Print this page

الياس الفخفاخ رئيس الحكومة المكلف : كيف سيقود المشاورات ؟

على وقع الانتظار مر يوم امس في انتظار الدخان الابيض من قصر قرطاج والذي تصاعد بعد الساعة الثامنة

من مساء أمس حاملا معه اسم إلياس الفخفاخ كرئيس حكومة مكلف بقيادة مشاورات يبدو انها ستكون عصيبة خاصة وان الرجل لا يحظىبدعم الجميع.

في الساعات الممتدة من الثالثة بعد الزوال الى الثامنة مساء من يوم أمس توقف كل شيء تقريبا في المشهد السياسي على وقع ما بلغ الى الفاعلين من عزم رئيس الجمهورية على تكليف الياس الفخفاخ بتشكيل الحكومة وامهاله شهرا للقيام بمشاوراته مع الاحزاب والكتل البرلمانية.

5 ساعات توقف فيها كل شيء باستثناء محاولة التأثير في الخيار وهي بالأساس صادرة عن قلب تونس وحركة النهضة الطرفين اللذين اعلما الرئاسة بشكل مباشر ومبطن عن اعتراضهما على الشخصية المقترحة من قلب حزب تحيا تونس والتي تحظى بدعم التيار الديمقراطي. رفض يبدو انه تسبب في تأخير الاعلان عن تكليف الفخفاخ اذ اجل موعد اللقاء بين الرجل والرئيس مرتين على الاقل ليلتقي به في حدود الثامنة من مساء امس ، ويكلفه ليصوغ واقعا سياسيا جديدا .

هذا الواقع سيلقي بظلاله على المشاورات التي يبدو انها انطلقت قبل التكليف بشكل غير صريح، اذ ان انقسام الاحزاب والكتل البرلمانية سيفرض نفسه في المشاورات، وان كان جليا ان الرفض ليس قطعيا وان الـ«لا» التي رفعتها النهضة وقلب تونس ليست «لن» زمخشرية، بل قد يكون الطرفان اكثر استفادة في المشاورات ان احسنا ادارتها مع الرجل الذي لا يمكنه تجاهل الحزبين في مشاوراته مما يعنى انه سيبحث عن ضمها الى صفه وخوض مشاورات معها بهدف اقناعهما بالتصويت لحكومته التي تتقلص حظوظها في صورة عدم تصويت الكتلتين لها، اذ ان الفخفاخ بذلك يكون خسر 92 نائبا قبل بدء المشاورات. اهمية يدركها الفخفاخ وهي ما ستجعله حريصا على اشراك الحزبين في مشاوراته.

مشاورات ستنطلق غدا بقيادة إلياس فخفاخ الذي اقترح من تحيا تونس وهذا مبدئيا يجعل من الحزب جزءا من المشاورات اضافة الى التيار الديمقراطي وحركة الشعب والكتل التقنية على غرار الاصلاح الوطني والمستقبل. مما يجعل الرجل نظريا يقود مشاورات مع هذا السباعي الذي يمثل اكثر من ثلثي المجلس.

هؤلاء هم المعنيون بشكل جدي بمشاورات تشكيل حكومة إلياس الفخفاخ لكن هذا لا يعنى ان الرجل سيقتصر عليهم ، فما هو جلي انه سيلتجئ الى المنظمات الوطنية بهدف ضمان دعمها هي الاخرى ، كما انه قد ينفتح على باقي الكتل ليضفي على مشاوراته بعد «وحدة وطنية».

معرفة من سيكون في المشاورات ومن سيقودها عناصر هامة لتوقع كيف ستكون هذه المشاورات، ولكن في الوضع الراهن يبدو ان هذه العناصر غير كافية خاصة وان المشهد اكثر تعقيدا من قبل والمتغيرات عدة، مما يجعل اولى خطوات الرجل ذات اهمية لتحديد مصير حكومته المرتقبة.

خطوات ستتضح خلال الساعات القليلة القادمة اذ يبدو ان الفخفاخ سيبحث عن توضيح توجهه وكيفية ادارته للمشاورات ومع من ويرسم حدود الممكن والمستحيل في هذه المشاورات التي ستكون يده هي العليا فيها، فهي الفرصة الاخيرة قبل الذهاب الى الانتخابات المبكرة.

المشاركة في هذا المقال