Print this page

رئيس حزب آفاق تونس ياسين إبراهيم لـ«المغرب»: «علاقتنا بالنهضة ليست عدائية بل منافسة سياسية..والتحالف بينها وبين النداء ليس في مصلحة البلاد»

أثارت تصريحات رئيس حزب آفاق تونس ياسين إبراهيم في اجتماعه الشعبي الأخير انزعاج قيادات حركة النهضة خاصة تصريحه كون التوافق بينها وبين النداء هو تجربة سياسية انعدمت فيها الثقة وأظهرت فشلا ذريعا وأنه لم تتم فيها محاسبة ومساءلة المسؤولين في فترة حكم الترويكا عن العمليات الإرهابية والاغتيالات وحوادث العنف التي عصفت بأمن

التونسيين وأربكت مسار الانتقال الديمقراطي، انتقادات ردّ عليها نائب رئيس حركة النهضة علي العريض في تصريحه لـ«المغرب» أن ياسين إبراهيم ليس في الموقع الذي يسمح له بإعطاء الحركة الدروس وأنه حزب ليس في المعارضة وليس في السلطة ويبدو أنه قد اقترب من الجبهة الشعبية في ترتيب أولوياته باستهداف النهضة.

التصريحات المرتدة والغاضبة لحركة النهضة، قال عنها رئيس حزب آفاق تونس ياسين إبراهيم في تصريح له لـ»المغرب» إنه يبدو أن آفاق تونس ليس له الحق في انتقاد حركة النهضة، مشيرا إلى أن تصريحاته لم يقصد بها إعطاء دروس للنهضة وإنما باعتباره رجلا سياسيا ورئيس حزب من حقه إبداء الرأي في بعض المسائل على غرار التحالف بين النداء والنهضة وقد سبق أن انتقد آفاق تونس في مناسبات عديدة هذا التوافق بين الحزبين وليس له هدف معين أو نية باستهداف النهضة بل فقط يعتبر آفاق تونس أن هذا التحالف ليس من مصلحة البلاد، حيث أنه لم يحقق نتائج ايجابية كما أن حركة النهضة على عكس ما يقولون مازالت لم تصبح حزبا سياسيا مدنيا، فهذا رأي الحزب ويبدو أنه أثار استياء النهضة عبر التصريحات المرتدة لبعض قياداتها، ردا على تصريحاته في الاجتماع الشعبي، وهي بمثابة الهجوم عليه ومن حقه أن يعتبر تصريحاتهم غير صحيحة.

كل الأحزاب مسكونة بهاجس الانتخابات
انتقاد آفاق تونس للتحالف بين النداء والنهضة ليس بالجديد ورأيه في هذه المسألة من الأول كان واضحا ولم يتغير، وفق ياسين إبراهيم الذي بين أن النهضة قد سبق وأن عبرت عن انزعاجها من فكرة تشكيل الكتلة الكبيرة ثم الكتلة البرلمانية الجديدة ، مشددا على أنه ليس هناك توافقا بين الأحزاب المكونة للحزام السياسي وهناك فقط حكومة وحدة وطنية وشبه تحالف بين النداء والنهضة وكل حزب حر في توجهاته وما يمكن قوله إن الحزب ليس في تحالف لا مع حركة النهضة ولا مع النداء ولكن حكومة الوحدة الوطنية تجمعهم في إطار مصلحة البلاد . كما أشار إلى أن علاقة آفاق تونس بالنهضة ليست علاقة عدائية بل منافسة سياسية فآفاق ليست له نفس التوجهات مع الحركة في بعض المواضيع ومن هذا المنطلق فإن

النهضة يعتبرها آفاق تونس في الساحة السياسية منافسا أكثر منه حليفا بطبيعة الحال ولهذا فإنه يستغرب من ردود فعل بعض قياداتها وكأنهم بالقوة يريدون من آفاق الموافقة على كل أفكارهم، متسائلا، ما المشكل إن كان هناك اختلاف في الأفكار والمواقف؟.

