Print this page

شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة : عودة الغضب

يوم أمس كان كل شيء يوحى بأن شارع الحبيب بورقيبة سيكون «الحدث»، إغلاق بالمتاريس الامنية لمداخل الشارع، انتشار امني مكثف

استباقا لوصول المحتجين الذين استجابوا لدعوات التظاهر والغضب التي اختلفت هوية أصحابها ولكن جمعهم الشارع وغضبهم الذي تصاعدت حدته هذا الاسبوع.
غضب اشتد امس في تخوم الشارع مع بلوغ الشمس منتصف السماء لتعلن عن قدوم محتجين وجهتهم ومبتغاهم شارع الحبيب بورقيبة الذي سعت الحواجز الحديدية إلى ان تحول بينه وبين قاصديه ليعلنوا انهم هنا من اجل ان «تسقط المنظومة»، منظومة تختزل في البرلمان والحكومة واحزابا سياسية يحملها الغاضبون مسؤولية ما آلت اليه اوضاعهم وأوضاع البلاد. خاصة مع اندلاع موجة من الاشتباكات بين الامن والشباب في الاحياء الشعبية منذ نهاية الاسبوع الفارط الى غاية منتصف الاسبوع الذي ودعه محتجون اغلبهم من الشباب امس بمظاهرة جمعت انصار الاحزاب والمنظمات والحركات اليسارية والاجتماعية وشبابا غير منتظم في مكان واحد من اجل رفع شعار «الشعب يريد اسقاط النظام».
نظام يتهمه الغاضبون ومنهم انصار أحزاب الجبهة الشعبية سابقا، التي اجتمعت مرة اخرى في الشارع معا لتطالب بتغير منظومة حكم 2014 واطلاق سراح الموقوفين على خلفية التحركات الاخيرة ومحاسبة من مارس العنف والانتهاكات ضدهم.
مطالب المحاسبة والشعارات الداعية لها خصت رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس البرلمان بجزء هام منها، فهو وحركته وفق تصور المشاركين امس في المظاهرة التي انطلقت بمجموعات متباعدة وحدها الحبيب بورقيبة في النهاية، كما وحدتها شعارات العدالة الاجتماعية وتوفير مواطن الشغل ونشر قائمة شهداء وجرحي الثورة.
شعارات سياسية وان سجلت حضورها بشكل لافت الا انها لم تحجب غيرها من الشعارات المعلنة عن جيل جديد من المحتجين الغاضبين الذين لم يكتفوا بصب جام غضبهم على النهضة والدستوري وعدد من الاحزاب البرلمانية فقط بل على الدولة وجيل مسيّريها من السياسيين الذين يرونه «جيلا فاسدا».
جيل من السياسيين يعتبرونه المسؤول عن الوضع وانتكاساته وانه لم يقطع مع الماضي والممارسات التي يرونها «قمعية» تريد ان تكتم اصواتهم، التي واجهها امس الامن بغلق الشارع في وجههم والهراوة على رؤؤسهم وأجسادهم لتفريقهم بعد ان نحجوا في كسر الطوق الامني والدخول للشارع.
شارع اعاد اليه الغاضبون امس نبضه وصوته ليعلنوا عن رفضهم ان يسلب مستقبلهم في وطنهم وهم عماده وشبابه الذين يواجهون حكومة وطبقة سياسية يتهمونها بتجاهل الاستحقاقات الفعلية للتونسيين والانشغال بالملفات الفرعية السياسوية التي انتهت بان جعلت البلاد في خضم ازمات لا تنفك.

المشاركة في هذا المقال