Print this page

كأس أمم أوروبا لكرة القدم 2016: فرنسا خسرت رهان الكرة وربحت تحدّي الإرهاب

عدم رفع التاج لم يشغل فرنسا عن أهمّ من اية نتيجة فوق المستطيل الاخضر ... فكل النتائج لا تساوي ما تحقق من كسب , فالرهان هو تحدي الارهاب فرنسا تستطيع تحويل خسارة اليورو ... و كل ما حصل من شغب في البدايات وما صدر من استعمال للغاز المسيل

للدموع في الخواتيم ليس له اي وزن و لا يقلل من نجاح البطولة امنيا.و هذه الغاية لم تكن معلنة لكن لا احد من المتابعين لما تلاحق من احداث دموية في فرنسا او على مقر بة من حدودها مع بروكسيل لم يكن يدرك ان فرنسا لا تهمها الكاس بقدر ما هي متعلقة بالنجاح الامني وهو ما تحقق وحول عدم تحقيق امل انتظرته فرنسا حوالي عشر سنوات انجاز جعل الرئيس هولاند يستقبل المنتخب الفرنسي في الايليزي.
واذا انطلقت بطولة اوروبا بهواجس امنية فان الظاهرهواعتقال الشرطة الفرنسية 40 شخصا في باريس خلال نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية امس الاثنين.
وجاءت الاعتقالات نتيجة اشتباكات بين الجماهير في منطقة المشجعين التي أقيمت في محيط برج إيفل الشهير.
علما بأن الاشتباكات بدأت بعد أن منع الشرطة عناصر من الدخول إلى منطقة المشجعين في محيط برج إيفل بعد اكتمال العدد المسموح به (90 ألف شخص).
وحاول بعض المشجعين الدخول بالقوة إلى المنطقة المذكورة وتسبب منعهم في قيام البعض بإضرام النار في القمامة وإطلاق أغراض ضد قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه للسيطرة على الوضع.
وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن المشجعين حاولوا التنفيس عن غضبهم بالاعتداء على بعض السيارات، مما أدى إلى إصابة مشجعين اثنين ونقلهما إلى المستشفى لدى محاولة أحد السائقين الفرار منهم.
وكانت سلطات باريس قد أعلنت أن هناك 6800 من عناصر الشرطة والدرك كلّفوا بتوفير الأمن خلال نهائي أمم أوروبا، الذي انتهى بتتويج البرتغال بالبطولة للمرة الأولى في تاريخها.
و يعتبر ما تم الحديث عنه من اعتقالات من الامور العادية ... و اذا كان الامر كذلك فعلا فان فر نسا قد كسبت التحدي الامني فعلا.
منطلق المخاوف
حوالي 150 مشجعا روسيا كانوا مصدرا لعنف في مرسيليا مع المشجعين الإنقليز مما تسبب في تلقى روسيا عقوبة الإقصاء من البطولة مع وقف التنفيذ.
وجاءت تلك الأحداث لتثير المخاوف بشأن سلامة الزوار في كأس العالم 2018 المقررة بروسيا.
دهاء ...
وخسارة النهائي كانت مسبوقة بدهاء اعلامي فرنسي حيث تمّ التمهيد لخسارة محتملة امام البرتغال و ذلك من خلال تضخيم الفوز على المانيا في نصف النهائي وهو ما حصل لأول مرة في مباراة رسمية خلال 58 سنة مما خول الحديث عن المستقبل والسعي لرفع كاس العالم في روسيا 2018.
وفي هذا السياق يندرج حديث المدرب ديدي ديشان :
«خيبة الأمل التي نشعر بها هائلة وسنحتاج إلى وقت لتجاوزها. فزنا معا وعانينا معا وخسرنا معا.»
وقال ديشان «فخور بما فعلته هذه المجموعة من اللاعبين. لم نحصل على جائزتنا لكننا نمتلك مجموعة استثنائية وهذا يجعلنا نفكر في أننا سنحظى بأيام أفضل.»
ولخص الجناح الواعد كينجسلي كومان - وعمره 20 عاما كأصغر لاعبي فرنسا - خيبة الأمل بعدما دخل سريعا حجرات الملابس بعد صفارة النهاية لكن بنصيحة من الجهاز الفني عاد لتوجيه الشكر للجماهير.
