Print this page

خاص// نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية والرئاسية جويلية 2019 اللحظة الأخيرة (؟) للزلزال السياسي

• في التشريعية : «حزب» نبيل القروي يسحق الجميع
•في الرئاسية الثنائي نبيل القروي وقيس سعيد فوق الجميع
قراءة وتحليل زياد كريشان


نوايا التصويت التي ننشرها على حلقات بداية من اليوم هي آخر عملية نقوم بها قبل دخول البلاد المرحلة الانتخابية في 16 جويلية الجاري والتي يمنع انطلاقا منها نشر عمليات نوايا التصويت.

ما نلاحظه اليوم وقبل الدخول المتوقع للتنقيحات على القانون الانتخابي حيز النفاذ أن هنالك نوعا من الاستقرار في الأرقام على امتداد الدفعات الثلاث الأخيرة لنوايا التصويت فحزب نبيل القروي ( قلب تونس) هو المتصدر في التشريعية بوضوح يليه ثلاثي أضحى تقليديا : النهضة والدستوري الحر وتحيا تونس ملاحقين بثلاثي آخر : قائمات «عيش تونسي» والنداء والتيار الديمقراطي وبقية القائمات كلها دون %3 .

أما في الرئاسية فما زال الثنائي نبيل القروي وقيس سعيد متصدرين للمشهد بتقدم واضح على الثلاثي : عبير موسي ويوسف الشاهد والمنصف المرزوقي

يمكننا أن نقول بأن النتائج الفعلية للتشريعية في 6 أكتوبر والرئاسية في دورتها الأولى في 17 نوفمبر لن تشبه البتة نتائج آخر عملية نشر لنوايا التصويت التي سنقدمها لكم في هذه الحلقات المتتالية والسبب واضح وهو التغيير الهام الذي ستحدثه التنقيحات على القانون الانتخابي والتي قضت يوم أول أمس الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين بدستوريتها والتي من المنتظر أن يتم ختمها من قبل رئيس الدولة في اليومين القادمين ، وهذه التنقيحات ستمنع صاحب المرتبة الأولى في التشريعية والرئاسية من تقديم قائمات هذا لو تم تطبيق التعديلات الجديدة من قبل هيئة الانتخابات بصرامة ويبقى السؤال لمن ستذهب %36 من نوايا التصويت في التشريعية (%29 لحزب نبيل القروي و%7 لقائمات عيش تونسي ) وكذلك حوالي ربع نوايا التصويت في الرئاسية (%23 لنبيل القروي )في الانتظار نقدم لكم أرقام عمليات نوايا التصويت التي تم القيام بها من قبل فرق سيغما كونساي ما بين 3 و9 جويلية الجاري .

بعد الزلزال ..الاستقرار
الملاحظة الأساسية في نوايا التصويت في التشريعية هي الاستقرار بعد الزلزال.. فبعد الصعود الصاروخي لحزب نبيل القروي منذ شهر جوان الماضي نلاحظ أن المشهد لم يتغير كثيرا خلال شهر كامل . فحزب نبيل القروي مازال يتحصل على حوالي %30 من نوايا التصويت (%29) مبتعدا عن النهضة بـ14 نقطة (%15) مع الإشارة إلى أن تراجع الحركة الإسلامية مازال مستمرا إذ خسرت حوالي نقطتين في شهر واحد.

الملاحظة الثانية تقلص الهامش بين النهضة والدستوري الحر من 5.5 نقطة إلى 3 نقاط وكما هنالك فارق كبير بين صاحب المرتبة الأولى وملاحقيه(15 للنهضة و12 للدستوري الحر ) فإن هنالك أيضا فارقا لا بأس به بين هذا الثنائي ورباعي يكاد يتساوى في نوايا التصويت : تحيا تونس بـ%8 وقائمة عيش تونسي بـ%7 ونداء تونس والتيار الديمقراطي بـ 6 % لكليهما ثم نجد هوة أخرى إذ تتراجع الجبهة الشعبية إلى المرتبة الثامنة بـ%3 وبقية الأحزاب الأخرى كلها دون %3 وعندما نعلم أن القانون الانتخابي في صيغته الجديدة المرتقبة يتضمن عتبة %3 ندرك أننا اليوم أمام الفاعلين الأساسيين ليوم 6 أكتوبر باستثناء المآل القانوني لجماعة نبيل القروي والفة تراس (عيش تونسي )

ويبقى السؤال عالقا : من سيستفيد من الإزاحة المحتملة لهاتين الشبكتين الزبونيتين الجديدتين ؟ أحزاب الحكم أم تشكيلات المعارضة ؟ ومن من تشكيلات المعارضة سيكون أكثر استفادة ؟ التيار الديمقراطي ام الحزب الدستوري الحر ؟

أسئلة لن تبوح بأجوبتها إلا بعد غلق صناديق الاقتراع مساء يوم الأحد 6 أكتوبر

مواطن قوة وضعف الشبكتين الزبونيتين
يتفوق حزب نبيل القروي على كل خصومه في جل جهات الجمهورية باستثناء الجنوب الشرقي (قابس ومدنين وتطاوين) حيث تصمد فيها الحركة الإسلامية وتتفوق على «قلب تونس « (%30 للنهضة مقابل %21 لقلب تونس ) ويتعادل هذان الطرفان في صفاقس أما في البقية فيكون التفوق كاسحا لهذا الكيان الجديد والذي يبلغ أوجه في الشمال الغربي (باجة وجندوبة والكاف وسليانة) بـ%40 من نوايا التصويت وكذا الأمر في الوسط الغربي (القيروان وسيدي بوزيد والقصرين) بـ%36 وتكون أسوا نتيجة له في الجنوب الشرقي بـ%21 في المقابل قائمة عيش تونسي التي تحصل على %7 من نوايا التصويت وطنيا نجد أن مواطن قوتها هي الوسط الغربي بـ%10 والجنوب الشرقي بـ%9 ثم الجنوب الغربي (قفصة وتوزر وقبلي ) بـ%11 أما موطن ضعفها الأساسي فهو في صفاقس بـ%5

