Print this page

فتحي جبال مدرب النادي الصفاقسي لـ«المغرب»: «فترة الراحة المطولة عوضتني حرمان العائلة ونتابع عن كثب كل ما يخص اللاعبين»

• «أنا في تواصل يومي مع اللاعبين ومتابعة صوتا وصورة وهذه نصائحي لهم..»

يعتبر المدرب الحالي للنادي الصفاقسي فتحي جبال من بين أبرز الكفاءات التونسية التي شرفت البلاد خارج حدود الوطن زمن إشرافه لمدة أكثر من عشر سنوات على عدد من النوادي في البطولة السعودية التي ترك فيها أفضل انطباع بفضل تفانيه في مهامه منذ الخطوات الأولى هناك والى موعد العودة إلى البطولة الوطنية التي كانت من بوابة النادي الصفاقسي التي استهلها بتجربة قصيرة الموسم الفارط خلفا للراحل رود كرول وقيادته الفريق في أربع مباريات في نهاية البطولة حقق من خلالها ثلاثة انتصارات وترشح للدور النهائي لكأس تونس وهو ما أدى بالهيئة المديرة للنادي الصفاقسي للتفكير في مواصلة التجربة معه لعام آخر، «السي اس اس» يحتل حاليا المركز الثاني في سباق البطولة ومتأهل إلى الدور ربع النهائي من كأس تونس رغم البداية الصعبة التي انطلق بها الفريق هذا الموسم مع مدربه الحالي فتحي جبال الذي تمكن من إيجاد مناخ مخالف منذ توليه المقاليد الرسمية للفريق ساهم في فترة الراحة الشتوية من ترتيب بيت الفريق خاصة بالنسبة لأداء بعض اللاعبين.. «المغرب» كان له حديث مع فتحي جبال مدرب فريق عاصمة الجنوب عن مستقبل النادي وتوقف التمارين ونشاط البطولة والتعامل مع اللاعبين وباقي الإطار الفني في الحجر الصحي الحالي فكان الحوار التالي:

• في ظل توقف نشاط التمارين والبطولة المحلية كيف تقضي يومك؟
أقضي مثل كل التونسيين يومي في المنزل مع العائلة احتراما للحجر الصحي الذاتي الذي فرضته الحكومة على كل الجميع خوفا من انتشار وباء كورونا وهذا أتاح لي فرصة للجلوس بجانب العائلة خاصة بعد غياب طويل لسنوات بسبب التزاماتي في المملكة العربية السعودية، أتمنى أن ينتهي هذا الوباء خاصة وأن فترة الحجر طالت والخوف اليوم أصبح من العدوى المحلية وهذا لن يكون إلا من خلال الالتزام بالتعليمات حتى نتمكن من العودة الى ممارسة حياتنا اليوم مثل ما كان الشأن سابقا.

• التدريب حرمك مطولا من الحياة العائلية؟
نلتزم دائما بتقديم ما هو مطلوب منا ولو كان ذلك على حساب الحياة الخاصة وأعترف أن فترة الحجر الصحي الذاتي الحالي كانت فرصة لي لتقاسم بعض الوقت مع العائلة التي تبقى السند في كل وقت، العودة إلى النادي الصفاقسي كانت راحة بما أنني انطلقت مباشرة في العمل وتمت برمجة أكثر من تربص والتحضيرات كلها كانت بعيدة عن العائلة لذلك أنا اليوم أستغل كل القوت لأعوض القليل من ذاك الحرمان.

• فترة توقف نشاط البطولة باتت طويلة نوعا ما؟
ننتظر كإطار فني ولاعبين عودة النشاط وأجواء المباريات فالكل اشتاق إلى ممارسة حياته الطبيعية التي أصبحنا نحلم في العودة إليها بسبب الحجر الذاتي المفروض على الجميع سيما أن كل شيء أصبح مغلقا ويصعب التنقل وهو إجراء روتيني لم نعهده من قبل، هدفنا الرئيسي اليوم كتونسيين هو محاربة هذا الفيروس بانضباطنا وتطبيق القانون من خلال احترام الحجر الذاتي من أجل أن نتجاوز سريعا من هذه الأزمة بأمان ونعود لحياتنا الطبيعية.

