الحالة الذهنية والنفسية التي بدا عليها الحبيب الصيد في هذا الظرف بالذات بعد أزمة بتروفاك في جزيرة قرقنة والتصدع في الأغلبية الحاكمة والذي برز بمناسبة التصويت على مشروع قانون البنك المركزي وكذلك كل ما قيل ويقال حول التفكير الجدي في أروقة مراكز القرار السياسي اليوم عن بديل له باعتبار أن حكومة الحبيب الصيد قد استنفدت أغراضها...
المفارقة الكبرى هي أن الرجل بدا وكأنه غير معني بهذا اللغط الذي يُثار حوله من داخل الأغلبية الحاكمة... فهو يعتقد جازما أنه بصدد أداء مهمته بكل ما أوتي من طاقة.. وأنه يجتهد حتى يتجنب مواقع الزلل والخطأ ما أمكن... وما سوى ذاك فمسائل لا تعنيه وانه لو تأكد بأن رحيله في مصلحة البلاد فلن يتأخر لحظة عن ذلك...
رئيس الحكومة يرى أنه يؤدي مهمته في تناغم تام مع رئيس الجمهورية الذي يلتقيه بانتظام صبيحة كل يوم اثنين ليتحاورا في أهم مشاكل ومسائل الدولة... ورئيس الحكومة يقرّ ببعض النقاط الخلافية مع رئيس الدولة ولكنه يعتبرها من طبيعة الأشياء ويراها كذلك مفيدة للطرفين لأنها تسمح بتشاور جدي ومثمر بين رأسي السلطة التنفيذية..
والحبيب الصيد لم يغيّر رأيه مطلقا في رئيس الجمهورية منذ أن اشتغل معه كوزير للداخلية في حكومة سنة 2011 التي ترأسها قائد السبسي...
اليوم ولا شك بأنهما يمثلان، حسب الدستور، السلطة التنفيذية ولكن لرئيس الجمهورية عليه درجة بما أنه منتخب من قبل الشعب بداية ولأنه المسؤول أيضا على الخيارات الأمنية والديبلوماسية ويمكن أن.....