Print this page

نفاد أسرة الإنعاش في أغلب المستشفيات ..تكرار مشاهد الازدحام دون ارتداء الكمامات: تتالي إطلاق صيحات الفزع والانتقال إلى مرحلة اختيار المرضى

تسجل البلاد في الأيام الأخيرة أرقاما مفزعة في مستوى عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا أو ارتفاع

أعداد الوفيات وعدد المرضى الذين يتم إيواؤهم في المستشفيات وبالتحديد في أقسام الإنعاش والأوكسجين، وقد أطلقت أغلبية الولايات والمعتمديات صيحات فزع بسبب نفاد أسرة الإنعاش وبلوغ طاقة الاستيعاب القصوى بسبب ارتفاع عدد الحالات الخطيرة، وضع حرج جدا وصل إلى حدّ الاختيار بين المرضى، وسط تزايد عدد المعتمديات التي تقرر غلقها ومنع التنقل منها وإليها بسبب تسارع تفشي العدوى فيها علما بأن القائمة مرشحة للارتفاع يوما بعد آخر في ظلّ تواصل ذات المسببات وتكرار نفس مشاهد الاكتظاظ والازدحام دون ارتداء الكمامات، مشاهد نشاهدها في وسائل النقل ومحطات النقل وفي الأسواق وفي المحلات التجارية...
باتت اللجان الجهوية لمجابهة الكورونا في كل الولايات في حالة تأهب متواصل لتكثف من اجتماعاتها الاستثنائية والعاجلة من أجل إقرار جملة من الإجراءات الوقائية المصاحبة خاصة لقرار الغلق ومنع التنقل، وقد تتجه لجان جهوية إلى مزيد عزل بعض المعتمديات المصنفة بـ«المناطق الحمراء» عن بقية المناطق لكسر حلقات العدوى، مع غلق رياض الأطفال والكتاتيب والسماح للمقاهي المطاعم بالعمل بطاقة استيعاب في حدود 30% ومنع التجمعات وغلق الحمامات وقاعات الرياضة، وتنفيذ حملة تعقيم واسعة، خاصة في المؤسسات التربوية والمساجد والجوامع، مع إحكام تطبيق البروتوكول الصحي، وتفعيل الإجراءات الردعية المعمول بها.
أرقام قياسية
فاقت أعداد الإصابات بفيروس كورونا المسجلة إلى حدود تاريخ 13 أفريل الجاري 276 ألف إصابة فيما تجاوزت الوفيات 9480 حالة وفاة، وقد عادت البلاد لتسجل أرقاما قياسية مثل التي تمّ تسجيلها في شهر جانفي الفارط ، أرقام قياسية يقابلها بطء عملية التلقيح والتسجيل في منظومة «ايفاكس» ، وبحسب بلاغ لوزارة الصحة فإن نسبة الملقّحين من المسجلين منذ انطلاق الحملة يبلغ 16.5 % من المسجلين بتاريخ 7 أفريل الجاري ، وأن نسبة الملقّحين من المسجلين في فئة الـ75 سنة فما فوق بلغت 61.4 % من المسجلين فيما ارتفع عدد مراكز التلقيح إلى 32 مركزا بكامل تراب الجمهورية بعد إحداث 07 مراكز جديدة بهدف الترفيع في نسق التلقيح. كما سخّرت الوزارة فرقا طبيّة متنقّلة قصد تطعيم المسنّين والأشخاص محدودي الحركة المشمولين بالأولوية الأولى من الإستراتيجية الوطنية للتلقيح في أماكن سكناهم. هذا وتمّ التنسيق مع الولاة ومختلف مكوّنات المجتمع المدني على غرار الكشّافة التونسية والاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي للقيام بحملات تحسيسيّة لحثّ المواطنات والمواطنين على التسجيل في منظومة اللقاح «ايفاكس».
صيحات فزع
مع تسارع انتشار فيروس كورونا، أعيد طرح الحجر الصحي الشامل من جديد مع تحميل مسؤولية كارثية الوضع لرئاسة الجمهورية والحكومة بسبب التراخي في تطبيق إجراءات صارمة، وقد أطلقت عدة إدارات صحية جهوية صيحات فزع على غرار المدير الجهوي للصحة بسوسة محمد الغضباني الذي أكد في تصريحات إعلامية أن الوضع أصبح حرجا جدا وصل إلى حدّ الاختيار بين المرضى، نفس الشيء بالنسبة لولاية قابس التي تجاوزت فيها مختلف مستشفيات الجهة طاقة استيعابها القصوى مع ارتفاع الحالات النشيطة لفيروس كورونا والتي قارب عددها حدود الألف حالة كما ارتفعت بالتوازي مع ذلك نسبة التحاليل الايجابية وعدد الوفيات، وتتجه الولاية إلى غلق معتمديات وذرف والمطوية ومنطقة قابس الكبرى في صورة تواصل الانتشار.
توقعات بمزيد ارتفاع الأرقام
المخاوف باقية وتتمدد وتوقعات المختصين تشير إلى مواصلة تسجيل أرقام مفزعة خاصة على مستوى الوفيات بسبب تواصل الاستهتار وعدم الالتزام بالبروتوكولات الصحية، مظاهر وسلوكيات ارتفعت مع بداية شهر رمضان، علما وأن أصحاب المقاهي يطالبون بتأخير توقيت حظر الجولان إلى منتصف الليل عوضا عن العاشرة ليلا، مطالب تأتي في وقت تتزايد فيه الأرقام يوما بعد آخر وتشهد عديد المستشفيات ضغطا كبيرا حتى أن بعض أقسام الكوفيد لم تعد قادرة على استقبال مزيد المرضى.

المشاركة في هذا المقال