Print this page

فيروس الكورونا.. 2312 إصابة جديدة في يومين و68 وفاة في 3 أيام فقط: حظر التجول في إقليم تونس الكبرى..8 ولايات تتصدر قائمة «المناطق الساخنة»

• 27 معتمدية تجاوزت نسبة تفشي المرض فيها 100 على 100 ألف ساكن وإجراءات استثنائية في القيروان والكاف والقصرين...

يتم اتخاذ إجراءات استثنائية بين الحين والآخر مع تمدد حالات الإصابة بفيروس الكورونا في البلاد والتي تجاوز معدلها اليومي 1000 إصابة وارتفاع حالات الوفيات والتي بلغ معدلها اليوم 20 حالة في الأيام الأخيرة، حزمة من الإجراءات سيتم اتخاذها في الولايات والمناطق المصنفة بـ«الساخنة» بتسجيلها ارتفاعا متسارعا في عدد الإصابات، و8 ولايات تصدرت القائمة وفق ما تمّ الكشف عنه في الندوة الصحفية التي عقدتها وزارة الصحة أمس حول آخر تطورات الوضع الوبائي في البلاد، وهي ولايات تونس الكبرى وسوسة والمنستير ونابل وسيدي بوزيد، وقد سبق أن تمّ فرض حظر التجوال في ولايتي سوسة والمنستير.
من بين الإجراءات الاستثنائية التي تمّ إقرارها للحدّ من انتشار فيروس الكورونا فرض حظر التجوال للحد من التجمعات الليلية وغلق بعض الأماكن التي تساهم في انتشار الفيروس وتعليق صلاة الجمعة والأسواق الأسبوعية، ووفق ما أكده والي تونس الشاذلي بوعلاق في تصريح له لـ«المغرب» فإن ولاة تونس الكبرى (تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة) قدموا مجموعة من المقترحات إلى رئاسة الحكومة للنظر فيها والمصادقة عليها رسميا منها إقرار حظر الجولان، بهذا الإقليم، لمدة 15 يوما، ابتداء من الخميس 8 أكتوبر إلى غاية 23 من نفس الشهر، من الساعة الثامنة ليلا إلى حدود الخامسة صباحا، أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، ومن السادسة مساء إلى الخامسة صباحا، يومي السبت والأحد، كإجراء أساسي للحد من انتشار الفيروس.
تعليق صلاة الجمعة وحملات مكثفة للتعقيم
من الإجراءات المقترحة أيضا وفق تأكيد والي تونس، تعليق صلاة الجمعة لا غلق المساجد والقيام بحملات مكثفة للتعقيم وتعليق الأسواق الأسبوعية والاقتصار بالنسبة للمقاهي والمطاعم على التزود مباشرة دون الاستهلاك على عين المكان، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تمتد لأسبوعين فقط مع إجبارية الالتزام بالبروتوكولات الصحية، وبالنسبة إلى حظر الجولان فقد تمّ استثناء المؤسسات العاملة خلال فترة الليل وقطاعات التزويد والفلاحة والمخابز مع منح تراخيص التنقل من رؤساء العمل.
منحى الانتشار في تصاعد متواصل
أكدت مديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية في الندوة الصحفية أن نسبة ظهور المرض بلغت 156 على 100 ألف ساكن حسب آخر تحيين قامت به الوزارة، مضيفة أنه خلال الـ14 يوما الأخيرة بلغت هذه النسبة 72.9 % على 100 ألف ساكن على كامل الجمهورية كما تجاوزت هذه النسبة الخمسين بالمائة على 100 ألف ساكن بــ14 ولاية، وهذا دليل على أن الفيروس نشيط في عدة ولايات. وأضافت أن 27 معتمدية تجاوزت نسبة ظهور المرض فيها 100 على 100 ألف ساكن، فيما بلغت النسبة الإجمالية منذ فتح الحدود إلى اليوم 250 على 100 ألف ساكن ولهذا السبب تمّ تصنيفها كمناطق ذات خطورة مرتفعة وتمّ اتخاذ حزمة من الإجراءات لتطويق الفيروس. كما بينت بن علية أن الفيروس ينتشر حاليا في كامل تراب الجمهورية والمنحى التصاعدي مازال متواصلا، داعية إلى ضرورة الالتزام بتطبيق الإجراءات في كل القطاعات ومن طرف الجميع من أجل تقليص المنحى التصاعدي، مشيرة إلى أن هناك تحسنا في تطبيق الإجراءات لكنه يظل غير كاف وهدف الوزارة أن يكون عاما. وبخصوص المناطق الحمراء سيتم فرض حظر التجول بغرض التقليص من التجمعات الليلية.
نسبة الأطفال المصابين لا تتجاوز 5 %
هذا وبينت نصاف بن علية أنه لم يتم إلى حدّ الآن تسجيل أي حالة وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 سنة، مشيرة إلى أنه حسب آخر تحيين قامت به الوزارة فإن نسبة الأطفال المصابين بفيروس كورونا لا تتجاوز 5 % من جملة الإصابات بهذا الفيروس المسجلة في تونس أقل من 14 سنة. وشددت من جهة أخرى على ان استراتيجية الوزارة تعتمد على فرض حزمة من الإجراءات الاستثنائية في المناطق التي تسجل ارتفاعا متسارعا لحالات الإصابة ، قصد التمكن من الحدّ من تفشي العدوى وقد تصدرت 8 ولايات القائمة، الولايات الـ4 لتونس الكبرى (تونس واريانة وبن عروس ومنوبة) وسوسة والمنستير وسيدي بوزيد ونابل، وأشارت إلى أنه لا يوجد توجه إلى إقرار حجر صحي شامل وغلق المحلات وإيقاف جميع النشاطات.
