Print this page

مؤشرات نوايا التصويت لسيغما كونساي: غياب الثقة والأحزاب الحاكمة في الصدارة

تدار اللعبة السياسية بقراءة المؤشرات والأرقام في عمليات سبر الآراء، حتي وان كان البعض لا يعتدّ بها ويطرح جملة من التساؤلات بشأنها. فالأرقام والمؤشرات التي تكشفها نتائج هذه العمليات، علي غرار سبر الآراء السنوي الذي نشرته «سيغما»

السبت الفارط، تقدم اضاءات ظرفية مرتبطة بسياقها للمشهد السياسي التونسي خاصة إن تعلق الأمر بنوايا التصويت في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، التي كانت الصورة المقدمة لها وفق سبر الآراء تحمل دلالات عدة.

كشف المدير العام لشركة سيغما كونساي لسبر الاراء عن جملة من الارقام والمؤشرات المهمة في المشهد السياسي التونسي، وذلك في معرض تقديمه لنتائج سبر الاراء السنوي الشامل الذي اجرته شركته سنة 2016، ابرز هذه المؤشرات لم تكن فقط في جانبها السياسي، وانما شملت الاقتصادي والاجتماعي، قدمت في تقرير من 156 صفحة.

من النقاط التي اضاءها التقرير وبحث عن آراء التونسيين بها، ملف الاستحقاقات الانتخابية، البلدية والرئاسية والتشريعية، ليكشف عن جملة من المؤشرات الهامة، في هذا الظرف الزمني، من بينها -وهو امر طبيعي- ما يتعلق بالاستحقاقات الانتخابية وهي ان اكثر من ثلث التونسيين لم يحددوا بعد لمن سيصوتون في الاستحقاقات الانتخابية الثلاثة.

عدم معرفة من سيكون خيار التونسيين، في اي انتخابات قادمة يتفرع ليكون، عدم حسم 45،1 % من التونسيين لا يحددوا لمن سيصوتون في الانتخابات البلدية ان كانت ستجرى اليوم، التي لم يحدد موعدها بعد، وهذا يثير الكثير من الانتباه، ان وقع ربطه مع نسبة التونسيين الذين اعربوا عن نيتهم مقاطعة الانتخابات وهي 22،3 %، مؤشران يبينان ان اكثر من ثلثي التونسيين لا خيار لهم في الانتخابات البلدية، اي انه ان تمت الانتخابات في الاسابيع القليلة القادمة فان نسبة المشاركة لن تتجاوز في افضل الاحوال 40 %.

رقم له دلالة في ظل النقاش السياسي الراهن عن الانتخابات البلدية وعن اهمية تركيز الحكم المحلي والجهوي، وتتضاعف الدلالة ان وقع الربط بينه وبين مؤشر ثاني وهو ان 2 % من التونسيين يعتبرون ان اجراء الانتخابات البلدية سنة 2017 هي من الاولويات في البلاد.

وما تقدمه مؤشرات نوايا التصويت للانتخابات البلدية اكثر من دق ناقوس الخطر، اذ تكشف عن الاحزاب الخمسة الاولي في ترتيب نوايا التصويت، وهي حركة نداء تونس وحركة النهضة والجبهة الشعبية والاتحاد الوطني الحر وحراك تونس الارادة، وافضل نسبة من نوايا التصويت اخذتها حركـة نداء تونــس بـ7،9 % أي ما يعادل 650 الف ناخب.

هذا الرقم يرتفع ان تعلق بالانتخابات التشريعية، اذ اعـرب 9،3 % من التونسيين عن نيتهم التصويت لحوكة نداء تونس ، مع حفاظ خماسي الصادارة في نتائج الانتخابات على ذات الترتيب والاحزاب، لكن بتسجيل ارتفاع في عدد الناخبين، وهذا مرده ان نسبة من لم يحسم خياره في الانتخابات او قرر المقاطعة اقل بخمس نقاط منها في الانتخبات البلدية.

لكن ان يكون التونسيون متفاعلين بايجابية اكثر مع الانتخابات التشريعية فان هذا لا يحجب ان الرقم الاولي للمقاطعين مرتفع اذ يقدر بـ18،9 % اي ان اكثر من 1،5 مليون تونسي لن .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال