Print this page

اليوم 3 ماي اليوم العالمي لحرية الصحافة نقيب الصحفيين ناجي البغوري لـ«المغرب» : وضع حرية الصحافة يتجه نحو الأسوأ والقطاع في خطر

3 ماي من كل سنة هو اليوم العالمي لحرية الصحافة ، تصدر فيه تقارير حول حرية الاعلام

والصحافة وحول الانتهاكات التي تطال العالمين في القطاع الاعلامي... ولئن أحرزت تونس تقدما ومكاسب هامة في هذا المجال خلال السنوات الاخيرة اثر الثورة ، الا ان جملة من المؤشرات التي تم رصدها خلال هذه السنة جعلت نقابة الصحفيين تدق ناقوس الخطر مرة أخرى.
تواصل الانتهاكات ضد الصحفيين تواتر الاعتداءات على العاملين في القطاع، التضييق على الصحفيين. ..مواصلة العمل بما يعرف بالمنشور عدد 4 الصادر في جانفي 2017 ، بالرغم من الاعلان عن تعليق العلم به من طرف السلطة التنفيذية، القوانين المتعلقة بالهيئات الدستورية والتي غاب عنها راي المجتمع المدني..تكريس لإعلام حكومي لا إعلام عمومي... الوضعية الاجتماعية والشغلية والمادية لعدد من الصحافيين غلق بعض المؤسسات الاعلامية ... هي مؤشرات تدل على تراجع حرية الصحافة في تونس .

نقيب الصحفيين ناجي البغوري اكد في تصريح لـ«المغرب» انه بالرغم ممّا تحقق في السنوات السابقة من تقدم في ارساء ركائز حرية الصحافة، الا انه خلال السنة الماضية اي ماي 2017 الى ماي 2018 وحتى في الفترة التي سبقت تم رصد تراجع في هذه المكاسب وبرزت مؤشرات ومخاطر تهدد حرية الصحافة مضيفا ان هذا التراجع تكرس في اكثر من مستوى.
من حيث الارادة السياسية وذلك من خلال موقف الحكومة من قوانين الهيئات وأساسا ما تعلق بمجال حرية الصحافة وعلى سبيل المثال القانون المتعلق بالهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري والسعي الى تقديم قانون يكرس «اعلام حكومي» لا«إعلام عمومي» وذكر ايضا قانون النفاذ للمعلومة ولولا ضغط المجتمع المدني لما كان عما هو عليه الان، المنشور عدد 4 والذي لا يزال ساري المفعول الى حد الان، قانون حماية المعطيات الشخصية والذي وصفه بالزجري من جهة وعدم تشريك الصحفيين وتركيبة الهيئة من جهة اخرى.... اي وجود جملة من المؤشرات وهي نقطة من بحر تؤكد وجود ارادة سياسية للتكريس لإعلام حكومي ...

وذكر نقيب الصحفيين بيوم الغضب الذي نفذه العاملون في القطاع في الثاني من شهر فيفري الماضي رفضا لمحاولات التضييق على القطاع والممارسات والتجاوزات التي تصادر حقهم في الحصول على المعلومة والنفاذ اليها والحملات الممنهجة التي استهدفتهم ، معتبرا ان يوم الغضب هو ضوء احمر على ان حرية الصحافة مهددة .

في السياق ذاته بين البغوري ان حرية الاعلام تنعكس من خلال تنوع المشهد الاعلامي، الا انه للاسف هناك صحف اغلقت ابوابها واخرى تعاني من صعوبات مادية بالرغم من التعهد بتنفيذ الاجراءات التي تم اقرارها لفائدة الصحافة المكتوبة من توزيع الاشتراكات الى صندوق الدعم... الا ان ذلك لم يطبق الى حد الان ايضا... معاناة الاذاعات الجمعياتية كل ذلك يبيّن التوجه نحو ارساء مشهد اعلامي احادي يغيب عنه التنوع وعدم وجود رغبة حقيقية لاصلاح الاعلام العمومي.. هذا بالاضافة الى «التفقير» الممنهج للصحافيين امام غياب العمل باتفاقيات وغياب اتفاقيات جديدة مقابل رفض تطبيق القانون وتفقد اوضاع عقود التشغيل وبالتالي لا يمكن الحديث عن اعلام حر على حد تعبيره.

وضع حرية الاعلام والصحافة في خطر وفق نقيب الصحفيين الذي يؤكد انه مع كل هذه المؤشرات التي تم ذكرها هناك تواصل للانتهاكات والاعتداءات على العاملين في القطاع وبالتالي كلها عوامل تدل على ان وضع حرية الصحافة يذهب نحو الاسوء وفي انحدار وتراجع وان القطاع في خطر وفي مرحلة الضوء الاحمر.
وللتذكير فانه في التقرير الاخير لمراسلون بلا حدود لسنة 2018 جاء تصنيف تونس في الترتيب العالمي لحرية الصحافة في المرتبة 97 وهي نفس المرتبة التي احتلتها السنة الماضية من جملة 180 بلدا .

المشاركة في هذا المقال