Print this page

رغم تفشي الكورونا وحظر الجولان.. ولاية بنزرت تحيي الذكرى 57 لعيد الجلاء بحضور الرؤساء الثلاثة

ككل سنة تزينت أمس مدينة بنزرت لإحياء الذكرى 57 لعيد الجلاء، تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن البلاد التونسية في 15 أكتوبر من سنة 1963،

غادر الأميرال الفرنسي فيفياي ميناد المدينة إعلانا عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي وجاء إحياء الذكرى هذه السنة جاءت في ظروف استثنائية على جميع المستويات في ظل توترات اجتماعية وتقلبات وتجاذبات سياسية وصراعات داخلية داخل الأحزاب وخاصة أزمة جائحة كورونا والارتفاع غير المسبوق في حالات العدوى وعدد الوفيات وما خلفته من أثار وتداعيات كبرى خاصة على المستوى الاقتصادي.

وقد أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيد صباح أمس بمدينة بنزرت على موكب إحياء الذكرى 57 لعيد الجلاء. ولدى حلوله بمدخل بنزرت كان في استقباله والي الجهة الذي سلمه بالمناسبة دراسة حول الآفاق المستقبلية للتنمية بولاية بنزرت . ثم تحول رئيس الجمهورية والوفد المرافق له إلى روضة الشهداء حيث أدى تحية العلم على أنغام النشيد الوطني، كما استعرض تشكيلة شرفية من الجيوش الثلاثة قبل التوجّه الى النصب التذكاري حيث وضع إكليلا من الزهور وتولى قراءة الفاتحة ترحّما على أرواح الشهداء. وحضر الموكب بالخصوص رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الحكومة إلى جانب وزير الدفاع الوطني ووزير الداخلية وثلة من سامي إطارات المؤسسة العسكرية فضلا عن والي الجهة ورئيس بلدية بنزرت.

سعيد يستمع إلى مشاغل المواطنين
تحول رئيس الجمهورية إلى وسط مدينة بنزرت حيث استمع إلى مشاغل المواطنين والمواطنات المتعلقة بالبنية التحتية والمشاريع المعطلة وغلاء المعيشة والبطالة ومشاكل قطاع الرياضة وغيرها، وقد أكد في تصريح إعلامي أن حرب الأيام الأربعة من معركة بنزرت، في جويلية 1961، (بين القوات الفرنسية والجيش التونسي)، ذكرى أليمة ويجب أن تُدرّس من جديد «من حيث أيامها السابقة واللاحقة»، واصفا المعارك التي شهدتها تلك الأيام بـ«المجزرة»، لاسيما في ظل غياب العتاد من الجانب التونسي وقتها. وبين أن التونسيين دفعوا ضريبة غالية من دمهم، في سبيل الاستقلال ومن أجل أن تبقى البلاد حرّة منيعة ومحفوظة الكرامة، منوّها بمعاني الجلاء والفداء وبكل من ضحّى بنفسه من أجل إجلاء آخر جندي أجنبي من تونس، يوم 15 أكتوبر من سنة 1963.

رفض تزيين الطرق والمسالك
كما أعرب عن رفضه لما أسماه «تزيين» الطرق والمسالك التي يمر بها خلال زياراته الميدانية، مشددا على حرصه الشخصي على أن «يكون دائما بين كل أفراد الشعب.. وأن القضية ليست مسألة مسالك، بل الأهم من ذلك الوصول في الموعد». وأشار في ذات الإطار إلى أن عديد المسائل والإشكاليات ما زالت قائمة، «قائلا «ستأتي المبادرات في المستقبل، من أجل تحقيق كل مطالب الشعب». هذا وقد تسلم قيس سعيد بالمناسبة تقريرا مفصلا من قبل والي بنزرت محمد قويدر بعنوان «الآفاق المستقبلية للتنمية بولاية بنزرت» يتضمّن مجمل ما تحقق من إنجازات ومشاغل أهالي الجهة ومتساكنيها والإشكاليات العالقة وسبل فضّها عبر آليات الدولة، في إطار إستراتيجية عملية، قصيرة وبعيدة المدى.

المشيشي في زيارة للمستشفى الجهوي الحبيب بوقطفة
في الأثناء أدى رئيس الحكومة هشام المشيشي زيارة غير معلنة إلى المستشفى الجهوي الحبيب بوقطفة ببنزرت وأعلن عن إقرار دعم كافة المؤسسات الإستشفائية بالبلاد بعدد كبير من الإطارات الطبية وشبه الطبية لمجابهة تحديات جائحة كوفيد 19. وأشار في تصريح صحفي له إلى أن سلسلة الإصلاحات التي تسعى الحكومة إلى القيام بها في القطاع الصحي -الذي يعيش وضعا صعبا- تمر حتما عبر توفير الموارد البشرية اللازمة من إطار طبي وشبه طبي وعملة بسبب النقص في الانتدابات. وبين أن الحكومة تعمل في إطار إستراتيجية واضحة المعالم تهدف إلى الحد من انتشار الفيروس من خلال تمكين القطاع الصحي والمهنيين من الإمكانيات الضرورية للتعاطي مع هذا الوباء واستباق الفترة القادمة واجتماعات دورية تعقد يوميا بحثا عن حلول للحدّ من سرعة انتشار الفيروس. وأشار إلى أن زيارته للمستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة تندرج في إطار متابعة المجهودات المبذولة من قبل الهياكل الصحية في مكافحة الفيروس والاطلاع على ظروف العمل ومدى تفعيل مجمل الإجراءات المتخذة في مجال مقاومة الجائحة. ونوه المشيشي باستعدادات الاطارات الطبية وشبه الطبية بالمستشفى في إطار مكافحة الفيروس رغم نقص التجهيزات والموارد البشرية.

وضع استثنائي
كما تزامن إحياء الذكرى هذه السنة مع وضع صحي استثنائي بسبب وباء الكورونا، حتى أن 3 معتمديات من ولاية بنزرت قد صنفت مناطق ذات خطورة انتشار مرتفعة وهي بنزرت الشمالية وبنزرت الجنوبية ورأس الجبل وقد تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في الولاية 1000 إصابة و36 حالة وفاة وقد فرض تطور الوضع الوبائي في الولاية إقرار حظر جولان في كامل الولاية من 10 أكتوبر الجاري إلى غاية يوم 25 من ذات الشهر الجاري من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا مع استثناء المؤسسات العاملة خلال فترة الليل وقطاعات التزويد وأسواق الجملة والفلاحة والمخابز، على أن تمنح تراخيص التنقل من رؤساء العمل.

المشاركة في هذا المقال