وأثبت أنطوان جريزمان (25 عاما) بأهدافه الستة أنه لا يزال في بداية رحلته كوريث للقميص الفرنسي رقم 10 الذي ارتداه «عظماء» مثل زين الدين زيدان وميشيل بلاتيني.
والهزيمة لم تحجب الرؤى المستقبلية لما نقف على إشادة الفرنسيين بتفوق ثلاثي الوسط الفرنسي المكون من بليز ماتودي وبول بوجبا وموسى سيسوكو في أغلب فترات المباراة.
ورغم اخطائه فقد كان المدافع صمويل اومتيتي (22 عاما) محل إعجاب ذلك: «انه يمتلك مستقبلا مع الفريق» وهو اجماع في الصحف الفرنسية.
مفاجآت وومضات
ومع استثناءات محدودة للغاية، افتقدت البطولة ، التي شهدت 51 مباراة، العروض المبهرة. بينما شهدت عددا من المفاجآت وبعض الأهداف المتأخرة وكذلك بعض ومضات التألق الفردي التي هللت لها الجماهير.
ولمع نجم المهاجم الفرنسي أنطوان جريزمان الذي توج بلقب هداف البطولة بعد أن أحرز ستة أهداف ، وتذبذب أداء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ما بين تألق وتراجع لكنه سجل لمنتخب بلاده في البطولة ثم شهد التتويج رغم إصابته المبكرة في المباراة النهائية.
وشكل منتخبا ويلز وأيسلندا (التي وصلت إلى دور الثمانية) أبرز مفاجآت البطولة ، وقد أثبتا كغيرهما من فرق البطولة أن الأداء الجماعي أكثر أهمية من العروض الفردية.
كلمة السر ...
وكانت كلمة «روح الفريق والعمل الجماعي» التي قالها كريس كولمان المدير الفني لمنتخب ويلز، الأكثر ترددا خلال البطولة ولم يمل اللاعبون من التأكيد على عدم جدوى تألق أي لاعب بدون العمل الجماعي للفريق ككل.
قول مأثور في الدفاع والهجوم
ولم تكن تلك هي المقولة الوحيدة التي ترددت بقوة خلال البطولة ، وإنما كثيرا ما تردد أيضا القول المأثور بأن الهجوم يقود للفوز بالمباريات أما الدفاع فيقود للفوز بالبطولات.
معدّلات
وأظهرت البطولة ، التي شهدت 108 أهداف بمعدل تهديفي منخفض بلغ 12 ،2 هدفا في المباراة ، أن مبدأ التأمين الدفاعي أولا لم يكن مقتصرا على الوافدين الجدد فقط مثل منتخب ألبانيا.
ورغم اتباع منتخب ألبانيا لهذا المبدأ، خرج مبكرا من البطولة ،ليكون الوافد الجديد الوحيد الذي يخرج مبكرا بينما صعد منتخبا سلوفاكيا وأيرلندا الشمالية إلى دور الستة عشر.
أثقل المفاجآت
وفجرت أيسلندا مفاجأة من العيار الثقيل في البطولة حيث تغلبت على إنقلترا 2 - 1 في مباراة بلغت نسبة مشاهدتها عبر التلفاز في أيسلندا 8، 99 بالمائة وقد ذكر الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) أن 298 مواطنا فقط من أيسلندا ، التي يبلغ عدد سكانها 330 ألف نسمة منهم نحو عشرة ألاف سافروا إلى فرنسا ، كانوا يشاهدون أشياء مختلفة وقت المباراة.
خروج مبكر لـ«تيكي- تاكا»
كذلك كان مشوار المنتخب الأسباني الفائز باللقب في النسختين الماضيتين ، قصيرا في يورو 2016 حيث خرج من دور الستة عشر بالهزيمة أمام نظيره الإيطالي صفر / 2 فيما اعتبر نهاية للعصر الذهبي لأسلوب اللعب الشهير «تيكي-تاكا».
منطق السوق
وأثارت سيناريوهات مباريات يورو 2016 التساؤلات حول رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 لكن الرقم القياسي لعائدات يويفا الذي وصل إلى 93، 1 مليار يورو (بزيادة نحو 34 % مقارنة بيورو 2012) يستبعد تقليص الرقم من جديد.

المشاركة في هذا المقال