Print this page

منطق قطّعْ وعَاودْ...

ونحن صغار كانت تغرينا «في حومتنا» العديد من الاشكال المهرجانية التي ورثناها عن «جماعة تحت السور» ومنها الحكواتي والكافيشانطا... وكلما انتهى العرض الا ورد المنشط: «قطع وعاود» وهذا المنطق لم يفارقنا والشيب يكسو الراس... وهوما يجعلنا في «كافيشانطا» على الدوام...

وما جرنا الى هذا ما يتلاحق من تغييرات في هياكلنا الرياضية (والوزارة ليست مستثناة من هذا المنطق) فكل مسؤول جديد «يقطع دابر السابق» تحت غطاء الرغبة في التجديد... ونسي القادمون ان مثل هذا النمط في التعاطي مع الاحداث يقطع سبل التواصل ويجعلنا نضيع الوقت في الاطلاع والتعرف بشكل يذكّر بـ«تقعيد العود» فكم من حفل انتهى بلا نغم... وهنا يكمن هم الرياضة التونسية التي تشكو فرط النزعة التهديمية للماضي وكل قادم يدعي الحكمة...
والتغيير لسنا ضده فهو من سنن الحياة... لكن لا يمكن ان يكون ما يتم نعته بالتجديد من منطلقات «الحومة والجهة» والصداقات... والولاءات...
نود ان نسال فقط الى متى سيبقى هذا المنطق سائدا في هياكلنا الرياضية التي كلما حل على راسها جديد الا ومرر الطلاسة على «القديم»
منطق قطّعْ وعَاودْ... ضرره كبير باستمرارية الهياكل... التي لا يمكن ان تكون على مقاس الواردين عليها... فالوارد هو الذي يجب أن يكون على المقاس وهوما يحيلنا الى مقولة «الرجل المناسب في المكان المناسب».و للحديث بقية

مع تحيات الطاهر ساسي

المشاركة في هذا المقال