Print this page

نحو إرساء منظومة دبلوماسية رياضية تونسية

لما نرى بانكي مون بثقل موقعه السياسي يمد يده الى الرياضة ويتحول شخصيا الى اللجنة الدولية الاولمبية للحديث مع توماس باخ حول ادوار الرياضة في التنمية فاننا لا نحتاج الى تفسير لهذه الخطوة التي تاتي لتقيم الدليل ان الرياضة هي ام السياسات وفي فلكها تدور جميع المخططات

ولما نقف لحظات للتأمل في المفاهيم والقيم الأولمبية فانه لا مفر من الاقرار بان الرياضة هي افضل المسالك في معرفة احوال الدبلوماسيات لا نختلف ان الرياضة هي القاسم المشترك بين الشعوب
الرياضة وهي التي تقوم على التواصل هي ارقى فنون الدبلوماساية بامتياز ولنا اكثر من مثال حي...
الرياضة أطفأت نيران الحروب...
الرياضة من أجلها فقط يعلن العالم الهدنة لمّا يحلّ موعدها الأولمبي...
هل فعل قطاع اخر ما فعلته الرياضة؟

الرياضة سبيل التواصل وتبادل القيم ومعها المصالح وهي من اغراض دبلوماسية اليوم وليس خافيا ان اكبر بلدان العالم جعلت من الرياضة مجالا حيويا للتاثير والاغراء والتسويق للسلع والخدمات ... وفي هذا نجاح دبلوماسي فالدبلوماسية ليست مجرد بروتوكول بقدر ما هي ترويج للمزايا وتعريف بالقدرات ودبلوماسية الرياضة توختها الولايات المتحدة كما توخاها الاتحاد السوفياتي زمن الحرب الباردة وتتوخاها جميع الاقطار والامصار اليوم من اجل اعلاء رايتها في المحافل الدولية ولنا في الالعاب الاولمبية خير مثال الى حد اصبحت معه رهانا يتم من خلاله الترويج للاقتصاد والامن وكل ما له علاقة بالحياة وهذا المشغل الكوني ليس خافيا علينا في تونس وهنا يتجلى الحرص على بعث دار تونس للرياضة الدولية لا لمجرد اللقاء بين ممثلي تونس بل لتوفير بل التعاطي الافضل من اجل علاقات ارقى ونتاج اكبر. فمن خلال الرياضة يمكن كسب الشعوب وايضا غزو الاسواق وهذا يحتاج الى منظومة متينة اضحت من اهم مشاغل الرياضة من اجل صورة ناصعة لبلادنا واستثمار وافر وهذا الاهم لكن لا يمكن أن يبقى الترويج رهن قفص كما نراه غارقا في العسل الصافي و هو ليته من العسلا صافيا فهو عسل البقلاوة التي يتم كساؤها بـ«الشحور»...

هذا عايناه في اكثر من محطة ومحطة لندن الاولمبية لا تزال بالبال وهي التي شهدت الغاء المعرض الافريقي وقالوا ان المتسبب ستتم ملاحقته لكن لا ملاحقة و لا هم يحزنون ...

و امس تحدثوا في ندوة المرصد الوطني لشباب ومؤسسة ياسمين للبحث والتواصل بشراكة مع الجمعية التونسية للرياضة و الصحة عن «الدبلوماسية للرياضة» وهو ما جعل بعض التجارب تقفز الى الذهن لتجعلنا نصحح بعض المفاهيم فالدبلوماسية ليس لها اختصاص فهي وعاء جامع وهو ما وجدنا فيه اذنا صاغية من السفير عزالدين القرقني قبل ان نجد التاييد من عضو مجلس النواب كريم الهلالي الذي جدد استغرابه الحاق التربية البدنية بوزارة الرياضة والحال ان الرياضة لا نجاح لها الا بنجاح التربية البدنية.

الا انه لابد ان الهلالي تحدث باطناب عن جلب تونس لمونديال كرة اليد 2005 بدقة و لو انه لم يكن ضمن الوفد بروسيا و ما تم طرحه من افكار شد الاهتمام خاصة من الدكتور جيل كلين امين عام التحالف العالمي للرياضة فقد حلل المفاهيم و الاغراض وقد سبقه في ذلك محرز بوصيان رئيس اللجنة الوطنية الاولمبية في شرح القيم التي تروج لاجمل الصور داعيا الى اصلاح المشهد الداخلي من اجل صورة خارجية اروع قائلا : «املي ان نلتقي بعد محطة ريو 2016 للاحتفاء برياضيينا الذين نتطلع الى تميزهم هناك وهم الذين ستلاحقهم عيون 5 مليار نسمة في مختلف انحاء العالم ... اليس هذا دورا دبلوماسيا ؟

لكن هذا لا يحجب عنا ضرورة ادراج دبلوماسية الرياضة في طليعة الاهتمامات لندعم مجهود النخب الرياضية من خلال الاحاطة الفنية والاجتماعية فكلما زادت راحة الرياضي تضاعف العطاء.»

وبنظرة اقتصادية صرفة تحدث سليم عبد الجليل الاستاذ بالمعهد الاعلى للتصرف بسوسة ما تلعبه الرياضة في الدورة الاقتصادية للبلدان فيما كانت التجربة الفرنسية محل مداخلة ميكيل تاريان وهو من خريجي جامعة السوربون وباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية. والموضوع يستحق اكثر من ندوة تكون فيه و زارة الشباب والرياضة ومعها وزارة السياحة وايضا وزارة الخارجية من الجهات الفاعلة من اجل ارساء خطة وطنية نعمل بمقتضاها وليت جميع هذه الهياكل اصغت الى التجارب التي قد تطور ما هو نظري.

 

المشاركة في هذا المقال