ثم خسارة خدمات أبرز لاعب في صفوفه وهو الظهير الأيسر مصباح الصانعي بعد أن أعلن الاعتزال دوليا بعد أيام من نهاية النسخة الأخيرة من «الكان»، الحصيلة لم تقف عند ذاك الحد فجهاد جاب الله الذي أختير في «كان» تونس أفضل لاعب دائرة بدوره أعلن الاعتزال دوليا في قرار فاجأ كافة أحباء المنتخب والساهرين على تسيير اموره.
يدرك جيدا كل من يتابع الأجواء في المنتخب عن قرب والكواليس في الجامعة ان ما يتم جنيه في الوقت الحالي ليس بالأمر الغريب بما ان المكتب الجامعي جعل اللقب القاري الهدف الأساسي من مدته النيابية واعتبره أولوية مطلقة على الرغم من وجود أكثر عائق ورغم عدم التعامل مع اكثر من ملف بالجدية المطلوبة والتساهل في أكثر من قرار على غرار الاقالة المؤخرة للمدرب الوطني السابق «طوني جيرونا» الذي كان لا بد أن يرحل مباشرة بعد المشاركة المتواضعة جدا لعناصرنا الوطنية في المونديال بما أن الفوز بلقب «الكان» لا يعد انجازا له باعتبار أنه وجد مجموعة جاهزة كما يجب وكلها حاضرة للدفاع عن حظوظها، الحصيلة باتت ثقيلة فالمنتخب في حاجة الى كل لاعبيه وقرار جهاد جاب الله الأخير ومن قبله مصباح الصانعي لن يخدم مصلحته مستقبلا وقد يزيد من تعقيد الأمور فيه أكثر فأكثر ما لم تكن هناك خطوات بناءة في قادم الأيام ولم يتراجع هذا الثنائي عن القرار المعلن من قبله.
باتت الأمور غامضة كثيرا في المنتخب الذي ما انفك في كل مرة يخسر لاعبا بارزا سواء بسبب دافع شخصي أو اخر خارج عن إرادته والأمثلة كثير هنا على غرار عبد الحق بن صالح الذي تم الاستغناء عن خدماته مبكرا عندما تحدث عن وجود تجاوزات في المنتخب ومؤخرا أشرف السعفي بعد مناوشات مع البعض من زملائه كلفته الابتعاد على الرغم من المجهود الممتاز الذي هو بصدد تقديمه مع فريقه النجم الساحلي، وضع لا بد من تدارك وإيجاد حل عاجل له حتى لا يتكرر مع البقية وتكون هناك خسارة جديدة قد يصعب تداركها سيما أن كل العناصر الموجودة حاليا ما زالت في مقتبل المسيرة وقادرة على البروز والتألق لسنوات مستقبلا.
في انتظار ما سيؤول اليه الأمر مع جلوز
لم يتمكن المنتخب في المواسم الاخيرة من الاستفادة من خدمات أبرز لاعب في صفوفه وهو الظهير الأيمن وائل جلوز بسبب لعنة الاصابة التي لازمته، جلوز غادر البطولة الفرنسية بعد موسم حالي لم يتمكن فيه من الدفاع عن ألوان فريقه نادي «شارتر» واضطر الى فسخ العقد معه بعد تجربة مميزة سابقة مع الثلاثي برشلونة الاسباني و»كيل» و»فوكسي برليين» الألمانيين وتم الحديث عن اعتزاله أيضا للعب دوليا ولكنه فند ذلك رغم تأكيد أكثر من صحيفة فرنسية.
هل سيكون جلوز على ذمة المنتخب مستقبلا وهل سيجدد العهد معه؟ هذا ما يجب معرفته مبكرا من قبل الجامعة حتى لا تجد نفسها في مأزق في الملحق الأولمبي وما بعد بطولة العالم مصر 2021 سيما أن غموض كبير يحوم حول الحالة الصحية لـ»جلوز» وخاصة ان تمسك جهاد جاب الله ومصباح الصانعي بقرارهما الأخير ورفضا التراجع عنه.
ضربة موجعة قبل الملحق الأولمبي
خسر المنتخب الوطني الى حد الان خدمات الثنائي مصباح الصانعي وجهاد جاب الله وهذا سيكون له التأثير السلبي الكبير في قادم الاستحقاقات في مقدمتها الملحق الأولمبي الذي ستصطدم فيه عناصرنا الوطنية بمنتخبات فرنسا والبرتغال وكرواتيا وستكون فيها مهمتها صعبة للغاية من أجل التدارك واللحاق بالمنتخب المصري في محطة طوكيو 2021، ايجاد البديل المناسب لهذا الثنائي في الوقت الراهن يظل غاية صعبة المنال فمصباح الصانعي قيمة ثابتة وصاحب خبرة كبيرة ولطالما كان الورقة الرابحة في أكثر من مناسبة وجهاد جاب الله تطور أداؤه كثيرا بفضل التجارب التي خاضها الى حد في بطولة كل من تركيا والسويد وقطر وكان مرشحا لتعويض الفراغ الكبير الذي تركه عصام تاج صحبة مروان شويرف باعتبار قيمته الفنية والبدنية على حد السواء.
ستجبر الجامعة على اعطاء هذا الملف الأولوية وإقناع الثنائي مصباح الصانعي وجهاد جاب الله بالمواصلة مع المنتخب والعدول عن قرار الاعتزال في الوقت الراهن حتى يكون أمامها متسع من الوقت لإعداد المجموعة التي سيكون بمقدورها سد الشغور مستقلا، مهمة المنتخب خلال الملحق الأولمبي ستكون صعبة ويحتاج الى معجزة ليجدد الموعد مع الأولمبياد ولهذا تأثير كبير على المجموعة وعلى مجمل القرارات الأخيرة وقد يكون من الدوافع التي جعلت الصانعي وجاب الله يعتزلان تجنبا لخيبة أخرى يظلان في غنى عنها باعتبار ما قدماه للمنتخب خاصة بالنسبة لمصباح الصانعي الذي مثل في أكثر من مسابقة ومباراة على حد السواء النقطة المضيئة في المجموعة وجنبها خسارة موجعة.
المراجعة ضرورية
تبقى معالجة الأمور في المنتخب ومعرفة حقيقة ما يجري فيه أمرا ملحا في الوقت الراهن فما يحدث لا يخدم مصلحته والجيل الذي يضمه في الوقت الراهن يستحق الأفضل وهذا ما يجب معالجته فالأمر لا يحتمل الانتظار وإلا فان كل الجهود التي بذلت الى حد اليوم ستذهب سدى والحصيلة ستكون ثقيلة للمكتب الجامعي الحالي الذي سينتظره الكل لمعرفة ان كان قادرا على إثناء جاب الله والصانعي عن قرار الاعتزال وإعادة الأمور الى نصابها في المنتخب من عدمها.