Print this page

بالتزامن مع انطلاق حملات التعبئة للإضراب في 4 ولايات: الشاهد والطبوبي في لقاء تمهيدي لتذليل صعوبات انطلاق المفاوضات في الوظيفة العمومية

بعد يومين فقط من لقائه رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر وبالتزامن مع انطلاق

ندوات إطارات الوظيفة العمومية المقترحة من طرف الجهات في إطار التعبئة لإنجاح الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية المقرر يوم 22 نوفمبر الجاري، التقى أمس الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي رئيس الحكومة يوسف الشاهد، لقاء وصفه الاتحاد على صفحته باللقاء التمهيدي تناول ملف المفاوضات في الوظيفة العمومية وملفات اجتماعية عالقة بالإضافة إلى ملفات تتعلق ببعض القطاعات، بهدف التعجيل بحلّها وفق انتظارات الأجراء وتطلّعاتهم.

وفق تصريح الأمين العام المساعد للاتحاد سامي الطاهري لـ«المغرب» فإن اللقاء كان تمهيديا وذلك لتذليل الصعوبات والعراقيل من أجل التقدم في ملف المفاوضات في الوظيفة العمومية وفي الملفات الاجتماعية العالقة منها التشغيل الهش وبعض القطاعات على غرار التعليم الثانوي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء ستليه جلسات أخرى ربما تفتح لاستئناف لجنة 5 زائد 5 لمفاوضاتها في الوظيفة العمومية قريبا دون أن يتم تحديد تاريخ العودة إلى طاولة المفاوضات.

الزيادة في الوظيفة العمومية لن تكون أقل من القطاع العام
مع بداية العدّ التنازلي لإضراب 22 نوفمبر الجاري، انطلق اتحاد الشغل في تحركاته والبداية كانت يوم أمس بتنظيم ندوات إطارات الوظيفة العمومية في 4 ولايات، القيروان بإشراف الأمين العام المساعد صلاح الدين السالمي الذي أكد أن الإضراب ليس هدف الاتحاد، وإنما هو الخيار الوحيد له في ظل عدم استجابة الحكومة لمطلب الموظفين في الوظيفة العمومية، مشددا على أن الاتحاد مستعد للتفاوض. وأضاف السالمي أن الزيادة في الأجور في الوظيفة العمومية لن تكون أقل من الزيادة التي تم إقرارها في القطاع العام، وأشار إلى أن معركة الإتحاد الحقيقية ليست الزيادة في الأجور بل هي الحفاظ على المؤسسات العمومية وإصلاحها وعدم التفويت فيها وأنه لا يوجد إلى حد الآن برنامج واضح للحكومة لإصلاح هذه المؤسسات.

وضع حد لتعثر المفاوضات
هذا وأشرف الأمين العام المساعد سامي الطاهري على ندوة الإطارات بولاية سوسة، أكد في كلمة له أن أيدي الاتحاد تبقى ممدودة للحوار والتفاوض مع الحكومة ووضع حد لتعثر المفاوضات الاجتماعية في قطاع الوظيفة العمومية رغم الاتفاق الحاصل مع الحكومة لإنهائها في اجل لا يتجاوز يوم 15 سبتمبر 2018، مؤكدا أن الإضراب يبقى الخيار الوحيد لافتكاك حقوق الموظفين العموميين والنهوض بالمرفق العمومي الذي ما فتئ يشهدا تدهورا متواصلا لاسيما في التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وفق تعبيره. أما ندوة إطارات الوظيفة العمومية بجهة المنستير فقد أشرف عليها المسؤول عن الوظيفة العمومية منعم عميرة وشدد في كلمته على أن المفاوضات في الوظيفة العمومية لن تكون صعبة، مؤكدا تمسك المنظمة الشغيلة بالحوار خاصة وأنّ الإضراب يأتي في وضع اقتصادي وسياسي واجتماعي صعب جدّا.

