Print this page

أزمة البنية التحتية في الرياضة التونسية تطفو على السطح من جديد: الاتحاد المنستيري محروم من اللعب في بن جنات في أول مغامرة قارية

قدم الاتحاد المنستيري في الموسم المنقضي أداء متميزا في سباق الرابطة المحترفة الأولى كما تمكن من التتويج بكأس تونس على حساب الترجي الرياضي

مما أهله لاحتلال المركز الثالث المؤهل للمشاركة في النسخة القادمة من كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم وهو إنجاز انتظره عشاق فريق عاصمة الرباط ليخطو خطاه الأولى في أول مشاركة قارية يأمل معها أن تتواصل النجاحات والمفاجآت ويكتب اسمه بأحرف من ذهب في الخارطة الكروية للقارة السمراء.

كانت هيئة الاتحاد المنستيري في الساعات الماضية على موعد مع مفاجأة في الوقت الذي يستعد فيها فريقها لدخول غمار مسابقة كاس الاتحاد الإفريقي حيث لم يتمكن ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير من الحصول على التأهيل من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم نظرا لتعطل قدوم لجنة المعاينة من الهيكل القاري.وفي هذا الإطار من المنتظر أن تجرى مباراة فريق عاصمة الرباط ونادي فاسيل كاتيما الاثيوبي ضمن ذهاب الدور التمهيدي من كأس الاتحاد الإفريقي المقررة يوم 27 نوفمبر القادم بملعب حمادي العقربي برادس بقيادة الحكم المغربي كريم صبري بداية من السابعة مساء.علما أن الجامعة التونسية لكرة القدم ستكلف لجنة محلية لمعاينة الاشغال في الأيام القليلة القادمة بعد أن أتمت بلدية المنستير منذ أسبوع القيام بكل الإصلاحات المطلوبة بتوفير شهادة ختم الأشغال .

من منارة الرباط الى ملعب غير مؤهل قاريا
بالأمس القريب كان ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير احد ابرز الملاعب في تونس التي شهدت مواعيد هامة حيث احتضن عددا من مباريات المنتخب الوطني كما كان مسرحا للنسخة الأخيرة من نهائي كأس تونس بين الاتحاد المنستيري والترجي والتي انتهت بفوز الأول بثنائية نظيفة دون ان ننسى احتضانه لدربي العاصمة بين الترجي والنادي الإفريقي في بداية سنة 2019...لكن بين عشية وضحاها بات الملعب عاجزا عن الحصول على تأهيل من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ليسمح لفريق عاصمة الرباط باستضافة منافسيه على قواعده وهو ما يحتم على كتيبة لسعد الشابي جردة أن تبدأ مسيرتها القارية من ملعب رادس.وتجدر الإشارة إلى أن تأخر بلدية المنستير في إتمام الإصلاحات المطلوبة والتي انتهت منذ أكثر من أسبوع هو الذي حال دون استفادة الفريق من ملعبه ليستضيف منافسه الاثيوبي في رادس على ان تتكفل الجامعة بمعاينة نهاية الاشغال لعل ابناء الرباط ينالون الضوء الاخضر للاستفادة من ملعبهم اذا نجحوا في تخطي عقبة الدور التمهيدي الاول.

وتتحمل الجامعة التونسية لكرة القدم نصيبا هاما من مشاكل البنية التحتية التي تضررت منها عدة أندية في تونس حيث تلقت الجامعة منذ شهر ماي الماضي مراسلة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تحيطها علما بعدم صلوحية الملاعب التونسية وعدم مطابقتها للمواصفات المنصوص عليها من الهيكل المشرف على كرة القدم في القارة السمراء لكن في الوقت الذي كان من المفروض أن يتحرك المسؤولون المشرفون على الكرة التونسية لتلافي النقائص والإشراف على إصلاح الملاعب فقد تعاملوا مع الإشكال بشيء من البرود تدفع ضريبته الأندية اليوم وليس الاتحاد المنستيري الضحية الوحيدة بل ليس الا رقما صعبا في سلسلة الأندية التي تواجه عديد المتاعب على غرار النجم الساحلي والنادي البنزرتي وحتى الترجي والنادي الافريقي فقد كانا على موعد مع اشكاليات البنية التحتية التي حرمتهما من الانتفاع بملعب رادس في بعض المناسبات...

