Print this page

في ندوة صحفية مشتركة بين وزارتي الصحة والداخلية: عدم الجزم بتحسن الوضع الوبائي حاليا وتسجيل أكثر من 23 ألف محضر بسبب عدم ارتداء الكمامة

بعد أن عاشت البلاد أسوأ شهر، في أكتوبر المنقضي، على مستوى التفشي السريع لفيروس كورونا وتسجيل

أرقام قياسية في عدد الإصابات وفي عدد الوفيات، تحرص الحكومة ووزارة الصحة على أن يكون الشهر الجاري شهر الاستقرار وبداية التقليص التدريجي في حلقات العدوى وعوامل الاختطار، هدف تسعى إلى بلوغه عبر المراهنة على تحسن نسبة الالتزام بالإجراءات الوقائية إلى جانب المراهنة على نتائج القرارات التي تمّ اتخاذها على غرار حظر التجول ومنع التظاهرات والتجمعات وتعليق الأسواق الأسبوعية... وسيكون الشهر الجاري شهر الاختبار، علما وأن نسبة انتشار الوباء تتفاوت بين الولايات، فهناك ولايات لا زالت تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات والوفيات وولايات تشهد استقرارا في المقابل تشهد ولايات تقلصا في عدد الحالات المصابة .

قرارات جديدة تمّ الإعلان عنها في الندوة الصحفية المشتركة بين وزارتي الصحة والداخلية حول تطور الوضع الوبائي في البلاد أمس برئاسة الحكومة، منها التكفل بمرضى الكوفيد بمنازلهم أو بالمستشفى المحلي حسب ما تقتضيه كل وضعية بهدف تخفيف الضغط على مراكز الإيواء والأقسام الاستعجالية وأقسام الإنعاش وذلك بالتنسيق بين القطاعين العام والخاص، وفق تأكيدات وزير الصحة فوزي المهدي، الذي أشار أيضا إلى أن الوزارة بصدد إعداد منصة لتطوير وتسريع منظومة الاتصال بين الطبيب والمريض للتكفل به عن بعد، «الطب عن بعد»، ومن المنتظر أن يصدر أمر حكومي في الغرض. كما تقرر اقتناء أجهزة تنفس وأجهزة مكثف أكسيجين لدعم الخط الأول.
مستشفيان ميدانيان في الكرم وفي صفاقس
وفق وزير الصحة فإن الوزارة تعمل على تركيز مستشفيين ميدانيين بمعرض الكرم وفي صفاقس، علما وأن الانطلاق في أشغال المستشفى الجديد بصفاقس ودعمه بالإطارات الطبية وشبه الطبية الضرورية سيكون في أقرب الآجال، مشيرا إلى أن عدد الأسرة الخاصة بمرضى الكوفيد بالمستشفيات المحلية بلغ 268 سريرا يقيم بها 64 مريضا أما طاقة المستشفيات الجهوية فقد بلغت 82 سرير إنعاش يقيم بها 55 مريضا و515 سرير أكسيجين يقيم بها 300 مريضا، هذا وقد بلغ عدد الأسرة بالمستشفيات الجامعية 153 سرير إنعاش يقيم بها 144 مريضا و579 سرير أكسيجين يقيم بها 427 مريضا إضافة إلى 80 سرير أكسيجين بالمستشفى الميداني بالمنزه والذي يقيم فيه 35 مريضا، ودعا الوزير الجميع إلى ضرورة مواصلة تطبيق نفس الإجراءات الوقائية المتمثلة في ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل الأيدي في ظلّ تواصل ارتفاع انتشار الفيروس وإن كان ذلك بصفة متفاوتة بين الولايات، وحسب آخر الإحصائيات، فقد تمّ بتاريخ 3 نوفمبر الجاري تسجيل 1237 إصابة جديدة و29 وفاة.
دراسة آخر الأبحاث حول اللقاحات
