Print this page

حديث «الدّوران» أصابنا في الصميم

لما رأيناه منذ سنتين في اولمبياد الشباب بناتجين الصينية بشرنا بالكثير من الوعود فإمكانياته قدمت الكثير من البشائر... ولما رأيناه أمس في ريو لم نعرفه إطلاقا فحتى رقمه الشخصي لم يدركه بل فشل في نتر 177 كلغ والحال انه متعود على 180 كلغ.
أكيد انه لا بد من السؤال :

ما الذي حصل حتى نجد الرباع التونسي كارم بن هنية غير مرتب اصلا ؟
سألناه عن السبب فقال : « شعرت بالدوران في الرأس قبل الشروع في الخطف والنتر»
هل في هذه الإجابة ما يقنع ؟

أنها إجابة تثير الدهشة... دعني أقول ان الولد على حق لكن من ليس على حق هو المؤطر... «الدوران» لا يأتي من فراغ فهو إفرازة نقص تاطير ذهني وربما أفرازة ضغط وربما أيضا نتيجة إجهاد يفوق حقيقة الإمكانيات وفي كل الحالات فالمؤطر هو صاحب الخطا فهذا اللاعب سنه 22 عاما فقط وهو في الخطوات الأولى ويحتاج من يدرك معنى إصلاح الباطن حتى تدور «الماكينة» كما يقول أهل الاختصاص في علم النفس الرياضي وهذا ما غاب في التاطير.
وان جاء كارم متخلفا فلا بد أن يتكرم علينا من أطره بالاعتراف بالتقصير في خصوص التاطير لأنه لا يجوز أن نراهن ونضخ المال لنجد ممثلنا دون ترتيب وان رتبناه فقد جاء في المركز 19 بعد ان تواجد في المركز السادس عالميا في السباق الخاص بالخطف حيث رفع 150 كلغ.

إصلاح الرياضة يبدأ من إصلاح التاطير الذهني وهو سبيل النجاح في منظومة التميز العالمي وافتقارنا له من احتكار أهل الاختصاص للنظريات دون التشمير على السواعد لنراهم في الميادين فهم يطلون علينا عبر الشاشات في مظهر العلماء أمّا التطبيق فلا.

 

المشاركة في هذا المقال