Print this page

وتتواصل المفاجآت والشقوق صلب نداء تونس حزب جديد لسلمى اللومي.. ناجي جلول يستقيل بعد الإقالة وقد تكون وجهته القادمة البديل التونسي

نهاية الأسبوع المنقضي كانت حافلة بالأحداث والمفاجآت، تطورات جديدة مختلفة امتزجت بين الإقالة والاستقالة والإبعاد ولكن

القاسم المشترك هو نداء تونس، فبعد أيام قليلة من استعادة حافظ قائد السبسي لـ«الباتيندا» تبعا لمراسلة تلقاها من رئاسة الحكومة، قرر إبعاد ناجي جلول من منصب الأمانة العامة وعوضه بعلي الحفصي، وكردّ مضاد قرر جلول الاستقالة بصفة رسمية من الحزب وحسب بعض المصادر المطلعة قد يكون حزب البديل التونسي للمهدي جمعة وجهته القادمة، حدث آخر آثار ضجة في الساحة وهو انسحاب سلمى اللومي من شق سفيان طوبال وتأسيسها لحزب جديد رفقة قيادات ندائية على غرار عبد العزيز القطي الذي خيّر هذه المرة الاصطفاف إلى جانب اللومي.

أعلن ناجي جلول في بيان موجه إلى «الرأي العام التونسي والندائيين» نشره على صفحته الرسمية على «الفايسبوك» عن استقالته بصفة رسمية من قيادة حركة نداء تونس (الأمانة العامة ،شق حافظ قائد السبسي) وفك ارتباطه بها نهائيا . وأوضح جلول بخصوص هذه الاستقالة ، أنها تأتي في سياق لا علاقة له بتاتا بما يشاع حول الأمانة العامة وانه اتخذ هذا القرار منذ مدة ليست بالقصيرة ولكنه اجل أمر إعلان الاستقالة لأسباب أخلاقية تتعلق بالظروف التي مرت بها الحركة ، ليشدد على أنه فضل التريث ومواصلة القيام بالالتزامات التي حملته إياها قواعد الحركة في انتظار اللحظة المواتية للمغادرة، مبرزا أنه لم يدافع يوما عن شخص معين ولكنه دافع عن الحركة وهياكلها.

الترقب والانتظار
الاستقالة من الحركة لا علاقة لها بقرار حافظ قائد السبسي بإبعاده من خطة الأمانة العامة، وفق تصريح ناجي جلول لـ«المغرب» الذي شدد على أن القرار كان قد اتخذه منذ أكثر من شهرين لكنه فضل الترقب وانتظار الوقت المناسب وأفاد -على ما يبدو- ان تصريحاته الإعلامية وانتقاداته لم تعجب القيادات وهي حرة في اتخاذ القرارات، مشيرا إلى أنه لم يحدد بعد وجهته القادمة. ووفق بعض المصادر المطلعة فإن جلول قد يلتحق بحزب البديل التونسي الذي يترأسه المهدي جمعة ليكون بذلك ثاني التحاق من الندائئين بهذا الحزب بعد فوزي اللومي الذي يترأس المكتب السياسي لـ«البديل».

فشل في إحياء «النداء التاريخي»
خبر آخر كان أكثر مفاجأة من استقالة ناجي جلول وهو انسحاب سلمى اللومي من شق سفيان طوبال بعد أقل من شهرين من انضمامها إليه واستعدادها لتكوين حزب سياسي جديد مازالت تسميته لم تتحدد بعد وقد استبعدت مصادر قريبة من اللومي أن يحمل الحزب تسمية «نداء تونس الجديدة» وفي الساعات القليلة القادمة ستتوضح الصورة أكثر، الحزب الجديد سيضمّ وجوها ندائية، بعضها استقال منذ مدة والبعض الآخر انسحب مع اللومي على غرار بوجمعة الرميلي ومحمود بن رمضان وعبد العزيز القطي وغيرهم من الشخصيات الوطنية التي لها وزن في الساحة السياسية. وأضافت مصادرنا أن سلمى اللومي قررت الانسحاب بعد أن يئست من بلوغ هدفها بتوحيد النداء وإعادة «النداء التاريخي» لذلك خيرت تكوين حزب جديد في محاولة لتوحيد كل القوى الديمقراطية الوطنية، حزب يقوم على ذات الأسس الذي تكون بها نداء تونس سنة 2012 والتي مكنته من الفوز في الانتخابات.

4 روافد في الحزب الجديد
حسب هذه المصادر فإن الحزب الجديد لسلمى اللومي يضمّ 4 روافد، الرافد البورقيبي والرافد الدستوري والرافد اليساري ورافد المجتمع المدني والهدف توحيد العائلة الديمقراطية الوسطية حول برامج واضحة وهادفة وليس حول أشخاص مثلما حصل مع نداء تونس الذي خسر موقعه في البلاد بسبب كثرة الشقوق والصراعات حول المواقع والزعامة، فالمشروع السياسي الجديد قد يتم الإعلان عنه في الأيام القليلة القادمة وقد ينبثق عنه تحالف موسع سيكون البوابة للمشاركة في الانتخابات القادمة، تحالف سيتم التعامل عبره مع مختلف القوى الوطنية الديمقراطية باستثناء سفيان طوبال ومجموعته القريبة الذين هم بدورهم يجرون مشاورات من ناحية مع نبيل القروي ومن ناحية أخرى يطلبون التصالح مع شق حافظ قائد السبسي وتغليب الحكمة والعقل.

طي صفحة نداء تونس
بالنسبة لسلمى اللومي فهي ترفض العمل مع «القيادات الوهمية» وفق ذات المصادر وهي غير معنية بشقوق النداء وبانسحابها طوت صفحة نداء تونس لأنه لا أمل في الإصلاح والإنقاذ بسبب كثرة الصراعات الداخلية، فهي تريد المشاركة في الحياة السياسة بمشروع يقدم الإضافة وتكون له رؤى وبرامج واقعية وغير شخصية وستعمل على بلوغ هدفها الذي ضحت من أجله بالاستقالة من منصبها في الديوان الرئاسي عبر الحزب الجديد والذي ستتضح صورته في أقرب الأوقات. أما بالنسبة لسفيان طوبال فمازال يبحث عن مخرج امن ومن ناحية يجري مشاورات مع نبيل القروي ومن ناحية أخرى يبحث عن إمكانية للتصالح مع شق حافظ قائد السبسي، علما وأن المكتب السياسي للنداء سيعقد اجتماعه عشية اليوم للنظر في المستجدات والتطورات السياسية والوطنية الأخيرة، وستتعقب هذا الاجتماع نقطة إعلامية لتوضيح المسألة القانونية ونهاية الأزمة التي مرت بها الحركة والاستعدادات المبرمجة للانتخابات.

المشاركة في هذا المقال