389 حالة وفاة إلى غاية 6 أكتوبر
وفق آخر الأرقام المسجلة، فقد أعلنت بن علية أنه تمّ تسجيل 25 حالة وفاة إضافية جديدة بتاريخ أول أمس ليرتفع العدد إلى 389 حالة وفاة علما وأنه تمّ بتاريخ يومي 4 و5 أكتوبر الجاري تسجيل 43 حالة وفاة جديدة ليرتفع عدد الوفيات التي تم الإبلاغ عنها منذ شهر فيفري إلى غاية 5 أكتوبر الجاري إلى 364 حالة وفاة، هذا وأعلنت الوزارة أنه تمّ تسجيل 2312 إصابة جديدة في ذات التاريخ ليبلغ العدد الجملي للحالات 24542. وأضافت بن علية أن العدد الجملي للتحاليل المنجزة تجاوز 256 ألف تحليل منها 24 ألف و542 تحليل إيجابي، هذا وبلغ عدد المصابين الذين تمّ إيواؤهم بالمستشفيات 1176 مصابا و124 بأقسام الإنعاش و54 تحت التنفس الاصطناعي. وشددت على أن البلاد تعيش فترة دقيقة بسبب تطور الحالة الوبائية وارتفاع عدد المصابين وارتفاع عدد الحالات الخطرة وحالات الوفيات.
التخلّي عن إعادة التحليل للمريض
هذا وأشار الهاشمي الوزير مدير معهد باستور إلى أنه مع تضاعف عدد الحالات فإن التحاليل ستجرى للأشخاص الذين يحملون أعراض المرض أو ممّن كانوا من المخالطين المباشرين للمصاب، وتم التخلّي عن إعادة التحليل للمريض أو لحامل الفيروس، واعتباره شفي تماما بعد انقضاء مدّة الحجر. كما أضاف أنّه سيتمّ اعتماد التحاليل السريعة في المستشفيات والمناطق التي تظهر فيها بؤر للمرض.
إجراءات استثنائية في الكاف والقيروان والقصرين..
يبدو أن الإجراءات الاستثنائية لن تقتصر على ولايات تونس الكبرى بل ستشمل ولاية القيروان حيث أقرّت اللجنة الجهوية للتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بالجهة خلال اجتماعها أمس جملة من الإجراءات للحد من انتشار الفيروس ينطلق العمل بها بداية من اليوم الخميس ولمدة أسبوعين من أبرزها تعليق انتصاب الأسواق الأسبوعية وتعليق صلاة الجمعة بمعتمديتي القيروان الشمالية والجنوبية، ومنع كل مظاهر الانتصاب الفوضوي، ومنع الطّاولات والكراسي بالمقاهي، مع الالتزام باستعمال الكؤوس والأواني ذات الاستعمال الواحد إلى جانب غلق قاعات الأفراح، والحمامات العمومية، وقاعات الألعاب، ومراكز العلاج الطبيعي بمعتمديتي القيروان الشمالية والقيروان الجنوبية لمدة أسبوعين، وإلزام المخابز بتكليف عامل يتولى مهمة توزيع الخبز، بالإضافة إلى غلق مقام الصحابي أبي زمعة البلوي لمدة أسبوعين ومنع الدخول إلى الإدارات والمؤسسات العمومية لغير حاملي الكمامات. أما بالنسبة لوسائل النقل والفضاءات التجارية، فقد تم اتخاذ جملة من الإجراءات الردعية المتمثلة بالخصوص في السحب الفوري للبطاقات المهنية لأصحاب التاكسي واللّواج والنقل الريفي غير الممتثلين للقواعد الصحية وخاصة في ما يتعلق بإجبارية ارتداء الكمامة، إلى جانب الغلق الفوري للمحلاّت والفضاءات التجارية المتوسّطة والكبرى التي لا تلتزم بتطبيق البروتوكول الصحّي. كما تقرّر تكوين فريق جهوي وفرق محليّة تضمّ ممثّلين عن المصالح الأمنية، والبلديات، والإدارة الجهوية للصحّة، والإدارة الجهويّة للتّجارة، تتولّى القيام بمراقبة تطبيق هذه القرارات واتخاذ إجراءات صارمة ضدّ كل المخالفين.
إجبارية ارتداء الكمامة
كما قررت ولاية الكاف جملة من الإجراءات الاستثنائية، حيث أقر المجلس الجهوي للأمن بالكاف فرض حظر التجول بمدينة الكاف ومنع التنقل منها إلى جانب إجراءات أخرى تهم منع الصلاة بالمساجد وفرض كامل للبرتوكول الصحي بكافة المؤسسات العمومية وإجبارية ارتداء الكمامة في الفضاءات العمومية. كما أقرت اللجنة الجهوية لمجابهة فيروس كورونا المستجد بولاية القصرين إلزامية ارتداء الكمامات بالفضاءات المغلقة والمفتوحة وإخضاع كل من رفعت لهم عينة للتحليل وعائلاتهم إلى الحجر الصحي الإجباري بمركز الفتاة الريفية بمعتمدية سبيطلة ومنع انتصاب الأسواق الأسبوعية وغلق الحمامات بكامل أنحاء الولاية لمدة 10 أيام وغلق الميضات التابعة للمساجد والجوامع وغلق جميع المقاهي والفضاءات المفتوحة للعموم يوميا بمدينة القصرين ابتداء من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة الخامسة صباحا، إجراءات تنتظر مصادقة سلطة الإشراف.

المشاركة في هذا المقال