Print this page

الطبوبي من القصرين: «لا بدّ من التغيير.. والفريق الحكومي المرتقب سيتحدّد حسب أولويات وثيقة قرطاج 2»

• اللجنة المنبثقة عن وثيقة قرطاج استكملت نسبة كبيرة من أولويات الحكومة

المقبلة ومن المنتظر أن تنهي أشغالها الأربعاء القادم

استهل الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على هامش افتتاحه للمؤتمر الجهوي لاتحاد الشغل بالقصرين أمس بتوجيه تحيّة إلى الجيش السوري واصفا إياه بـ«الباسل» اثر العدوان الثلاثي الذي شنته كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا على مواقع بسوريا فجر أمس، مشيرا في مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية للاتحاد على «الفايسبوك» إلى أن سوريا «طالما كانت منطقة مواجهة مع العدو الصهيوني» وسط هتافات الحضور «شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين»، ليتحدث فيما بعد عن القصرين واصفا إياها بـ«مدينة الشهداء» نظرا لتكرر استشهاد جنود من الجيش الوطني في الحرب على الإرهاب في معارك بالجبال المتاخمة للمدينة أهمها الشعانبي، مشيدا بالتاريخ النضالي للمدينة على المستوى الاجتماعي والسياسي والحقوقي. ووجّه رسالة إلى من سمّاهم بـ«المؤمنين بمنطق المؤامرات» أي اللذين يريدون طمس الحقيقة.

رغم الاجتماعات التي تمت في إطار تقريب وجهات النظر بين الحكومة واتحاد الشغل أبرزها الاجتماع الخماسي الذي جمع كلا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان والأمين العام لاتحاد الشغل ورئيس منظمة الأعراف والاجتماع الذي عقد أول أمس وجمع الطبوبي والشاهد وعددا من الوزراء، فإن خطاب الأمين العام للمركزية النقابية لم يتغير

وواصل انتقاداته للحكومة مجددا الدعوة الى ضخّ دماء جديدة في كل مفاصل الدولة التي تفككت أجهزتها، مشيرا إلى أن اللجنة المنبثقة عن وثيقة قرطاج استكملت نسبة كبيرة من أولويات الحكومة المقبلة ومن المنتظر أن تستكمل أشغالها الأربعاء القادم.

انطلاق المفاوضات في القطاع العام الأسبوع القادم
أعلن الطبوبي عن انطلاق المفاوضات الاجتماعية للزيادة في الأجور في القطاع العام الأسبوع القادم، مشيرا إلى أنه تمّ إمضاء الاتفاق في سياسة المماطلة والتسويف وذكر بالاتفاق الذي أمضاه مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد في 27 نوفمبر الماضي بخصوص تسوية وضعية المفروزين أمنيا وعمال الحضائر والآلية 16 والآلية 20 وكل أشكال العمل الهش إلى جانب المطالبة بالزيادة في الأجر الأدنى لكن لم نجد لهم إلى حدّ الآن اثرا، وشدد على أن الاتحاد طالب ودعا وعبر وجدد مطالبته ولكن لم يجد إلا حوار الصمّ والمماطلة وسياسة التسويف والمماطلة التي لن تكون مع اتحاد الشغل الذي يرغب دائما في التعامل بمصداقية وإيجاد الأطراف القادرة على البناء سويا، فهو يعمل بمصداقية وفي صمت من أجل مصلحة تونس ولا يقبل دروسا من أحد ولا يخشى لومة لائم. وأضاف الطبوبي أن البلاد اليوم تعيش توترات في كل القطاعات وفي كل الجهات لأن الوضع لم يعد يحتمل والوعود الزائفة وغير القابلة للتطبيق هي التي أدت إلى ذلك على سبيل المثال الملف الحارق حاليا هو ملف الحضائر بعد الثورة، حيث تمّ إمضاء اتفاق ينص على الانتهاء من تسوية وضعيتهم في موفى مارس الفارط ولم يتم التقيد بذلك وقد عقدت فقط 3 جلسات يتيمة وإحصاء حاجيات الوزارات وبقيت 5 وزارات لم تقدم حاجياتها، وقد قدرت الحاجيات بنحو 40 ألفا، في المقابل فقد حصر عدد العمال المعنيين بـ59 ألفا.

