Print this page

نداء تونس يعقد مؤتمره بعد أسبوعين تحت شعار الإصلاح والالتزام في المنستير: الامتحان الصعب لتجاوز الإخفاقات والرد على «المشككين»

أسبوعان فقط يفصلاننا عن موعد المؤتمر المنشود لحركة نداء تونس الذي وأخيرا وبعد تأجيله في مناسبات عدة، تقرر رسميا تنظيمه

يوم 6 أفريل المقبل، موعد يدرك النداء هذه المرة أنه بات بالنسبة له الفرصة الأخيرة للردّ على جميع المشككين وخاصة بعد استقالة رئيس لجنة إعداد المؤتمر رضا شرف الدين وانسحاب عدد من أعضائها وبذلك فإنه بالنسبة للحركة لا تراجع عن هذا الموعد لوضع حدّ للأزمة التي تعيشها منذ سنوات، التحضيرات للمؤتمر وفق تأكيدات قيادات ندائية تسير بخطى ثابتة، هذا المؤتمر الذي سينتظم على امتداد 3 أيام، 5 و6 و7 أفريل المقبل سيشارك فيه ما بين ألف و1200 مؤتمر سيتم انتخابهم خلال الفترة المتراوحة بين 23 و25 مارس الجاري من منخرطي الحزب في المحليات والجهات، علما وأن ضبط القائمات النهائية للمؤتمرين سيكون موفى الشهر الجاري.

«الإصلاح والالتزام» هو الشعار الذي اختارته حركة نداء تونس لمؤتمرها الذي سينتظم في ولاية المنستير لرمزية هذه الولاية بالنسبة للحركة، هذا المؤتمر سيفرز قيادة جديدة للحركة تتكون أساسا من مكتب وطني يضم 217 عضوا، باعتماد آلية تمثيل الجهات في مجلس نواب الشعب، وهذا المكتب سينتخب هيئة سياسية من 32 شخصا، إضافة إلى مجلس وطني يضم نواب الحزب والمكتب الوطني وممثلي الشباب والمرأة في التنسيقيات الجهوية.

الترشح للنيابات
حسب الروزنامة التي أعدتها الحركة لمؤتمرها الانتخابي الأول فإنه بعد المصادقة على مطالب الانخراطات من المكتب المحلي ثمّ المكتب الجهوي ثمّ اللجنة الجهوية واللجنة الوطنية لإعداد المؤتمر قبل تسليم البطاقات، انطلقت الحركة في إعداد كراسات المنخرطين أول أمس ثمّ إحالة القائمات الخاصة بهم على الإدارة المركزية للحزب أمس، علما وأن باب الترشح للنيابات قد تمّ فتحه يوم 19 مارس الجاري وتواصل إلى غاية الأمس، حيث تودع مطالب الترشح لدى التنسيقيات الجهوية ويقع التثبت فيها وضبط القائمات النهائية للمنخرطين والمترشّحين. ويشارك في المؤتمرات المحلية لاختيار نواب المؤتمر كل منخرطي الحزب غير أن الترشّح للحصول على نيابة يشترط فيه أن يكون المترشّح حائزا على بطاقتي الانخراط لسنتي 2018 و2019 وأمضى على ميثاق شرف الانتماء إلى نداء تونس.

تنظيم المؤتمرات المحلية لانتخاب نواب المؤتمر
بعد مرحلة التزكيات محليا وجهويا والتي تمت حسب خارطة الطريق المحددة يوم أمس، تأتي مرحلة تنظيم المؤتمرات المحلية لانتخاب نواب المؤتمر في الفترة المتراوحة بين 23 و25 مارس الجاري، هذا ويقع تخصيص يومي 26 و27 مارس الجاري للتدارك في حين يتم ضبط القائمات النهائية للمؤتمرين موفى الشهر الجاري. هذا وأعلنت الهيئة السياسية للحركة واللجنة الوطنية لإعداد للمؤتمر عن تكوين لجان لصياغة مشاريع لوائح المؤتمر الانتخابي الأول للحزب، اللائحة السياسية واللائحة الاقتصادية والاجتماعية ولائحة المرأة ولائحة الشباب ولائحة الأمن القومي ولائحة السياسة الخارجية ولائحة التونسيين بالخارج ولائحة التربية والتعليم والتكوين ولائحة الإعلام والاتصال واللائحة الثقافية ولائحة الحكم المحلي.

