Print this page

الكورونا: أمام تواصل المنحى التصاعدي للإصابات وارتفاع عدد الوفيات: الإعلان عن الحجر الصحي مركزيا أو محليا في أيدي الولاة وإقرار حظر الجولان مجددا وارد

يبدو أن الأرقام التي تمّ تسجيلها بخصوص حالات الإصابة اليومية بفيروس الكورونا وعدد الوفيات في الأسبوع الفارط قد فاقت

كل التوقعات وهي قابلة لمزيد الارتفاع في الفترات القادمة حتى أن اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا اعتبرت أن الأسبوعين المقبلين سيكونان من أخطر الفترات مما يستوجب تطبيق إجراءات التوقي بكل صرامة، حيث تمّ يومي 25 و26 سبتمبر الجاري تسجيل 1722 حالة إصابة مؤكدة و23 حالة وفاة، ومع التصاعد غير المسبوق لحالات الإصابة، سيتم اتخاذ اجراءات جديدة بين الحين والآخر للحدّ من التفشي السريع لوباء الكورونا.
ووفق بيان مشترك أصدرته وزارات الصحة والداخلية والشؤون المحلية والبيئة، فإن جملة من الإجراءات الجديدة تمّ اتخاذها وتمّ الانطلاق في تطبيقها بداية من يوم أمس وتتمثل بالأساس في المنع التام لاستعمال الشيشة في المقاهي وفرض استعمال الأواني ذات الاستخدام الواحد في المقاهي والمطاعم والحانات والملاهي الليلية واعتماد التهوئة الطبيعية للأماكن عبر فتح الأبواب والنوافذ والإغلاق الفوري لأي فضاء أو سوق لا يطبق البروتوكولات الصحية، ومنع جميع التظاهرات، التي تستقبل عددا كبيرا من المشاركين، مع التقليص من عدد مرتادي المنتزهات والمسارح ودور السينما إلى جانب الحد من عدد المشاركين في الاحتفالات والجنائز، على ألا تتجاوز الاحتفالات 30 % من سعة الفضاء، والحدّ من عدد الحضور في الجنائز والاقتصار على الشعائر الدينية.
الأسبوعان المقبلان من أخطر الفترات
من التدابير الوقائية التي تمّ اتخاذها السهر على الاحترام الصارم لارتداء الكمامات في جميع وسائل النقل العمومية والخاصة والعقوبة الفورية في حالة حدوث أي انتهاك في هذا الصدد، وبالنسبة إلى المناطق التي تشهد انتشارا للعدوى بنسبة مرتفعة، تقرّر تطبيق الحجر الصحي العام فيها لمدة أسبوعين، وغلق الأماكن العامة ذات التجمعات الكبرى، إضافة إلى منع التنقل خارج هذه المناطق وفرض ارتداء الكمامة حتى في الفضاءات المفتوحة، التدابير الوقائية لن تقف عند هذا الحد حيث من المنتظر أن يتم الإعلان عن إجراءات جديدة في الساعات القليلة القادمة بالنظر إلى المنحى التصاعدي للإصابات بفيروس الكورونا وفي عدد الوفيات وعدد الأشخاص الذين يتم التكفل بهم في المستشفيات وخاصة الموجودين في أقسام العناية المركزة أو تحت جهاز التنفس الاصطناعي، وحسب تصريح عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا محمد الشاهد للإذاعة الوطنية فإن الأسابيع الماضية شهدت ارتفاعا سريعا في عدد الإصابات بالفيروس، محذرا من أن الأسبوعين المقبلين سيكونان من أخطر الفترات مما يستوجب تطبيق إجراءات التوقي بكل حزم.
17 معتمدية مصنفة «ساخنة»
وأكد الشاهد في ذات السياق على أنه سيتم قريبا اتخاذ إجراءات خاصة بالمناطق التي تشهد انتشارا واسعا للفيروس تصل إلى حد إقرار الحجر الصحي الشامل ومنع التنقل منها وإليها. علما وأن هذه الإجراءات كانت على طاولة نقاش مجلس الأمن القومي خلال اجتماعه يوم أمس. وحسب آخر تحيين لوزارة الصحة بتاريخ 26 سبتمبر الجاري فإن عدد المعتمديات المصنفة بـ«المناطق الساخنة» (HOT SPOT) قد ارتفع من 10 معتمديات إلى 17 معتمدية بعد أن سجلت 250 إصابة لكل 100 ألف ساكن، مناطق ينتظر أن يتقرر غلقها جزئيا، علما وأن العدد مرشح لمزيد الارتفاع في الأيام القليلة القادمة بسبب سرعة انتشار حلقات العدوى والتي جلها مجهولة المصدر.
التنسيق مع السلط المركزية
تحذيرات الهياكل الصحية وخاصة اللجنة العلمية لمجابهة الكورونا مازالت على أشدها ومع تواصل المنحى التصاعدي للوباء يتم التشديد أكثر على ضرورة الالتزام بقواعد الوقاية المتمثلة في التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي بالنظر إلى ارتفاع نسبة تراخي المواطنين والتي تمّ تسجيلها في الفترات الأخيرة، وحسب تأكيد رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الأمن القومي أمس فإن الإجراءات تغيرت حسب الظروف وحسب نتائج التجربة الأولى، مشددا على أنه في صورة تفاقم العدوى وارتفاع عدد الوفيات، يمكن إعلان عن حظر الجولان مجددا بكامل تراب الجمهورية، هذا وتمّ على صعيد آخر خلال الاجتماع الاتفاق على أنه يمكن للولاة إعلان الحجر الصحي على المستوى الجهوي أو المحلي كلما كانت هناك ضرورة، على أن يتم التنسيق في كل الحالات مع السلط المركزية.
الالتزام الصارم بالبروتوكول الصحي
كما شدد رئيس الدولة على وجوب تشخيص هذه الأسباب وبحث طرق محاصرة هذا الوباء. وجدد شكره للإطارات الطبية وشبه الطبية وكافة الأسلاك المتدخلة على تقوم به من عمل جبار. وأكد رئيس الجمهورية على ضرورة أن تكون للدولة سياسة واحدة يقع تطبيقها على المستوى المركزي وفي الجهات وانتقد ما يقوم به البعض من بث للفزع وتغذية للنزعات الجهوية والانقسامات، مشددا على أن الأزمات التي نعيشها تقتضي الوحدة في حين أن الانقسامات والفرقة لا تزيدها إلا تعقيدا. وأشار إلى الحاجة الملحة اليوم إلى سياسة وطنية تقوم على قرار وطني واضح كما تطرق إلى تهرؤ المرفق العمومي للصحة، مشددا على ضرورة توفير العلاج لمن يستحقه دون تمييز بين المرضى. ودعا رئيس الدولة المواطنين إلى الالتزام الصارم بالبروتوكول الصحي الذي وضعته وزارات الصحة والداخلية والشؤون المحلية والبيئة.

المشاركة في هذا المقال