«حيتان كبيرة»
الطبوبي شدد على أن حاجيات الوزارات الـ 40 ألفا، وجد الاتحاد أن حوالي 4 آلاف منهم تتوفر فيهم مقاييس ومواصفات الانتدابات، مضيفا أن موقف الاتحاد ثابت وواضح وهو أن يتم إدماجهم على مراحل. كما تحدث الطبوبي أيضا عن اهتراء المقدرة الشرائية للمواطن متسائلا، ماذا فعلت الحكومة في هذا الشأن؟. هذا وأكد الطبوبي أن «الدولة تتحيّل على المواطن في إنتاج مادة السكر وأسعاره فما بالك ببقية العصابات»، مشددا على أن الدولة لم تجد حلاّ لآفة الاقتصاد الموازي التي أضرت بالاقتصاد الوطني، وأشار في سياق حديثه إلى أنّ ما وصفها بالــ«حيتان الكبيرة» أضرّت بالصناديق الاجتماعية، مجدّدا دعوة الاتحاد إلى تحوير حكومي وضخ دماء جديدة في الحكومة لأنّ فشل العمل الحكومي كان ذريعا ولأن أجهزة الدولة مفككة، وفق تعبيره. وبخصوص الإصلاحات «الموجعة» التي دعت إليها الحكومة، قال الطبوبي «كفانا أوجاعا فالشعب ينتظر حلولا لا أوجاعا».

«وزير الإصلاحات عامل شاطح باطح في البلاد»
الطبوبي كرر في خطابه في مؤتمر القصرين ذات التصريحات والانتقادات التي سبق له أن وجهها إلى الحكومة في المؤتمرات الجهوية السابقة وحتى في تصريحاته الإعلامية ليشدد على أن الأيادي المرتعشة لن تقدر على البناء وأن الاتحاد مؤتمن على استقلال البلاد و دماء شهدائها ولن يكون شاهد زور، مضيفا أن «وزير الإصلاحات عامل شاطح باطح في البلاد ويتخذ القرارات بمفرده دون العودة إلى بقية الوزراء» وفق قوله. وبين أن ملامح الحكومة ستتحدد بعد استكمال لجنة الخبراء أعمالها وصياغة وثيقة قرطاج 2 التي ستضبط الأولويات الحكومية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المرحلة المقبلة، وعن مصير الشاهد، صرح الأمين العام للاتحاد أن هذه المسألة سيتم النظر فيها في إطار لجنة الموقعين على وثيقة قرطاج بعد انتهاء عمل لجنة الخبراء الأربعاء المقبل وانطلاق النقاش حول ملامح الفريق الحكومي المرتقب، أي أنه على ضوء الأوليات سيتم النظر في شكل الحكومة ومن سيكون فيها خلال الفترة المتبقية، مضيفا أنه لا بد من التغيير ولا بد من فريق حكومي متجانس يتمتع بحزام سياسي.

حلّ قريب
وبالنسبة إلى أزمة التعليم الثانوي، أكد الطبوبي أن الأزمة سيتم حلّها قريبا وقبل 17 أفريل الجاري تاريخ الانطلاق في تعليق الدروس في جميع الاعداديات والمعاهد الثانوية، مشددا على أنه لن تكون هناك سنة بيضاء بل سيتم العمل على إنجاحها. وبين أن الملف يشرف عليه شخصيا وقد سبق له أن عقد العديد من المفاوضات مع عدد من الوزراء، في مناسبة أولى مع 3 وزراء وفي مناسبة ثانية مع 5 وزراء من أجل تقريب وجهات النظر وإيجاد مخرج لهذه الأزمة.

المشاركة في هذا المقال