وكما هو متوقع ثلثا الذين ينوون التصويت لحزب نبيل القروي هم من النساء ويكاد يصوت له حوالي نصف الطبقة الشعبية (%43) بينما تكون اضعف نسبة له عند الطبقة المرفهة بـ%16 والوضع عكسي لعيش تونسي إذ لا فارق جندريا في نوايا التصويت بالنسبة له وهو يتمركز أكثر في الطبقة المرفهة وحضوره متواضع في الطبقة الشعبية
-لا توجد فوارق جيلية تذكر في نوايا التصويت لحزب القروي في حين أن فئة الشباب هي الأكثر انخراطا في التصويت لعيش تونسي
-المستوى المعرفي يتناسب عكسا مع التصويت لقلب تونس : %50 عند الأميين و%14 عند أصحاب مستوى التعليم العالي في حين أن نوايا التصويت عند عيش تونسي نصف دائرية ، فهي الاعلى عند الأميين وأصحاب المستوى الجامعي والأدنى عند البقية .
-حزب نبيل القروي يفتك أجزاء هامة من القاعدتين الانتخابيتين للنهضة والنداء

لو عدنا إلى الانتخابات التشريعية لسنة 2014 لوجدنا أن ربعهم فقط ينوي التصويت لاحدى التشكيلات المتفرعة عن النداء (%12 لتحيا تونس و%11 للنداء و%2 للمشروع ) بينما ينوي ثلثهم (%32) التصويت لحزب نبيل القروي أما بالنسبة لمن صوتوا في 2014 لحركة النهضة فنصفهم (%51) ينوي إعادة الكرة بينما يتحول %17 منهم إلى صفوف حزب القروي،ولعل هذا ما يفسر خوف المنظومة الحزبية القائمة من هذه الشبكة الزبونية الشعبوية الخيروية التي أضحت تنافس الحزبين الفائزين في 2014 على قاعدتيهما الانتخابية.

ولكن أمام هذه الصورة المؤقتة والصناديق عقبة التنقيحات الجديدة أساسا وحتى إن تمكنت بعض القائمات المحسوبة على نبيل القروي من الترشح فلا شيء يفيد أنها قادرة على المنافسة السياسية الجدية خلال هذه الحملة الانتخابية التي ستكون عسيرة على الجميع

أحزاب النداء والنهضة واللغز المحيّر

تحصل النداء والنهضة في تشريعية 2014 على حوالي ثلثي أصوات الناخبين ونراهم اليوم مجتمعين وبكل شقوقهم دون الثلث : %15 للنهضة و%15 للنداء التاريخي (%8 تحيا تونس و%6 للنداء و%1 لمشروع تونس ) ، وهذا التراجع مستمر من شهر إلى آخر وقد يكون هذا ما دفع بجل نوابهم على الإصرار على تمرير هذه التنقيحات الجديدة ظنا منهم بأن إقصاء «قلب تونس» و«عيش تونسي» كاف لإرجاع بعض النضارة اليهما ..رهان معقد ونجاحه غير مضمون لان إلغاء العرض لا يعني إلغاء الظاهرة أي إلغاء التصويت العقابي الذي ينالهما بقوة .

الرئاسية: ويواصل الثنائي القروي وسعيد الريادة
في الرئاسية كما في التشريعية لا جديد يذكر فالزلزال الذي حصل منذ شهرين بصدد الاستقرار ولو حصلت الانتخابات التشريعية غدا لكان نبيل القروي وقيس سعيد في الدور الثاني بلا منازع بعد حصولهما على نوايا تصويت تقدر بـ%23 للأول و%20 للثاني .

عبير موسي مازالت هي الاخرى مستقرة في المرتبة الثالثة بـ%12 يليها ثلاثي متقارب : يوسف الشاهد والمنصف المرزوقي بـ%7 لكليهما ومحمد عبو بـ%5 والبقية لا يتجاوزن %3 من نوايا التصويت

ولكن كما طرحنا السؤال في التشريعية لابد أيضا ان نطرحه في الرئاسية : من سيستفيد من عدم تمكن نبيل القروي الترشح لـ17 نوفمبر ؟ صاحبة المرتبة الثالثة عبير موسي أم صاحب القصبة يوسف الشاهد ؟ بعبارة أخرى ألا يعد تمرير هذه التعديلات نوعا من الهدية السياسية لرئيسة الحزب الدستوري الحر ؟ والتي قد تجد نفسها في طريق مفتوح لقصر قرطاج لو تنافست في الدور الثاني مع قيس سعيد ؟

سؤال قد يخيم على الحملة الرئاسية القادمة خصوصا إذا ما عجز رئيس الحكومة عن وضع حد لاستقراره في نسبة متدنية للغاية .


يتبع

الجذاذة التقنية للدراسة

العينة : عينة ممثلة للمسجلين في الانتخابات ، مكونة من 2056 تونسي تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر
تم تصميم العينة وفق طريقة الحصص (Quotas) حسب الدائرة الانتخابية ، الجنس والسن بالاعتماد على آخر أرقام الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات .
طريقة جمع البيانات : بالهاتف
CATI (Computer Assisted Telephone Interviewing, Call-Centre)
نسبة الخطأ القصوى : %2
تاريخ الدراسة : من 3 جويلية 2019 الى 9 جويلية 2019

المشاركة في هذا المقال