أسباب خيار فصل الإضرابين
التجمع العمالي الرابع لإطارات الوظيفة العمومية انتظم بجهة تطاوين وأشرف عليه حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد المسؤول عن التشريع والنزاعات، تجمع تمّ التطرق فيه إلى تمسك النقابيين بزيادة مجزية في الأجور تعويضا عن تدهور المقدرة الشرائية وتمسكهم بالدفاع عن المرفق العمومي ومطالبتهم الدولة بإصلاحات هيكلية لقطاعات التعليم والصحة والنقل تستجيب لتطلعات الشغالين بالفكر والساعد. وأكد حفيظ حفيظ خلال الاجتماع أن الإتحاد اعتمد خيار فصل الإضراب في الوظيفة العمومية عن القطاع العام رغم التقاطع بينهما لمزيد الضغط على الحكومة من خلال تشريك مختلف هياكل الاتحاد والقاعدة العريضة للشغالين في النضال. وأبرز أن أسعار المواد غير المدعمة قد شهدت ارتفاعا جنونيا وأن الحكومة مدعوة إلى التحكم فيها بالوسائل المتاحة مشيرا إلى معضلة عدم تنفيذ الاتفاقات منذ سنة 2012، وما يهدد مصداقية التفاوض و يعرقل الحوار الاجتماعي برمته رغم ما اكتسبه الإتحاد من تقاليد وإمضائه عقد المجلس الوطني للحوار الاجتماعي الذي صادق على إحداثه مجلس نواب الشعب وصدرت أوامره الترتيبية.

تجمعات عمالية قطاعية الأسبوع المقبل
ندوات الإطارات في الجهات مازالت متواصلة في انتظار انطلاق التجمعات العمالية القطاعية بداية من يوم الثلاثاء المقبل إلى غاية 17 نوفمبر الجاري، تاريخ تنظيم تجمع تونس الكبرى في بطحاء محمد علي بإشراف الأمين العام نور الدين الطبوبي، وقد أكد الأمين العام المساعد المسؤول عن الوظيفة العمومية منعم عميرة لـ«المغرب» أن الاتحاد انطلق أمس في حملة التعبئة عبر ندوات الإطارات في كل من تطاوين وسوسة والمنستير والقيروان واليوم الأحد في قابس والأسبوع القادم في 7 جهات، جندوبة وزغوان وبنزرت ونابل وباجة والمهدية والكاف والأسبوع الذي يليه في كل من القصرين وتوزر ، مشيرا إلى أن هناك تعبئة أخرى من خلال تنظيم تجمعات عمالية قطاعية، تنطلق يوم 6 نوفمبر الجاري بتنظيم التجمع العام لأعوان التجهيز والإسكان بمقر الوزارة وكذلك العاملين بوزارة البيئة بإشراف الأمين العام نور الدين الطبوبي.

تجمع وطني كبير في بطحاء محمد علي
التجمع الثاني سيكون يوم 8 نوفمبر الجاري للعاملين في وزارة التعليم العالي، 4 أسلاك، بمقر الوزارة بإشراف منعم عميرة، ويوم 9 نوفمبر الجاري سيخصص لتجمع أعوان البلديين أمام بلدية تونس بإشراف بوعلي المباركي وفي نفس اليوم أعوان قطاع التربية بجميع أسلاكه، 9 أسلاك، بإشراف سمير الشفي، أما يوم 14 نوفمبر الجاري فسينتظم تجمع عمالي لوزارة الفلاحة بمقر الوزارة ثمّ تجمع أعوان الصحة بجميع أسلاكه يوم 15 نوفمبر الجاري لتختتم بتجمع تونس الكبرى ببطحاء محمد علي يوم 17 نوفمبر الجاري بإشراف الأمين العام، علما وأن يوم السبت المقبل سينتظم تجمع عمالي بجهة صفاقس، وفق منعم عميرة، الذي أوضح أنه على مستوى المفاوضات إلى حدّ كتابة هذه الأسطر الحكومة لم توجه دعوة للاتحاد بصفة رسمية لاستئناف المفاوضات والوفد النقابي ينتظر بداية المفاوضات وأيدي الاتحاد مفتوحة للحوار الجاد فيما يتعلق بمسألتين اثنتين، الأولى دعم وإصلاح المرفق العمومي كالصحة والتعليم وغيرها والثاني تحسين المقدرة الشرائية للأجراء في الوظيفة العمومية حتى يواصلوا دورهم الطلائعي في المرفق العام ودعم الدولة نظرا للارتفاع المهول للأسعار. وشدد على أن الاتحاد يتفاعل بالإيجاب أو السلب مع كل مستجد ولكل حادث حديث.

المشاركة في هذا المقال