دعوة الأطراف القريبة من النداء
يحرص النداء على أن تفتتح أشغال المؤتمر الذي سيعقد بعد أسبوعين من قبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي باعتباره مؤسس الحركة ومازالت قيادات الحزب تجهل إن كان رئيس الجمهورية سيلبي الدعوة أم لا، وفق ما أكدته بعض المصادر الندائية لـ«المغرب» التي أشارت أيضا إلى أن الحزب سيوجه دعوة إلى كل الأحزاب والمنظمات والجمعيات القريبة من النداء، وعن توجيه دعوة إلى رئيس الحكومة وحزب تحيا تونس، قالت مصادرنا إن هذه المسألة مازالت لم تتقرر أي دعوة الشاهد وأيضا فريقه الحكومي وحزبه الجديد لكن ما يمكن التأكيد عليه هو أن الحركة لن تقصي أي طرف. وبخصوص استقالة رضا شرف الدين من الحزب والبرلمان، أكدت مصادرنا أن الحزب مازال لم يتلق إلى حدّ كتابة هذه الأسطر أي مطلب رسمي بالاستقالة.

إيقاف اتفاقية الاندماج لن يؤثر على المؤتمر
القيادي بالحركة عبد العزيز القطي أكد في تصريح لـ«المغرب» أن المؤتمر سيكون يوم 6 أفريل ولا تراجع عن الموعد والتحضيرات تتم على قدم وساق وجميع اللجان تشتغل على إعداد اللوائح وتستعد الحركة في الأيام القليلة القادمة لتنظيم مؤتمراتها المحلية والجهوية، مشيرا إلى أن الجميع منكب على التحضيرات. وعن تأثير قرار الاتحاد الوطني الحر بإيقاف اتفاقية الاندماج مع الحركة، قال القطي إن هذا القرار لن يكون له أي تأثير على سير المؤتمر وكل طرف من الاتحاد الوطني الحر انخرط في النداء أو تولى تعمير الاستمارة فبإمكانه أن يسحبها، معربا عن أمله في عدم اتخاذ الوطني الحر هذا القرار لكن في نهاية الأمر هم أحرار في ذلك حسب تعبيره، وبين أن الوطني الحر لم يستشر النداء حول قراره وقد علم به من البيان الذي أصدره وتناقلته مختلف الوسائل الإعلامية لكن ما يمكن قوله أنه إلى حدّ الآن ليس هناك أي استقالة رسمية بخصوص نواب الاتحاد الوطني الحر.

إجماع على حضور رئيس الجمهورية
وبالعودة إلى المؤتمر، أكد القطي أنه سينتظم في ولاية المنستير والأطراف التي سيتم دعوتها مازالت لم تتحدد بعد لكن الحزب حريص على أن يتم افتتاح أشغال المؤتمر من قبل رئيس الجمهورية وهناك إجماع على ذلك وسيتم توجيه دعوة رسمية له.
يعول نداء تونس كثيرا على إنجاح مؤتمره وذلك من أجل وضع حدّ لأزمته وطي صفحة الخلافات والصراعات والانشقاقات التي عاشت على وقعها منذ مدة والسبب هو رفض القيادة الحالية المتمثلة في شخص حافظ قائد السبسي، هيكلة جديدة تمكنه من استعادة الموقع الذي خسره في المشهد السياسي والعودة إلى الحكم من جديد في الانتخابات المقبلة، هيكلة تقطع مع الانتقادات الموجهة ضدّ الحزب بخصوص مسالة الشرعية.

المشاركة في هذا المقال