Print this page

مرة أخرى يتأجل الإعلان عن تركيبتها: هل ستكون للتونسيين حكومة جديدة قبل نهاية سنة 2019 ؟

مرة أخرى يضرب رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي موعدا للإعلان عن حكومته ويخلفه، إذ تأجل الإعلان عن الحكومة

للمرة الثانية عن موعده ليوم أمس إلى أجل غير معلوم على أمل أن يكون حسب تصريحه خلال الـ24 ساعة قادمة، تأجيل يعزى إلى وجود عثرات حالت دون ضبط اللمسات الأخيرة للحكومة، إلى حدّ أن هناك من يتحدث عن ضغوطات تسلطها حركة النهضة على الحبيب الجملي لـ»توزير» بعض قياداتها، إلى حدّ أحد قيادات الحركة ناجي الجمل أكد أن حكومة سياسية بامتياز يختار رئيسها رئيس الجمهورية هي أقدر على رفع التحديات الكبيرة.

مرة أخرى يطل رئيس الحكومة المكلف ويؤكد في تصريح مقتضب أن الإعلان عن الحكومة لن يكون «اليوم» -أي يوم أمس- مباشرة بعد لقائه رئيس الجمهورية، دون تقديم أسباب التأجيل بالرغم من أن تركيبة الحكومة جاهزة، تأجيل أثار استياء العديد خاصة الذين كانوا ينتظرون نتائج 7 أسابيع من المشاورات وان الأسماء التي تمّ اختيارها في الحكومة كفاءات مستقلة، ووفق بعض المصادر فإن وزراء حكومة الكفاءات قد تمّ اختيارهم وسيعلن عنها الجملي في ندوة صحفية لكن بعد اللقاءات التي قام بها، مع رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الأعراف تغيرت المعطيات...

الجملي.. «ليس لي أي خلاف مع رئيس الجمهورية»
نفى الحبيب الجملي وجود تعثرات في مسار تشكيل الحكومة وشدد على أن ما يتم تداوله في عدة وسائل إعلامية لا أساس له من الصحة حول وجود خلاف بينه وبين رئيس الجمهورية قيس سعيد، ليؤكد أن العلاقة بينهما جيدة وان رئيس الجمهورية رجل قانون ويحترم كل الإجراءات القانونية وان كل طرف يقوم بدوره كما هو مطلوب منه وفي نطاق صلاحيته سواء رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس نواب الشعب وبالنسبة لشخصه فهو يقوم بمجهود كبير في المراحل الأخيرة لتشكيل الحكومة في إطار ما صرح به في بداية الأسبوع الفارط، معربا عن أمله في أن يتم في القريب العاجل الإعلان عن تشكيلة الحكومة وبالتحديد خلال الـ 24 ساعة القادمة.

التثبت من الارتباطات الحزبية
هذا ونفى الجملي وجود أية ضغوطات عليه بل ان هناك فقط صعوبة في تجسيم الخيار وخاصة التثبت من الكفاءة والنزاهة للأسماء المقترحة وعدم ارتباطها بأية هياكل حزبية وهذه مسألة ليست بالهينة والسهلة، مشيرا إلى أن التسريع أو التمطيط في مسار تشكيل الحكومة ليس بالأمر الجيد، ليستدرك بقوله «إن المهم الآن هو تكوين الحكومة في أقرب وقت ممكن وتباشر مهامها لمعالجة الإشكاليات المطروحة ونحن واعين بهذا كله ومازالت بعض الترتيبات الأخيرة لاستكمال التركيبة -وعلى أقصى تقدير- سيتم الإعلان اليوم عن التشكيلة الجديدة».

النهضة ستواصل دعمها
الخبر الثالث الذي نفاه رئيس الحكومة المكلف والذي يتم تداوله في اليومين الأخيرين بقوة هو تراجع حركة النهضة عن دعمه، قائلا «إن هذا الخبر لا أساس له من الصحة ولا يعقل لحركة النهضة أن تكلف رئيس حكومة بتشكيل الحكومة وتسانده في اختياره ثمّ تتنصل عن دعمه، فالحركة مازالت تدعمني وستواصل دعمها إلى الأمد المقبل وحتى بعد التصويت على الحكومة». وفيما يتعلق بفحوى لقائه برئيس الجمهورية، قال الجملي إنه تم استكمال المشاورات التي تمّ الانطلاق فيها في مراحل سابقة حول الوزيرين المقترحين لحقبتي الدفاع والخارجية وتم التوافق حولهما وسيتم الإعلان عنهما ضمن التشكيلة النهائية للحكومة.

بين التسريع والتمطيط
في الوقت الذي يشدد فيه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على ضرورة الإسراع بالإعلان عن الحكومة الجديدة واعتبر أن فترة المشاورات طالت وأن الإنتظارت من الحكومة القادمة كبيرة، وبالتالي يجب أن تتكوّن هذه الحكومة ضمانا لاستمرارية الدولة ولكي تتمكّن من الوفاء بتعهداتها في الداخل والخارج»، مشيرا إلى أن مصداقية رئيس الحكومة من مصداقية الدولة التونسية، ملاحظا أن «تعهّد رئيس الحكومة المكلّف بتكوين حكومة كفاءات وطنية مستقلة عن كل الأحزاب، يجب ألاّ يكون فيه أي لبس أو تشكيك، حتى لا ينعكس على مصداقية المكلّف بتشكيل الحكومة وينعكس بالتالي على مصداقية الحكومة نفسها». وعبر عن أمله في أن تكون للتونسيين حكومة قبل الاحتفال برأس السنة الإدارية، يطل علينا رئيس منظمة الأعراف سمير ماجول ويصرح بعكس ذلك، ليؤكد بعد لقائه أمس الحبيب الجملي أنه لا مانع من تواصل المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة لأسبوع أو أسبوعين إضافيين، مشاورات يمكن أن تتواصل إلى غاية 14 جانفي القادم، مضيفا أن اختيار حكومة كفاءات متماسكة وقادرة على إنجاح سياسات البلاد يتطلب المزيد من التروي وعدم التسرع.

مزيد التشاور لأسبوع أو أسبوعين
هذا وعبر ماجول في تصريحات إعلامية عن أمله في تركيز حكومة قادرة على الصمود والاستمرار لخمس سنوات، معتبرا أنه لا خطر على البلاد في حال تطلب تشكيل الحكومة مزيد التشاور لأسبوع أو أسبوعين إضافيين، لضمان حكومة كفاءات حقيقية. كما شدد على ضرورة أن تتضمن الحكومة شخصيات ناجحة داخل تونس وخارجها.

المشاركة في هذا المقال