Print this page

عفوا سيدتي الوزيرة المقارنة لا تجوز

أن تكون سياسيا فلابد عليك أن تحسب ألف حساب لتصريحاتك فالتأويلات كثيرا ما أسقطت سياسيين من الحسابات حتى أن بعض رجال السياسة خسروا الكثير بسبب تصريحاتهم وأما أن تكون وزيرا فتحركاتك وسكناتك تكون محسوبة أكثر بما أنك رجل دولة

وهو ما يفرض عليك عُرفا ونواميس لابد أن يقتدي بها رجال الدولة.

وزراء مابعد الثورة كانت لهم عدة تصريحات تحفظها الذاكرة وأثرت كثيرا على واقعهم السياسي وطموحهم حتى أن بعضهم خسر منصبه بسبب زلات اللسان والتصريح غير المحسوب ويبدو أن ظاهرة اللسان المطلوق متواصلة وكان آخرها ما نطقت به وزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني التي نستحسن تأهبها للذهاب إلى مستشفي الحروق ببن عروس لتقديم الواجب لرجال الأمن بعد أحداث العنف في أولمبي رادس لكن أن تخلط الحابل بالنابل فهذا لا يستقيم خاصة أنها وزيرة لابد أن تتفطن للسانها قبل أن تتحدث.

ووصفت الشارني ما حدث في «الفيراج الشمالي» لأولمبي رادس بالإرهاب بل أكثر من ذلك بما أنها شبهت أحداث الدربي بنجاح رجال أمننا في عملية سيدي بوزيد التي تمكنت فيها قواتنا من قتل إرهابيين وتحقيق نجاح جديد لبلادنا في محاربة الإرهاب...

تصريح غير مسؤول فالمقارنة بين جماهير الكرة والإرهابيين لا تجوز فأحداث الشغب التي لا نشرع لها ونرفضها ونطالب بإيقاف المتسببين فيها دائما ما سجلت حضورها في ملاعبنا بل أكثر من ذلك بما أن ملاعب العالم كثيرا ما دونت ذلك لكن لاأحد خرج وأكد أنها عمليات إرهابية بل أنهم بحثوا عن حلول للحد منها وإيقافها ونجاحهم كان كبيرا وأكبر دليل القضاء على «الهوليقنز»...سيدتي كان من الأفضل الحديث عن السبل التي تحد من ظاهرة العنف والشغب في الملاعب خاصة أنك وزيرة شباب ورياضة ومسؤولة عن البحث عن عوامل تحد من الظاهرة لا أن تتحدثي عن إرهاب في مدرجات ملاعبنا...

ردود الأفعال كانت كبيرة بشأن ما قالته الوزيرة وانطلقت من حصة الأحد الرياضي حيث رفض محلل البرنامج منتصر الوحيشي تشبيه جماهير الكرة بالإرهابيين لتتواصل ردود الأفعال عبر صفحات التواصل الاجتماعي سواء من جماهير الإفريقي أو الترجي حيث أكدوا رفضهم هذا التصريح بل أكثر من ذلك بما أنهم تحدثوا أنهم عشاق لتونس ويتنفسون كرة القدم وتشبيههم بالإرهابيين جريمة في حقهم.

وزيرتنا خانها التعبير ونطقت بالمحظور وهو ما يجعلنا نهمس لها بلطف المقارنة لا تجوز سيدتي...

يوسف

المشاركة في هذا المقال