لم يعد داخليا بل خرج إلى العلن وبات في الواجهة، صراع قد دخل في الفترة الأخيرة ولاسيما بعد إعلان حزب الوطد عن ترشيحه لمنجي الرحوي للانتخابات الرئاسية لسنة 2019، منعرجا جديدا ليزاحم بذلك حزب العمال ومرشحه حمة الهمامي، منعرج بات يستدعي بالضرورة حسب تأكيد بقية المكونات على غرار التيار الشعبي والطليعة والقطب الحسم في مرشح الجبهة للرئاسيات في أقرب وقت ممكن، حتى أن حزب الطليعة قد منح لمجلس الأمناء مهلة بـ48 ساعة للحسم النهائي، فالتوترات والصراعات حول الزعامة بين أبرز قياديين فيها قد أضرّ بصورة الجبهة، فالهمامي اختار الصمت والتقيد بقرارات المجلس المركزي لاستمالة أكبر عدد ممكن من مؤيديه، أما الرحوي فقد انطلق في حملته الانتخابية في محاولة للضغط وجلب أكثر عدد من مناضلي الجبهة لصفه لا سيما وأن الرحوي إلى حد الآن يحظى فقط بدعم حزبه.
التنافس بات على أشدّه بين حمة الهمامي والمنجي الرحوي، وهذا من شأنه أن يخلق توترا كبيرا صلب الجبهة الشعبية وقد طالب عدد من الأحزاب المنتمين إليها بضرورة إنهاء الإشكال والخروج بقرار نهائي قبل مزيد تعقيد الوضع، فالوقت يلعب ضدّ الجبهة، فحزب الطليعة العربي الديمقراطي وحسب ما جاء على لسان أحد قيادييه أحمد الصديق اتخذ قرارا منذ 5 أسابيع بدعم ترشيح حمة الهمامي وليس منجي الرحوي، وطالب الصديق في تصريحه لـ«موزاييك أف أم» أمناء الجبهة والمجلس المركزي بإعلان مرشح وحيد للانتخابات الرئاسية لغلق هذا الملف في أقرب وقت ممكن خاصة وأن ما لاحظه لا ينبئ بالخير لهذا يجب التحرّك بسرعة قبل أن يتفاقم الوضع والذهاب لخوض المعارك الأهمّ التي تنتظرهم. وشدد على أن الرحوي دخل في حملة انتخابية سابقة لأوانها.
حملات انتخابية سابقة لأوانها
التيار الشعبي بدوره طالب بالحسم النهائي لمرشح الجبهة الشعبية لرئاسيات 2019، ووفق تصريح القيادي بالجبهة عن التيار الشعبي محسن النابتي لـ«المغرب» فإن هذه المسألة قد أحدثت توترا داخل الجبهة وخاصة الظهور الإعلامي لمنجي الرحوي ومحاولته التقليل من شأن دور بقية الأحزاب المكونة للجبهة وهذه التصرفات قد أساءت إليهم كثيرا، قائلا «المفروض أخلاقيا أن يتعامل المترشح عن أحزاب الجبهة بكثير من الاحترام وأن يتواصل مع الأمناء العامين ومحاولة إقناعهم بوجهة نظره لكن للأسف الرحوي اتبع طريقا مغايرا عبر الضغط سواء على صفحات الفايسبوك أو في وسائل الإعلام والقرارات لا تؤخذ بهذه الطريقة.» وأضاف النابتي أن هناك سوء تقدير كبير من قبل حزب الوطد في علاقة بدفع الأمور بهذه الطريقة قبل قرار المجلس المركزي، فما قام به هذا الحزب هو خرق لكل المواثيق ولن تبقى الجبهة رهينة الحملات التي يقوم بها الرحوي، ليشدد على أنه من غير المعقول أن تبقى الجبهة مكتوفة اليدين أمام الحملات الانتخابية السابقة لأوانها للرحوي.
محاولات فرض الأمر الواقع
وأوضح النابتي أن هذه التصرفات خلقت مشكلا داخل الجبهة ويجب أن يحسم في الساعات القليلة القادمة، فالوضع لا يحتمل مزيد الانتظار وينتظر أن يعقد في غضون اليومين القادمين على أقصى تقدير يوم غد الأربعاء مجلس الأمناء للخروج بقرار نهائي أمام الضغوطات الموجودة حتى داخل الأحزاب نفسها، مبينا أن عدة جهات قد عبرت من استيائها مما يحصل صلب الجبهة وتصرفات الرحوي في علاقة بطريقة الترشح وكذلك التعامل مع الأحزاب. وأعرب عن أمله في اختيار مرشح الجبهة بأريحية دون ضغوطات ولكن يبدو أن هناك أطرافا قد لعبت بالوقت ومن المنتظر أن يعقد التيار الشعبي لجنته المركزية يومي 23 و24 مارس الجاري وإذا لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن مرشح الجبهة داخل مجلس الأمناء فإن الحزب قد يضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة ويرفض البقاء في نقاش لا نهاية له ومحاولات فرض الأمر الواقع.
«المرشح الديمقراطي»
وعن موقف حمة الهمامي، قال محدثنا إن الناطق الرسمي للجبهة يرفض الدخول في هذه المزايدات الإعلامية مع التقيد بقرارات المجلس المركزي وعدم الإعلان عن ترشحه وكذلك عدم الدخول في حملات انتخابية سابقة لأوانها، فالإعلان يكون من قبل مجلس الأمناء فقط، وفي صورة تمسك الرحوي بترشحه، أكد النابتي أن ترشح الرحوي كمواطن للانتخابات الرئاسية لا يعنيهم بقدر ما يعنيهم مرشح الجبهة الذي يتم اختياره بصورة توافقية وإذا تمسك الرحوي فليتحمل مسؤوليته في ذلك، فالجبهة ترفض اختيار «مرشح الأمر الواقع». وبين أن الرحوي انطلق في حملة «من هو المرشح الأكثر ديمقراطية من بين المرشحين».