الجمهورية كانت في إطار الإشراف على تظاهرات رسمية أو إحياء ذكرى على غرار إحياء الذكرى السادسة لثورة 14 جانفي والتي اختار أن يحييها في ولاية قفصة نظرا لرمزية الحوض المنجمي الذي اندلعت منه انتفاضة سنة 2008.
لقد أعطى رئيس الجمهورية خلال زيارته لقفصة إشارة انطلاق مجموعة من المشاريع الصناعية والفلاحية لفائدة الجهة على غرار مشروع لتثمين مشتقات الفسفاط في المظيلة و2 مشاريع فلاحية كبرى، إضافة إلى الموافقة على تمويل 1000 مشروع صغير سيمكن من توفير 3 آلاف موطن شغل. كما اختار أيضا الباجي قائد السبسي أن يحيي ذكرى عيد الشهداء ببن قردان السنة الفارطة بعد شهر من الأحداث التي وقعت في الجهة وإفشال مخطط العناصر الإرهابية لإقامة إمارة داعشية في المنطقة، مع الإشارة إلى أن أهالي بن قردان قد أهدوه ناقة، أما زيارته للمنستير فكانت في إطار إحياء ذكرى وفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، ولكن هذا لا يمنع من أن يجري خلالها زيارات تفقدية، وبالنسبة إلى القيروان فقد كانت زيارته في إطار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
تحديات اقتصادية بدرجة أولى
وفق بعض المصادر المطلعة فإن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية إلى ولاية سوسة، (علما وأن هناك ولايات أخرى موجودة في أجندا عمل الباجي قائد السبسي وحسب الأولوية الاقتصادية والاجتماعية)، ستحمل العديد من الإجراءات وسيتولى خلالها شخصيا متابعة مدى تقدم انجاز المشاريع المتخذة لفائدة تلك الولاية وإعطاء إشارة الانطلاق لبعض المشاريع المنجزة، كما أشارت المصادر إلى أن هذه الزيارة تندرج في إطار الدفع الاقتصادي، ذلك أن التحديات القادمة بالنسبة لرئاسة الجمهورية هي اقتصادية بدرجة أولى، فاليوم يريد رئيس الجمهورية من خلال زياراته يؤكد أن هناك مشاريع كبيرة يمكن أن تنجز في البلاد بل وأن تنجح أيضا وليس هناك أي أمر مستحيل، ومن المنتظر أن يتابع مدى تقدم انجاز محطة التطهير بالولاية والتي ستحلّ كافة مشاكلها وسيكون لها انعكاس ايجابي على البيئة من خلال التوقف عن صرف المياه المستعملة في البحر وكذلك على المنطقة كوجهة سياحية بصفة عامة.
بالنسبة لرئيس الجمهورية فإن أولوية الأولويات هي الدفع في اتجاه تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وسيكون له دور ريادي لفتح الباب أمام المستثمرين مثلما تمّ في مرحلة سابقة من خلال المبادرة التي أطلقها مع رجال الأعمال للاستثمار في ولايات التمييز الايجابي، وفق ما أكدته مصادرنا التي شددت على أن الباجي قائد السبسي بصدد لقاء العديد من الأطراف في علاقة ببعث المشاريع وأخيرهم لقاءه مع أحمد فريعة الوزير السابق ورئيس المنتدى التونسي للمعرفة والتنمية البشرية والذي قدّم له مشروعا يتمثّل في حسن استثمار الطاقات المتجدّدة في مجال تحلية المياه والذي من شأنه أن يفتح آفاقا واسعة لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل، وبالنسبة له اليوم ولإنقاذ البلاد لا بدّ من التشجيع على مثل هذه المبادرات وكل طرف من موقعه وليس هناك أي مستحيل، وبتضافر الجهود يمكن إزالة جميع العوائق.
تنسيق بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة
الزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية تتم بالتنسيق مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، حسب مصادرنا، وليس هناك أي تنافس بين القصرين، قرطاج والقصبة، فمصلحة البلاد تقتضي التنسيق، ولعلّ تواتر اللقاءات بين رئيسي الجمهورية والحكومة خير دليل على ذلك، مرتين في الأسبوع، ولكن لكل طرف اختصاصه ولا يمكن لأحد تعويض الأخر، فمثلا رئيس الجمهورية يسعى إلى تحريك التنمية في الجهات وخلق ديناميكية فيها عبر التسريع في وتيرة انجاز المشاريع المبرمجة لفائدتها كي ترى النور في أقرب الآجال الممكنة لاسيما تلك المشاريع التي رصدت لها التمويلات الخاصة بها، وذلك لدفع النمو الاقتصادي أولا وخلق مواطن الشغل ثانيا. فالتمشي الذي يعتمده رئيس الجمهورية في زياراته الميدانية بعيد عن منطق «سنعمل وسندشن وسننجز وسـ...وسـ...»، فهو يقرر تلك الزيارة بعد أن تكون هناك إجراءات ومشاريع ملموسة وهو ما يفسر قلة عددها، أضف إلى ذلك الضربات الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال الفترات الأولى من توليه منصب رئاسة الجمهورية.
بالعودة إلى الزيارات السابقة لرئيس الجمهورية، فقد تولى خلال إحدى زيارته إلى ولاية بنزرت تدشين سد المالح بمعتمدية غزالة والذي يندرج في إطار المخطط المديري للتحكم وتحويل المياه السطحية بالشمال، وسيوفر وادي المالح معدل إيرادات سنوية لـ 26مليون متر مكعب، وقد تم تمويل المشروع عبر الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بنسبة 70 بالمائة وعبر الخزينة التونسية 30 بالمائة. كما قام رئيس الجمهورية في زيارة أخرى لنفس الولاية بتفقد فيلق القوات الخاصة للجيش الوطني بثكنة الرماديّة واطلع خلالها على جاهزية القوات وعلى عيّنة من التجهيزات الفرديّة الحديثة للمقاتل، كما وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء القوات الخاصة بالثكنة.