Print this page

أمام تصاعد ضغط الأحزاب والكتل المشاركة في المشاورات: هل يجبر الفخفاخ على تعديل منهجيته ؟

لا يكسب في المفاوضات من لديه الأفضلية بل من يحسن إدارة التناقضات أو بصفة أدق من يحفظ التوازنات لكن هذا لم يحدث

مع رئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ الذي انطلق في المفاوضات منذ أسبوعين معلنا أنه مدعوم من قبل 10 أحزاب اتضح أنها جميعا تقف إما على يساره كائتلاف الكرامة أم على اليمين كما الـ9 أحزاب المتبقية التي تطالب بتوسيع قاعدة المشاورات وليس لديها أي اعتراض أو مانع في مشاركة أحزاب أخرى في إشارة إلى قلب تونس.

ليست كل المواقف ثابتة في السياسة ويمكن أن تتغير اذا اقتضت المصالح والحسابات ذلك، ذلك هو الحال بالنسبة لحركة النهضة في علاقتها بحزب قلب تونس والذي طالما رفعت لاءات ضده لنشاهدها الآن تتمسك بوجوده في الحزام السياسي لحكومة الياس الفخفاخ الذي سيجد نفسه بين خيارين لا ثالث لهما، إما مواصلة نفس التمشي الذي اعتمده مستندا في ذلك إلى شرعية رئيس الجمهورية أو تعديل خياره والقبول بخيار حركة النهضة بتوسيع الحزام السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية ويساند قلب تونس الحركة في هذا التوجه.

في انتظار الاجتماع التشاوري المقبل
بات مسار تشكيل حكومة الفخفاخ في منعرج جديد على أن تتوضح الصورة أكثر بعد الاجتماع التشاوري القادم بين رئيس الحكومة المكلف والأحزاب المعنية أي التي شاركت في اجتماع الاثنين باستثناء حركة مشروع تونس، وعلى الأرجح سيكون الموعد القادم للاجتماع يوم غد الخميس لمواصلة التشاور في الوثيقة التعاقدية وإعادة صياغتها على ضوء المقترحات المقدمة من طرف هذه الأحزاب إلى جانب الانطلاق في التفاوض في تركيبة وهيكلة الحكومة ولكن قبل الانطلاق في التفاوض في هذا الجانب فإن ما يهم حركة النهضة هو الاتفاق قبل كل شيء على طبيعة الحكومة وحزامها السياسي، فهي لا تزال متمسكة بحكومة وحدة وطنية، حيث أكد رئيس كتلة الحركة والذي كان من بين المشاركين في اجتماع الاثنين نور الدين البحيري في تصريح إعلامي له أن الحركة متمسكة بحكومة وحدة وطنية لا تقصي إلا من يقصي نفسه، مشددا على أن حكومة وحدة وطنية تعتبر الخيار الأمثل ، قائلا «نريدها حكومة تحظى بحزام برلماني وحزبي واسع.. أما الإمضاء على الوثيقة، فيجب أن يكون تتويجا لمسار تفاوضي حول طبيعة الحكومة وتركيبتها». وأشار إلى أنه تمّ الاتفاق على صياغة البرنامج الحكومي صياغة نهائية في انتظار أن يعرض على الأحزاب بالتوازي مع تواصل الحوار حول طبيعة الحكومة وأهدافها.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

حكومة الوحدة الوطنية هي الحلّ الأمثل
قلب تونس بدوره يساند حركة النهضة في توجهها، حيث أكد بعد اجتماع مجلسه الوطني أن خيار حكومة الوحدة الوطنيّة صائب واعتبرها الحلّ الأمثل للخروج من الأزمة الخانقة والعامّة التي تمرّ بها البلاد، داعيا مكتبه السياسي وكتلته النيابيّة للحزب لمتابعة مسار تشكيل الحكومة والبقاء في حالة انعقاد. هذا وحمل الحزب المكلّف بتشكيل الحكومة إلياس الفخفاخ كامل المسؤوليّة في ما لوحظ من عدم قدرة وارتباك وتعثّر في مسار تشكيل الحكومة بسبب ما اعتبره «ضبابيّة رؤيته وانعدام وجود برنامج حقيقي إضافة إلى إقصاء طيف واسع من القوى السياسية والكتل النيابيّة من المشاورات». وطالب بالتسريع في تشكيل الحكومة وتصويب المقاربة المعتمدة في ذلك خصوصا أمام تعقّد الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة وتدهور المقدرة الشرائيّة للفئات الضعيفة والمتوسّطة.

التيار الثوري
باستثناء ائتلاف الكرامة الذي يطالب بتضييق دائرة المشاورات ويعتبر أن الأصل هو أن يكون العمود الفقري للحكومة المقبلة متكونا من الأحزاب المحسوبة على التيار الثوري، وفق تصريح ناطقه الرسمي سيف الدين مخلوف الذي شدد على أن الائتلاف لن يشارك في حكومة تضم حزبي قلب تونس وتحيا تونس، في حين تطالب البقية بتوسيع قاعدة المشاورات وتشريك قلب تونس أو لا يعترضون عليها وليس لديهم أي مانع في دخول قلب تونس إلى الدائرة، فحركة النهضة وتحيا تونس وحركة الشعب والتيار الديمقراطي وكتلة الإصلاح الوطني والاتحاد الشعبي الجمهوري مع توسيع دائرة المشاورات لتشمل جميع الأحزاب لضمان أغلبية مريحة بالبرلمان وعدم إسقاط الحكومة بعد أشهر من منحها الثقة، فالحزام المتين لا يكون إلا من خلال ضمان دعم ومساندة أكبر الكتل البرلمانية، تمش يتعارض مع إستراتيجية الفخفاخ الذي اختار تموقع لحزب قلب تونس في المعارضة.

دعوات متتالية لتعديل المنهجية
يجد الفخفاخ نفسه مع انطلاق الأسبوع الثالث من التكليف أمام تتالي الدعوات لتعديل منهجية عمله عبر توسيع الحزام السياسي وعدم الاقتصار على قائمة الأحزاب التي يتشاور معها، قائمة لن تضمن له الصمود في حال مرت حكومته في البرلمان، فحزب التيار الديمقراطي مثلا لا يرى مانعا في توسيع المشاورات متى قرر رئيس الحكومة ذلك، حيث أكد القيادي بالحزب زياد الغناي لـ«المغرب» أن للحزب موقف واضح وسبق وأن أعلن عنه في اجتماع مجلسه الوطني بمساندته لما أعلنه رئيس الحكومة المكلف بشأن توجهات الحكومة القادمة وحزامها السياسي، مشيرا إلى أن الحزب لا يعترض على تشريك أحزاب أخرى في المشاورات بما فيها قلب تونس لو قرر رئيس الحكومة ذلك، فالتيار يدعم الخيار الذي يذهب إليه الفخفاخ.

المشاركة في هذا المقال