Print this page

المتاعب تحيط بأول نسخة عربية من كأس العالم قبل انطلاقها: منظمات دولية حقوقية تطالب «فيفا» بتعويض قدره 440 مليون دولار لعمال المونديال

بدأ العد التنازلي لنهائيات كأس العالم قطر 2022 التي ستنطلق في شهر نوفمبر القادم لكن يبدو ان اول نسخة عربية من المونديال تصطدم بعدة

مطبات بدأت حتى قبل أشهر من ضربة بدايتها ففي الوقت الذي تعول فيه قطر على إنجاح هذا الحدث والاستعداد الأمثل للتسويق لصورة البلد كأفضل ما يكون تأتي الأخبار المتعلقة بالتظاهرة العالمية الأبرز في عالم الساحرة المستديرة لتخلق بعض البلبلة اثر هدوء تلا ما رافق عملية منح قطر استضافة المونديال منذ 2010 مزاعم فساد وانتقادات حيال سجل الدولة الخليجية في مجال حقوق الإنسان.
طالبت في الساعات الماضية منظمات عالمية تنشط في مجال حقوق الإنسان على غرار ‘هيومن رايتس ووتش’ ومنظمة العفو الدولية و’فير سكوير’ وتحالف عالمي يضم مجموعات حقوق المهاجرين والنقابات العمالية ومشجعي كرة القدم الدوليين وضحايا الانتهاكات ومجموعات الأعمال والحقوق ،الاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’ إلى دفع تعويضات تقدر ب440 مليون دولار لفائدة العمال الذين ترى هذه المنظمات أنهم تعرضوا إلى انتهاكات في قطر خلال فترة عملهم على البنية التحتية والخدمات المتعلقة ببطولة كأس العالم هذا العام.وطالبت هذه الجماعات ‘الفيفا’ بإنشاء صندوق تعويضات بقيمة 440 مليون دولار - وهو المبلغ نفسه الذي يسلمه الاتحاد كجوائز مالية خلال هذا الحدث الرياضي.
انتهاكات موجودة منذ 2010
أفادت منظمة العفو الدولية التي يقع مقرها بلندن ان مبلغ 440 الذي طالبت به يساوي ما يتم رصده للمنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال، وهو «الحد الأدنى الضروري» لتعويض العمال وحمايتهم من انتهاكات مستقبلية.
واستشهدت المنظمة خصوصا بالأجور غير المدفوعة، ودفع رسوم التوظيف «غير القانونية» و»الباهظة»، فضلا عن الأضرار الناجمة عن حوادث العمل.
وأضافت أنه منذ العام 2010، حينما منح ‘فيفا’ قطر شرف استضافة كأس العالم 2022، كانت هناك «سلسلة انتهاكات» أفسدت الاستعدادات دون أن يطالب الاتحاد الدولي «بأدنى تحسّن في ظروف العمل».
واستطردت أن المبلغ المقترح ليس إلا «جزءا بسيطا» من ستة مليارات دولار سيجنيها فيفا من كأس العالم المقبلة.
ودعت منظمة العفو الدولية رئيس ‘الفيفا’ السويسري-الإيطالي جاني إنفانتينو إلى»العمل مع قطر لوضع برنامج تعويضات شامل، بمشاركة العمال والنقابات ومنظمة العمل الدولية والمجتمع المدني».
وتقول مي رومانوس، وهي إحدى الناشطات في المنظمة ، إن العمال تعرضوا لـ»سلسلة من الانتهاكات» في قطر.وتضيف: «هناك، على سبيل المثال، قضية سرقة الأجور، وهي واحدة من أكثر المشاكل التي يعاني منها العمال شيوعا، إذ إنهم لا يتقاضون أجورهم في الوقت المحدد، أو لا يتقاضون رواتبهم على الإطلاق. وهناك أيضا مسألة إصابة ووفاة العمال المهاجرين الذين لم تحقق السلطات بشكل صحيح في ظروف موتهم، وإن العديد من الذين ماتوا قضوا نحبهم بسبب ظروف عملهم، ولم تحصل عائلاتهم على التعويض المناسب».
وقالت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في ‘هيومن رايتس ووتش’: «خذلت ‘الفيفا’ وقطر العمال الوافدين الذين كان لهم دور أساسي في كأس العالم 2022، لكن لا يزال بإمكانهما تقديم تعويضات للمتضررين بشدة ولعائلات الكثيرين الذين لقوا حتفهم. يجب أن تخصص ‘الفيفا’ فورا الأموال اللازمة للتعويضات المناسبة وتجنب إرثا من العار في كأس العالم».