آفاق تونس كان، في إطار الائتلاف الحاكم في حكومة الحبيب الصيد، في شراكة مع حركة النهضة وحاليا توجد حكومة وحدة وطنية ومن حق آفاق تونس انتقاد أي حزب حتى ولو كانا في ذات الحكومة، حسب تعبير ياسين إبراهيم، وأضاف أنه لا يوجد حزب لا في المعارضة ولا في السلطة يعني هل أن حركة النهضة موافقة على كل المشاريع باستثناء مشاريع القوانين المقدمة من طرف الحكومة وهذه مسألة عادية باعتبار أن آفاق تونس بدوره يصوت مع مشاريع الحكومة. هذا وأوضح إبراهيم أن خطابه في الاجتماع الشعبي الأخير في دوار هيشر قد خصص للحديث عن الرؤية المستقبلية وأن من بين أهداف الحزب الانتصار في انتخابات 2019 وجلب النهضة للمدنية يمرّ عبر هزمها في الانتخابات وجعلها ضمن الأقلية في المعارضة ويبدو أن هذه الرؤية لم تنل إعجاب النهضة ولكن يجب ألا تصل حدّ التهجم على الحزب، وبالنسبة لتصريحهم كون آفاق تونس أصبح مسكونا بانتخابات 2019 فإن هذا الهاجس مسكون لدى كافة الأحزاب وليس فقط انتخابات 2019 بل أيضا الانتخابات البلدية والدليل على ذلك هو أن كل الأحزاب منشغلة بالاستعداد والتحضير لكافة المحطات الانتخابية القادمة وليس فقط آفاق تونس.

إحباط كبير
اليوم الشعب يعيش حالة إحباط كبير ويمكن أن تكون طريقة الحكم الموجودة اليوم والتوافق القائم بين النهضة والنداء هو السبب ولذلك لا بدّ من العمل على إيجاد حلّ آخر في المراحل القادمة أي الانتخابات البلدية وانتخابات 2019، حسب اعتقاد ياسين إبراهيم، وذكر أن حزب آفاق تونس يتساءل هل قدم الإضافة في نطاق التحالف الموجود وغير المعلن وهل سيبقى في الحكومة ويساندها أم ينسحب منها ليتقرر فيما بعد وبعد نقاش معمق البقاء في الحكومة ومساندة العمل الحكومي فمشاركة آفاق فيها تقنية عبر وزارتين وكتابتي دولة ومشاركة سياسية حتى لا يتغول هذا التحالف الموجود وغير المعلن في هذه الفترة، مشددا على أن الحزب ناقش مسالة البقاء أو الخروج مع عدة أطراف على غرار رئاسة الجمهورية وتمسكت بضرورة بقاء آفاق تونس في حكومة الوحدة الوطنية وهو ما ذهب إليه الحزب، فهو بطبيعته بناءا ولا يشارك في المعارك التي ليس لها هدف، البناء وخدمة البلاد في أحسن الظروف.

الحزب الجمهوري ومشروع قانون المالية
وبالنسبة إلى موقف آفاق تونس من انسحاب الحزب الجمهوري من الحكومة، قال ياسين إبراهيم إنه لا يعلق على هذه المسألة ويحترم كثيرا موقف الحزب ويبدو أن له أسبابه في اتخاذ هذا القرار، استقالة إياد الدهماني، وقد أكد عصام الشابي أن الحزب سيبقى في وثيقة قرطاج ويساندون التمشي الذي سيكون في مصلحة البلاد. أما بخصوص موقف الحزب من مشروع قانون المالية لسنة 2018، أكد إبراهيم أن هذا المشروع قد أثار الكثير من الجدل والحزب مازال يشتغل على هذه المسألة وقد وصل حاليا في مناقشة التفاصيل ولكن الفلسفة العامة للحزب والتي سبق أن عبر عنها للحكومة أن التشجيع على الاستثمار ومقاومة الاقتصاد الموازي ليس عبر الزيادات في الجباية على المؤسسات الموجودة وعلى الأطراف الموجودة في القطاع المنظم، وهذه النقطة الأساسية هي التي أثارت قلق الحزب في الخيارات الكبرى كما أن نفقات الدولة تعدّ مرتفعة ولها ضغوطات كبيرة وحسب وجهة نظر آفاق تونس فإنه لا بدّ من التقليص في الضغط الجبائي مع البحث عن البدائل لتعويض ذلك، والحزب لا يريد أن ينتقد فقط بل كذلك يبحث عن خيارات وبدائل جديدة، والتصويت ضدّ أو مع مشروع القانون مازال أمرا سابقا لأوانه.

وفي مسألة التحالفات المستقبلية لآفاق تونس، أشار ياسين إبراهيم إلى أن الحزب يجري في مشاورات بخصوص تكوين الكتلة البرلمانية الوسطية وتقدمت أشواطا كبيرة، مضيقا أن الكتلة ستضمّ كلا من كتلة آفاق تونس وكتلة مشروع تونس والكتلة الوطنية وبعض النواب من المستقلين وبالنسبة إلى عدد من نواب النداء فمازال هناك إشكال والحزب يأمل في ان يبتعد نداء تونس عن النهضة ويلتحق كافة نواب كتلته بالكتلة الجديدة ولكن الفكرة الأساسية من وراء تشكيلها ليس استهداف النهضة بل هي كتلة تقدمية مبنية على أساس إعادة التوازن في المشهد البرلماني.

المشاركة في هذا المقال