Print this page

بعد أن عبر عن استعداد رئاسة الجمهورية للإشراف على حوار شبابي: اتحاد الشغل غاضب من الرئيس وينتظر التوضيح..

ننهي اليوم الشهر الثاني من أزمة التحوير الوزاري، أزمة باتت تتصاعد يوما بعد آخر لتدخل منعرجا جديدا في ظلّ احتدام

الصراع بين الرئاسات الثلاث دون تقديم أية تنازلات وهذا من شأنه أن يحول دون انجاح أية مبادرة تطرح على أرض الواقع، و يبدو أنالحوار بات معطلا بين الجميع ويمهد احتدام الصراع لبروز أزمات جديدة أكثر شدة وقد تجرّ إلى مزيد التصادم بالرغم من دعوة العديد إلى ضرورة تنظيم حوار وطني للإنقاذ وإنهاء الأزمة السياسية خاصة من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل الذي حاول بكل الطرق الدفاع عن مبادرته رغم مرور 4 أشهر على تقديمها ولكنه لم يجد أذانا صاغية لها بل تمّ تغيير عنوانها لتصبح مبادرة الحوار الشبابي.
الحوار الوطني للإنقاذ هو الحلّ الوحيد أمام الجميع لإنهاء الأزمة في البلاد ذلك ما فتئ يشدد عليه اتحاد الشغل في كل المناسبات وفي جميع تصريحاته الإعلامية وبيانات مكتبه التنفيذي، وبالرغم من موقف رئيس الجمهورية الذي وقف في مرحلة تبني المبادرة دون أن يخطو أية خطوة في اتجاه التفعيل، لازال الاتحاد يتمسك بمبادرته وأجرى سلسلة من اللقاءات والمشاورات من أجل إيجاد طريقة مثلى تمكنه من تفعيل مبادرته وتنظيم الحوار في أقرب الآجال باعتبار أن الوضع في البلاد لا يحتمل مزيد التأخير لكن ما أعلن عنه رئيس الجمهورية أول أمس بتنظيم حوار شبابي عن طريق منصة إعلامية كان بمثابة الصدمة له ولئن لم يبلغ رئيس الدولة ذلك رسميا لقيادة الاتحاد فإن العملية قد أثارت غضبه وكان ينتظر من رجل قرطاج المضي قدما في تفعيل المبادرة بعد القبول بكل شروطه.
الاتحاد غير معني بالحوار الشبابي
بعد البلاغ الذي أصدرته أول أمس رئاسة الجمهورية وكلمة رئيس الجمهورية ووزير المالية السابق نزار يعيش، خرجت قيادات الاتحاد في تصريحات إعلامية لتؤكد عدم علمها بمبادرة الحوار الشبابي وأن الاتحاد ليس معنيا بها، مبادرة الحوار الشبابي قد أعادت خلط أوراق الاتحاد من جديد ليدرك أن صمت رئيس الجمهورية وعدم مضيه قدما في تجسيد مبادرته على أرض الواقع كان لربح الوقت وأن مخاوفه كانت أكبر من الإقدام على مبادرة قد يخرج منها خاسرا باعتباره المشرف عليها، وحسب تصريحات إعلامية للناطق الرسمي للاتحاد سامي الطاهري فإن اتحاد الشغل لا يرى نفسه معنيا بما أعلنت عنه رئاسة الجمهورية، بشان تنظيم حوار وطني بمشاركة واسعة من الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة، كما انه لم يتوصل من رئاسة الجمهورية بما يفيد بان الأمر يتعلق بمبادرة الاتحاد الداعية إلى إطلاق حوار وطني لحل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد.
مسارات بديلة
واعتبر سامي الطاهري أن عملية تنظيم حوار شبابي عن طريق منصة إعلامية تتطلب سنوات، مشيرا إلى أن البلاد في الوضع الراهن ليس لها متسع من الوقت وهي على حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وما يلزمها هو حوار وطني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . وشدد الطاهري على أن البلاد شهدت العديد من الحوارات مع الشباب وتمت بلورة مخرجات متعددة ووضعها على ذمة الحكومات المتعاقبة لكنها اليوم في حاجة إلى أكثر من ذلك بإطلاق حوار وطني شامل لتلافي أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة. وأضاف انه على رئيس الجمهورية، الذي عبر في السابق عن تبنيه لمبادرة الاتحاد، الإعلان عن موقفه صراحة إذا تخلى عن هذه المبادرة، فمن غير المعقول أن يتم إهدار كل هذا الوقت ، مشيرا إلى أن الاتحاد له مسارات بديلة سيعلن عنها في الوقت المناسب.
في انتظار اجتماع الهيئة الإدارية الوطنية
سارع الاتحاد بعد بلاغ رئاسة الجمهورية إلى الاجتماع من أجل مناقشة مسألة الحوار الشبابي ومدى علاقته بمبادرة الاتحاد والبحث عن البدائل أو إدخال تعديلات على وثيقة المبادرة التي قدمها إلى رئيس الجمهورية في علاقة خاصة بالجهة المشرفة على الحوار الوطني بين اختيار الرباعي الراعي للحوار في صيغته القديمة أو توسيعه أو اختيار شخصية وطنية ومن بين الأسماء المطروحة محمد الناصر وحسين العباسي وفق بعض القيادات النقابية في انتظار انعقاد هيئته الإدارية الوطنية واتخاذ القرار المناسب، وشددت ذات القيادات على أن الاتحاد قد أضاع الوقت بانتظار 4 أشهر على أمل أن التفاعل الايجابي للرئيس وعليه اليوم البحث عن بدائل أخرى وبالتحديد المرور إلى خطة «ب» لإيجاد مخرج آخر لتفعيل الحوار الوطني ولكن يبقى السؤال المطروح من الذي سيرعى الحوار الوطني؟.

المشاركة في هذا المقال