصحية والمالية والاقتصادية والاجتماعية».
عدم التفاعل الإيجابي مع كل المساعي والخطوات
بحسب نائب رئيس حركة النهضة فإن الوضع غير طبيعي في أن تكون السلطات غير موحدة في وقت الأزمات وفي كل وقت بصفة عامة، مشددا على أن رئيس الجمهورية هو الذي اختار القطيعة مع رئيسي الحكومة والبرلمان وليس العكس، مبينا أن حركة النهضة قامت بعديد الخطوات والمساعي لإنهاء الأزمة وخاصة القطيعة، حيث طلب راشد الغنوشي بكل صفاته، رئيس البرلمان ورئيس الحركة، عقد لقاء ثلاثي يجمع الرئاسات الثلاث لكن دون مجيب من قبل رئيس الجمهورية إلى جانب توجيه عدة مراسلات إلى قصر قرطاج من أجل إرساء حوار تشارك فيه كافة المكونات السياسية والاجتماعية ورئيس الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل إلى جانب الدعوات المتتالية لعدة أحزاب سياسية إلى تنظيم حوار، وأشار أيضا إلى أن رئيس الحكومة قد وجه بدوره عدة مراسلات إلى رئيس الجمهورية ولكن ليس هناك أي تفاعل من قبله إلى الآن.
غياب التنسيق بين الرئاسات الثلاث
وأضاف علي العريض أن الخطاب الأخير الذي توجه به رئيس الجمهورية خلال لقائه مع كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع الوطني حمل بعض الرسائل الايجابية في علاقة بالتنسيق بين مؤسسات الدولة، معربا عن أمله في أن يتم تجسيد ذلك على أرض الواقع، فهذه المسألة تطالب بها حركة النهضة منذ فترة طويلة، سواء عبر الرسالة الرسمية التي وجهها له رئيس البرلمان أو في بياناتها وبلاغاتها، وشدد على أنه ليست هناك أية مؤشرات تشير إلى قبول رئيس الجمهورية بمبادرة تنظيم حوار وطني ول يعد أية لقاءات مع مختلف الأطراف الفاعلة أو حتى مع رئيس الحكومة ورئيس البرلمان باستثناء اللقاء الأخير الذي جمع سعيد والمشيشي، قائلا «لم تعقد أية لقاءات وليس هناك أي تنسيق حول أولويات البلاد والمتمثلة بالأساس في الأولويات الاقتصادية والصحية والاجتماعية مع ضرورة القيام بحوار وطني بجمع مختلف الأطراف دون استثناء وأولويات رئاسة الجمهورية ليست ذات الأولويات المطروحة من قبل الحكومة أو الأحزاب السياسية.
استقالة العذاري لم تناقش بعد
وبخصوص استقالة زياد العذاري من كتلة حركة النهضة، قال العريض إن الحركة لم تناقش بعد هذه الاستقالة واعتبر العريض ان استقالة العذاري أمر مؤسف باعتباره من العناصر الرئيسية في قيادة الحركة وكتلتها البرلمانية. وعن الأزمة الداخلية للحركة، أفاد العريض أنه لا توجد أي أزمة داخلية صلب الحركة وهناك مؤسسات تشتغل وتناقش كل القضايا وتختلف في أشياء وتتفق على أخرى بالحوار والديمقراطية.

المشاركة في هذا المقال