واستشهدت ووردن بحالة مانجو ديفي، وهي امرأة نيبالية عمرها 38 عاما توفي زوجها العامل الوافد كريبال ماندال (40 عاما) في قطر عام 2022، «الإرث» الوحيد لكأس العالم المقبلة هو القروض المستحقة على زوجها التي دفعها ثمنا للوظيفة التي قتلته. ومثل معظم العمال الوافدين في قطر، اقترض ماندال المال بفوائد باهظة لدفع رسوم الاستقدام، وهو دين أخذ في الازدياد بينما تحظر قطر فرض رسوم استقدام للعمال الوافدين والتكاليف ذات الصلة، إلا أن الحكومة نادرا ما تطبق هذا القانون.
وقالت عائلة ماندال إنه عمل في البناء لصالح شركة توريد كلفته بالعمل في المطار والملاعب.و ما تزال زوجته تكافح من أجل فهم سبب وفاته بنوبة قلبية. قالت ديفي لـ هيومن رايتس ووتش: «لا أستطيع أن أعرف سبب وفاته. سواء كان هذا السبب الذي أبلغوا عنه أو أي شيء آخر، لا نستطيع المعرفة. في المساء كان يتحدث بشكل طبيعي ويضحك لكنه توفي حوالي الساعة 3 من صباح اليوم التالي.»
ولم تتلق الأسرة أي تعويض عن وفاته، وصاحب العمل لم يدفع 15 يوما من الراتب الذي كان مستحقا له بموجب العقد. قالت ديفي، وهي أم لخمسة أطفال، «عندما كان حيا، كنا مطمئنين أن لدينا معيل. الآن بعد وفاته، لم يعد معيلنا على قيد الحياة. هذا صعب جدا.»
‹فيفا› والحكومة القطرية تردان على الاتهامات
في رد على مطالب المنظمات الدولية ،قال الاتحاد الدولي لكرة القدم في تعليق تلقته وكالة ‘فرانس برس’ إنه «يقوم حاليا بتقييم الاقتراح المقدم من منظمة العفو» ومنظمات غير حكومية أخرى، مشيرا إلى أن المشاريع التي أشارت إليها أمنستي «تتضمن مجموعة واسعة من البنى التحتية العامة التي تم بناؤها منذ 2010 (في قطر) وغير المرتبطة بالضرورة بكأس العالم لكرة القدم».
من جانبها،نفت الحكومة القطرية الاتهامات التي وردت في تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية بأن آلاف العمال المهاجرين يتعرضون للاستغلال. وقالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر ردا على منظمة العفو إنها «عملت بلا كلل لضمان احترام حقوق كل عامل مشارك في مشاريع كأس العالم لكرة القدم في قطر من خلال فرق مخصصة من خبراء رعاية العمال، وتم إجراء تحسينات كبيرة على مستوى معايير الإقامة والصحة والرعاية».
رئيس الاتحاد الايطالي لكرة القدم: «فرص المنتخب ‹الآزوري› في المشاركة في المونديال معدومة»
نفى غابرييل غرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم وجود فرصة لمشاركة منتخب ايطاليا في نهائيات كأس العالم بدلا من الإكوادور التي تخضع لتحقيقات حاليا بسبب تزوير أوراق أحد اللاعبين في التصفيات اللاتينية المؤهلة للمونديال القادم الذي سيقام في قطر في نوفمبر المقبل.
وقال غرافينا في تصريحات أمام المجلس الفيدرالي بالعاصمة الإيطالية روما إن فرص مشاركة منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم «صفر» مفندا إمكانية حلول إيطاليا بديلا للإكوادور بصفة بطل أوروبا الأعلى تصنيفا من المنتخبات التي ستغيب عن المونديال.
وتحدث فرانكو شيمنتي رئيس الاتحاد الإيطالي للغولف في وقت سابق أن المنتخب ‘الآزوري’ بإمكانه المشاركة في كأس العالم المقبلة حال ما استبعد فريق الإكوادور من نهائيات المونديال القادم.
وأوضح غرافينا أنه تواصل مع المسؤولين في ‘فيفا’ الذين أكدوا أن أوروبا حصلت على مقاعدها بالكامل (13)وبالتالي حال استبعاد منتخب الإكوادور سيدخل مكانه فريق لاتيني أيضا من أمريكا الجنوبية.
وفشلت ايطاليا في التأهل لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي بعد خسارتها 1-0 في الدور الفاصل أمام مقدونيا الشمالية في الملحق الأوروبي.وفازت إيطاليا في مباراتين فقط منذ الفوز ببطولة أوروبا 2020، حيث خسرت أمام إسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، واحتلت المركز الثاني أمام سويسرا في مجموعتها المؤهلة لكأس العالم.

المشاركة في هذا المقال