Print this page

مناطق تطاوين الجنوبية على صفيح ساخن للمطالبة بالتنمية والتشغيل: إضراب عام.. احتجاجات.. حرق العجلات المطاطية ومنع الشاحنات البترولية من المرور.. والشاهد يعفي معتمديها

• اتحاد الشغل بالجهة يتبنى الاحتجاجات ويحمّل الحكومة المسؤولية


بعد احتجاجات أهالي ولايتي مدنين وسيدي بوزيد، جاء الدور على أهالي ولاية تطاوين ليعبروا عن غضبهم من تواصل سياسة التهميش ويطالبوا بحقهم في التنمية والتشغيل وتفعيل التمييز الايجابي الذي أقره الدستور مع التهديد بالتصعيد في صورة عدم الاكتراث بمطالبهم، غضب عبروا عنه بالإضراب العام والمسيرات السلمية والاحتجاجات وغلق الطرقات وحرق العجلات المطاطية ومنع الشاحنات البترولية من المرور، احتجاجات لئن اقتصرت في البداية على معتمدية قصر أولاد دباب لكنها سرعان ما توسعت رقعتها لتشمل مناطق أخرى على غرار المزطورية وقصر عون وقرماسة وبئر الثلاثين..

تبنى الاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين خلال اجتماع استثنائي له كل التحركات الاحتجاجية السلمية في مختلف القرى والمعتمديات للمطالبة بالتنمية والتشغيل وتفعيل كل الاتفاقيات الممضاة سابقا مع الحكومات المتعاقبة، معبرا عن استغرابه من الصمت المريب من قبل الحكومة اتجاه ما يحدث بالجهة، داعيا في بيان له كل الشركات المنتصبة بصحراء تطاوين إلى تنظيم ندوة جهوية يتم فيها إعداد برنامج لبعث مشاريع ذات طاقة تشغيلية تمتصّ البطالة بالجهة، محمّلا الحكومة المسؤولية الكاملة في ما قد ينجرّ من تداعيات لهذا الحراك.

الحل في تنقل وفد وزاري إلى المناطق المحتجة
نفذ عدد من أهالي منطقة المزطورية أمس إضرابا عاما بالجهة، حيث أغلقت كل المرافق العمومية والخاصة وقطعت الطرقات المؤدية إلى المنطقة بحرق العجلات المطاطية ومنع شاحنات الشركات البترولية من المرور وتعطلت الدروس وشلت الحركة التجارية وذلك للمطالبة بالتنمية والتشغيل والتنديد بتواصل سياسات التهميش حتى بعد الثورة ووعود الحكومات السابقة التي مازالت إلى حدّ اليوم حبرا على ورق، ووفق تصريح الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين البشير السعيدي لـ«المغرب» فإن أهالي ولاية تطاوين قد نفد صبرهم ولم يتحملوا مزيد الانتظار نظرا لتأزم الأوضاع وارتفاع نسبة البطالة فيها، وهو ما يفسرّ توسع رقعة الاحتجاجات لتمتد الى مناطق أخرى وهي مرشحة لمزيد التوسع في حال تواصل تجاهل مطالبهم، مشددا على أن الوالي قد انطلق في عقد جلسات للاستماع إلى المحتجين في مختلف المناطق «الغاضبة» والنظر في مطالبهم والاطلاع على المشاريع المعطلة على غرار المزطورية وقصر أولاد دباب وقرماسة وقصر فرعون وبئر الثلاثين، شباب محتج من أجل مطالبة الحكومة بتوفير مواطن شغل لهم.

تأزم الوضع في الولاية يستدعي وفق الكاتب العام لاتحاد الشغل عقد مجلس وزاري لفائدة الجهة وتتدخل الحكومة وتستمع إلى الأهالي وتنظر في المشاريع الكبرى التي من الممكن اتخاذها لفائدة الجهة، مشاريع لها طاقة تشغيلية مهمة قادرة على استيعاب عدد لا بأس به من المعطلين عن العمل، مشددا على أن احتجاجات شباب تطاوين قد انطلقت منذ مدة وتوجهوا إلى الولاية والى مكاتب التشغيل ولكن الوضع لم يتغير، وفي هذا الصدد فإن تحركاتهم الاحتجاجية تندرج في إطار حثّ الحكومة على الاهتمام بهم. وأضاف السعيدي أن الوالي يقوم بعقد سلسلة من الجلسات مع الشباب المحتج من أجل التوصل إلى إيجاد بعض مواطن الشغل لهم لكن كاتحاد يرى أن هذا ليس الحلّ، فالحلّ ليس في يد الوالي أو المعتمد بل على مستوى الحكومة عبر تنقل وفد من الوزراء إلى المناطق المحتجة للاستماع إلى مشاغلهم والى مشاكلهم، كما أن الولاية تزخر بعديد الثروات الطبيعية من البترول إلى الجبس إلى الرخام وغيرها من الثروات وجب استغلالها في مشاريع استثمارية ذات قيمة تشغيلية عالية.

إعفاء معتمدي قفصة وتطاوين الجنوبية ودوز الشمالية
وجه اتحاد الشغل بالجهة عديد المراسلات للحكومة كما أصدر بيانا تضمن موقفه من التحركات الاحتجاجية القائمة في الولاية وقد تمّ تحميل المسؤولية للحكومة في تداعيات هذه التحركات التي من الممكن جدا وفق السعيدي في الأيام القادمة أن تحتد إضافة إلى ذلك فإن عديد المناطق ستنسج على نفس المنوال. ويشار إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد قرر أمس إعفاء معتمد قفصة الجنوبية من مهامه، ولئن لم يذكر بلاغ رئاسة الحكومة أسباب الإعفاء فإنها تعود بالأساس إلى ضبطه متلبسا وهو بصدد تسلم «رشوة» وفق ما أكده محمد علي البرهومي الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في قفصة، مشيرا إلى أنه «تم ضبط المسؤول في حالة تلبس خلال إستلامه لمبلغ مالي هام من صاحب معرض تجاري يقام سنويا في قفصة طلب التمديد بمدة 10 أيام والذي تولى إعلام السلط وبالتنسيق مع النيابة العمومية تم نصب كمين له ليتم ضبطه متلبسا. كما قرر رئيس الحكومة إعفاء معتمد تطاوين الجنوبية من مهامه بسبب التحركات الاحتجاجية الموجودة فيها إضافة إلى معتمد دوز الشمالية.

شباب أولاد قصر عون خرجوا كذلك في مسيرة احتجاجية جابت الطريق الرئيسية للمنطقة ورفعت فيها شعارات التشغيل والتنمية وقاموا بغلق الطريق وإشعال النيران في العجلات المطاطية ومنع السيارات التابعة لشركة «ملاحات تطاوين» من المرور، شباب منطقة بئر الثلاثين كذلك غاضبون وتعمدوا منذ أيام غلق الطريق الرئيسية الرابطة بين رمادة وتطاوين ومنعوا شاحنات شركات البترول من المرور وهددوا بالتصعيد في حال تواصلت سياسة التهميش، مطالب قديمة أعيد رفعها وتعكس تأزم الوضع في أغلب مناطق الولاية بعد 6 سنوات على الثورة، فهي ذاتها التي رفعت في قصر أولاد دباب التي كانت نقطة بداية التحركات الاحتجاجية وقرماسة ورمثة وغيرها من المناطق التي تطالب بتفعيل التمييز الايجابي.

المشاركة في هذا المقال