Print this page

الأزمة تحتد صلب الجبهة الشعبية: تواصل تبادل الاتهامات..القطيعة مع الوطد ..فهل هي بداية النهاية للائتلاف المعارض؟

بعد مرور 3 أيام من تقديم النواب الـ9 لاستقالتهم من كتلة الجبهة الشعبية، يبدو أن الأزمة باقية وتحتد خاصة بين حمة الهمامي وحزب الوطنيين الديمقراطيين

الموحد «الوطد»، وكل طرف يحمل المسؤولية للطرف الآخر، اتهامات وتصريحات مضادة، خلافات متراكمة انتهت بانقسام الجبهة، وضع ازداد تعقيدا خاصة مع التصريحات الإعلامية لكل من المنجي الرحوي وأيمن العلوي والاتهامات الموجهة ضدّ الناطق الرسمي حمة الهمامي لتقرر المكونات المتبقية في الجبهة إنهاء العلاقة مع حزب الوطد تنظيميا وسياسيا وعدم التعاطي معه مستقبلا.

حاول النواب المستقيلون من الكتلة خلال ندوة صحفية عقدوها أمس في البرلمان توضيح أسباب اتخاذهم لهذه الخطوة التصعيدية في محاولة للردّ على تصريحات قيادات حزب العمال وكذلك التيار الشعبي، وشددوا على أن المشكل الحقيقي في الجبهة يكمن في القيادة المركزية ومجلس الأمناء وسوء التسيير وسوء اتخاذ القرار، حيث أكد النائب أيمن العلوي أن العلاقة تعطّلت تماما بين الجبهة ومناضليها في الجهات وأن الحل يكمن في انعقاد المجلس المركزي في أقرب وقت وطرح كل القضايا للنقاش وتقبل الآراء دون إقصاء لأي طرف.

دق ناقوس الخطر
حسب النواب المستقيلين فإن المتهم الرئيسي في احتدام الصراع صلب الجبهة هو حمة الهمامي وأن قرار الاستقالة كان بهدف دق ناقوس الخطر لما آلت إليها الأوضاع صلبها، حيث أكدوا أنهم حاولوا التواصل مع مجلس الأمناء إلا أن محاولاتهم لإصلاح الأوضاع وفتح سبل الحوار والنقاش قوبلت بالتجاهل والانفراد بالرأي من قبل حمة الهمامي ومجموعة من مجلس الأمناء الذين يعيشون في قطيعة مع الكتلة البرلمانية إلى درجة أن تقديم 9 نواب من الجبهة للاستقالة قوبل بصمت كامل من قبل الناطق الرسمي، وأشاروا إلى أن استقالاتهم هي تعبير عن وجود أزمة واقعية وتنظيمية داخل الجبهة، مشددين على أن المشكل ليس مختزلا في الخلاف حول مرشح الجبهة الشعبية للانتخابات الرئاسية المقبلة.

اتهامات ضد حمدي والثنائي الهمامي
حرب التصريحات مازالت متواصلة بين الوطد والجبهة، وقد وجه أمس المنجي الرحوي خلال حضوره في برنامج «ميدي شو» على موزاييك عديد الاتهامات إلى زهير حمدي والجيلاني الهمامي بتخريب الجبهة والسير بها إلى متاهات غير مقبولة، قائلا «هناك اليوم اثنان في الجبهة يسعيان لتخريبها هما زهير حمدي الذي يريد أن يسير بالجبهة نحو تخندقات سياسية ونحو موقع إقليمي وهو ما نرفضه لكنه يعجب حمة الهمامي.. والأرعن الطفولي في سلوكه اتجاه حزبه الجيلاني الهمامي..»، داعيا حمة إلى أن يثوب إلى رشده وإلى مراجعة تصرفاته، قائلا «الجبهة ليست كبقية الأحزاب.. لن نتخلى عنها..ندعوك لحوار الشجعان من أجل جبهة موحدة تليق بشهدائها».

العلاقة مع الوطد انتهت
لئن كان الهدف من استقالة النواب الضغط على حمة الهمامي للتحاور والنقاش وإعادة تنظيم الجبهة، فإن هذه الاستقالة قوبلت بالصمت ولم يحرك الطرف الآخر ساكنا بل بالعكس، وحسب تصريح الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي محسن النابتي لـ«المغرب» فإنهم قرروا عدم التعاطي مع هذا الموضوع خاصة بعد تصريحات العلوي والرحوي، ليشدد على أن علاقتهم انتهت بالوطد الموحد تنظيميا وسياسيا ولن يستمروا في هذه المهزلة والسجال الإعلامي. وأضاف أنهم سيحملون المسؤولية القانونية لهذه الأطراف على كل الاتهامات الموجهة ضدهم، توجد معطيات وصلت إليهم بأن النواب الذين استقالوا يلفقون التهم الكبيرة لإدخال قيادات من الجبهة إلى السجن وبذلك فهم غير مستعدين بالمرة إعلاميا للتعاطي مع هذا الموضوع من هنا فصاعدا .

المشاركة في هذا المقال