من جهتها، أكدت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية أن الإجراءات الجديدة والسابقة ستمكن من تحسين الوضع الوبائي، مشددة في ذات الوقت على أنه -حاليا- لا يمكن الجزم بتراجع انتشار الفيروس بالنظر إلى تواصل ارتفاع عدد حالات الإصابة والوفيات يوميا ولكن تعمل الوزارة بفضل ما تمّ اتخاذه من إجراءات وتوفير التجهيزات والإمكانيات الضرورية على التقليص من الحالات الخطيرة ومن عدد الوفيات إلى حين إيجاد اللقاح، مشيرة إلى أن اللقاح لن يدخل البلاد إلا إذا ثبت نجاعته وسلامته وأنه لن تكون له أية آثار جانبية. وكشفت في ذات السياق عن أن لجنة تابعة للوزارة بصدد تدارس آخر الأبحاث حول إيجاد لقاح لهذا الوباء وأفادت أن التجارب السريرية التي تجرى في البلاد تستوجب بروتوكولا دقيقا. كما أعلنت بن عليه عن اكتشاف أعراض جديدة للمصابين بالفيروس خلال الموجة الثانية والتي تختلف عن أعراض الموجة الأولى على غرار احمرار البشرة إضافة إلى فقدان حاستي الشم والذوق.
تحذيرات من تناول أدوية دون استشارة الطبيب
من جهة أخرى، حذر المدير العام للهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد في المجال الصحي شكري حمودة من تناول أدوية مضادة لارتفاع الحرارة «براسيتامول» دون استشارة الطبيب، مبينا انه في صورة تناول مثل هذه الأدوية ستشهد وضعية المصاب بكوفيد تأزما وهو الأمر الذي حصل بايطاليا وأدى إلى وفيات في صفوف صغار السن جراء تناولهم لجرعات كبيرة من أدوية تختلف تسمياتها ولكن مكوناتها متشابهة. وأشار إلى أن الأطباء في تونس على دراية كاملة بآخر التحيينات المتعلقة بالأدوية المسموح بها والممنوعة في علاقة بمرض كوفيد19. كما أكد أنه بالتعاون مع جمعية القلب والشرايين وجمعية الإنعاش والتخدير وجمعية الإنعاش الطبي وعدة جمعيات أخرى تم القيام بتحاليل حول تخثر الدم لدى المصابين بكورونا.
غلق ما يقارب من 500 محل تجاري
الندوة الصحفية التي عقدت أمس جاءت مباشرة بعد عقد جلسة عمل وزارية بإشراف رئيس الحكومة هشام المشيشي بحضور وزراء الداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية وعدد من أعضاء اللجنة العلمية لمجابهة فيروس الكورونا، شدد خلالها رئيس الحكومة على ضرورة تطبيق كل الإجراءات التي تمّ الإعلان عنها مؤخرا مع ضرورة إنفاذ القانون على كل مخالف وتطبيق حظر الجولان من أجل تقليص حالات العدوى. إجراءات لم تطبق كما يجب من قبل المواطنين بالنظر إلى عدد المخالفات والمحاضر التي تجاوز عددها 23 ألف محضر لعدم ارتداء الكمامة و5 آلاف مخالفة لعدم احترام حظر الجولان وغلق ما يقارب 500 محلّ تجاري، حسب ما أعلن عنه وزير الداخلية توفيق شرف الدين في الندوة، وأشار إلى أن عمل الوزارة لمجابهة الفيروس اتسم بالتدرج من التنبيه إلى التحسيس إلى استعمال الوسائل القانونية المتاحة، وشدد على ضرورة تضافر كل الجهود لمواجهة ما وصفه ب»العدو غير المألوف» وإنجاح جميع الإجراءات التي من شأنها إيقاف انتشار الفيروس، وأكد أن حظر الجولان أصبح يطالب به المواطن قبل السلطة وهذا الإجراء لا يمس من الحقوق والحريات العامة. كما أبرز الوزير أن البلاد على الخط الصحيح لتجاوز الصعوبات والوضع تحت السيطرة.

المشاركة في هذا المقال