متى يتم حل إشكال البنية التحتية؟
دق ناقوس الخطر منذ مدة وبات الأمر يتطلب حلولا عاجلة لإنهاء أزمة البنية التحتية الرياضية في تونس في غياب الارادة الفعلية من السلط لإصلاح الأوضاع الأمر الذي جعل المشكل يتفاقم شيئا فشيئا.فقبل فترة وجيزة،كانت الملاعب خارج نطاق الخدمة في الرابطة الأولى تعد على أصابع اليد الواحدة ونعني ملعب 15 أكتوبر ببنزرت والملعب البلدي بحمام الأنف وملعب المتلوي وفي بعض المناسبات يتم إغلاق ملعب رادس لفترة وجيزة لكن في الموسمين الأخيرين، القت أزمة الملاعب بظلالها فالنجم الساحلي وجد نفسه يتنقل بين بوعلي لحوار بحمام سوسة وملعب مصطفى بن جنات بالمنستير وأحيانا ملعب رادس بالنسبة للقاءاته القارية نتيجة أشغال الصيانة والتوسعة التي يعرفها ملعب سوسة الاولمبي.

وانطلق هلال الشابة الوافد الجديد على قسم النخبة في المتاعب مبكرا بعد إغلاق ملعبه للصيانة فاضطر خلال الجولة الثالثة ذهاب من البطولة الى استضافة النادي الإفريقي في ملعب رادس.واستضاف نادي حمام الأنف النادي الإفريقي في الجولة الافتتاحية من سباق الرابطة الأولى في ملعب المنزه بسبب غلق الملعب البلدي بحمام الأنف أبوابه للصيانة.واستمرت معاناة نجم المتلوي فبعد ان خاض جل مبارياته كمضيف خلال الموسم الماضي بالرديف، حتّم عليه تواصل غلق ملعب المتلوي إجراء لقاءات الموسم الحالي في الملاعب المجاورة وكانت البداية خلال مباراة مؤجلة من الجولة الاولى من الرابطة الاولى باستضافة الجار اتحاد بن قردان بالمظيلة وحتى اتحاد بن قردان فقد حُرم من ملعبه في مباراته الاولى ضمن سباق البطولة بسبب أشغال التعشيب استعدادا للمباراة القارية مما جعله يستضيف شبيبة القيروان في ملعب حمدة العواني بمدينة الاغالبة. أما اكثر الفرق التي ارهقتها ولا تزال ازمة البنية التحتية فهو النادي البنزرتي فمنذ قرابة 3 سنوات وجد نفسه مجبرا في كل مرة على البحث عن ملعب بديل، وتجدر الإشارة الى أن ملعب 15 أكتوبر أغلق ابوابه في ديسمبر 2016 للقيام

بأعمال الصيانة وتعشيب الأرضية الرئيسية وانجاز السبورة اللامعة قبل أن يفتح بعد فترة لكن في 2017 تم غلق الملعب ثم فتح الملعب لفترة وجيزة قبل غلقه إلى حد بلغ فيه الملف أروقة القضاء. وشهد الموسم الماضي سابقة مثيرة ذلك أن دربي العاصمة بين الترجي والنادي الإفريقي كان مصدر جدل كبير في بسبب اغلاق ملعب رادس لصيانة العشب وظلّت ابرز مباريات البطولة التونسية تبحث عن ملعب يحتضنها الى ان استقر الرأي على ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير الذي انضم بدوره الى قائمة الملاعب التي تتطلب اصلاحات لتأهيلها قاريا...

المشاركة في هذا المقال