• هل قمتم كإطار فني ومسؤولين بالنادي الصفاقسي بتقييم شامل لأداء المجموعة خلال الفترة الأخيرة؟
قمنا بتقييم شامل للمجموعة الحالية خاصة أن فرصة الراحة تعتبر جيدة لإعادة تقييم عدة أشياء وإعادة برمجة بعض السيناريوهات التي سنعمل عليها خلال الفترة المقبلة، إجمالا راضون على أداء المجموعة الحالية خاصة بعد تحسن مردود بعض اللاعبين وشعارنا سيكون العمل ثم العمل في المرحلة المقابلة لمواصلة تحقيق النتائج الايجابية والانتصارات بما أن مشوار البطولة مازال طويلا وكل الاحتمالات واردة فيه.

• يعلم الكل أنكم في تواصل مع جميع اللاعبين هل هناك برمجة خاصة؟
كان لي حديث مع كل اللاعبين الذين أكدت لهم ضرورة الالتزام بالحجر الصحي الذاتي والشامل على الجميع إلى حين الخروج من هذه الأزمة سالمين وشخصيا في متابعة كبيرة لهم وللأماكن اختاروها للتدرب من خلال الصور والفيديوهات التي يقومون بإرسالها لي بعد كل حصة تدريبية، أنصح الجميع بالتمرن في منازلهم والالتزام بتعليمات المعد البدني ليكونوا جاهزين يوم العودة إلى التمارين خاصة أن الأمور بدأت تتضح بما أن الجامعة أصدرت بلاغا تؤكد فيه أن العودة لنشاط البطولة سيكون مبدئيا أواخر شهر ماي وهذا سيجبرنا خلال الأيام القادمة بإعداد برنامج للاعبين بخصوص التمارين في انتظار تحديدها بما أن الجامعة التي أكدت أيضا أنها مازالت لم تقرر بعد إن كانت التمارين ستتم بحضور كل اللاعبين أو ستكون عبر تقسيمهم إلى مجموعات حسب أوقات مختلفة..سنعمل وفي انتظار القرار النهائي للجامعة على وضع برمجة تمكن كافة اللاعبين من استعادة لياقتهم البدنية في أقرب وقت ممكن سيما أن كافة المجموعة تتدرب يوميا.

• في ختام حديثنا ما هي الرسالة التي تريد أن توجهها لجميع التونسيين؟
تأتي أوقات تظهر قيمة العمل الإنساني وأظن أن الفرصة مواتية في فترة الحجر الصحي الشامل للتأكيد مجددا على قيم التآزر التي توجد في المجتمع التونسي من خلال مد يد المساعدة الى ضعاف الحال والعائلات الفاقدة لقوتها اليومي نتيجة الوضع الحالي بما أن أغلب الشركات والمصانع والدكاكين، الجميع مطالب اليوم بالالتفاف حول بعض من أجل الخروج من هذه الأزمة بأخف الأضرار ولا تكون هناك انعكاسات سلبية اكبر في فترة ما بعد فيروس كورونا المستجد الذي يبقى تجاوزه رهن الالتزام بالحجر الصحي الذاتي من الكل في منازلهم واحترام قرارات الحكومة والإطارات الطبية التي تعمل بجهد كبير شأنها شأن رجال الأمن، حياتنا اليوم بيد وعي المواطن لذلك ندعو الجميع إلى ضرورة الالتزام بالحجر الذاتي حتى نتجاوز الأزمة الحالية وتعود الحياة إلى ما كانت عليه سابقا وتكون هناك مباريات وألقاب نتمناها أن تتحقق للنادي الصفاقسي الذي نعمل بجهد من أجل الأفضل له ولكافة المجموعة التي نحن في متابعة يومية لها حتى تكون دائما جاهزة متى كانت هناك عودة لنشاط البطولة.

المشاركة في هذا المقال