Print this page

اليوم، وزير الشؤون الثقافية في زيارة عمل إلى صفاقس: تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية محل انتقادات في سؤال عن الإنجازات؟

منذ حوالي 9 أشهر، اختارت وزيرة الثقافة السابقة سنيا مبارك أن تكون صفاقس باعتبارها عاصمة الثقافة العربية 2016 نقطة الانطلاق في روزنامة الزيارات الميدانية.

واليوم، قرر بدوره وزير الشؤون الثقافية الجديد محمد زين العابدين أن تكون صفاقس وجهة أولى زياراته الميدانية حيث سيقوم ، اليوم 10 سبتمبر، بزيارة عمل إلى هذه الولاية لمتابعة مسار تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية ومعاينة مدى تقدم أشغال المشاريع المبرمجة... ومن الوزيرة المغادرة إلى الوزير المعيّن حديثا، لم يختلف كثيرا واقع تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية حيث ما تزال الانتقادات والخلافات والاختلافات تطال هذه المناسبة الوطنية والعربية.
يحلّ وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين اليوم بصفاقس للاطلاع عن كثب على مشاريع البنية التحتيّة لتظاهرة صفاقس عاصمة الثافة العربية لسنة 2016 والتعرف عن قرب على حيثيات وظروف تنظيم بقية فعاليات التظاهرة. وتأتي هذه الزيارة بعد اجتماع جمعه بأعضاء اللجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثّقافة بمقر الوزارة ...

دعوة إلى اعتماد مخطط اتصالي ناجع
في لقاء له بأعضاء اللجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية لسنة 2016، بتاريخ 7 سبتمبر 2016، قصد تقييم مسار التظاهرة وتحديد مختلف الصعوبات التي تواجهها واقتراح الحلول الملائمة لتجاوزها أكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين «أنّ هذه التظاهرة هي تظاهرة وطنية تتطّلب اتحاد جميع الأطراف المتدخلة لإنجاح بقية برمجتها واستكمال المشاريع المبرمجة بمناسبتها وهي مشاريع هامّة يمكن أن تشعّ على مختلف الولايات المحيطة بصفاقس، عاصمة الجنوب التونسي، وتغير المشهد الثقافي بها.»
كما صرح الوزير بأنّه سيعمل على مساندة اللّجنة ودعمها لإيجاد حلول للعراقيل القانونية والصعوبات الماليّة القائمة داعيا في الآن ذاته إلى تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص لإيجاد مصادر تمويل جديدة وإلى تحسين التّواصل صلب الهيئة وكذلك إلى اعتماد مخطط اتصالي ناجع كفيل بالتسويق للتظاهرة وتسليط الضوء عن الجانب الإيجابي منها.

هيئتان... والاحتجاجات متواصلة
بالرغم من أن الحكومة التونسية ضخّت في ميزانيتها اعتمادات إضافية لتبلغ ميزانيتها النهائية الـ30 مليارا وبالرغم من تغيير هيئة سابقة مستقيلة بهيئة جديدة علقت عليها آمال عريضة لإيصال التظاهرة إلى برّ الآمال، لا تزال تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 ترزح تحت ضغط الاحتجاجات و جلد سوط الانتقادات خصوصا بعد فشل حفل الافتتاح الرسمي لهذا الحدث باعتراف صريح وعلني من المنسقة العامة للتظاهرة «هدى الكشو».
وإلى اليوم ، فإن الجدل صلب الهيئة مستمر و نزيف الاستقالات لا يزال يعصف باستقرارها خصوصا بعد تلويح كافة أعضاء لجنة المعارض التي يترأسها الشاعر نور الدين بوجلبان

بالاستقالة ومازال الاتهام بالتهميش والإقصاء في التعامل مع مثقفي الجهة يلاحق المسؤولين على هذه التظاهرة إضافة إلى وجود تلميحات من هنا وهناك إلى سوء تصرف مالي وإداري ... وفي هذا السياق،عاد «سمير السلامي» الرئيس السابق للهيئة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية إلى الظهور بعد ملازمة الصمت على إثر استقالة هيئته من تنظيم التظاهرة ، مشيرا في تصريح إعلامي إلى « وجود شبهات تحوم حول سوء تصرف في المال العام بخصوص التظاهرة التي رصدت لها الدولة التونسية ميزانية تقدر بـ30 مليون دينار، داعيا إلى تخصيص 25 مليون دينار على الأقل إلى مسألة البنية التحتية مع عدم السقوط في «حفلنة» التظاهرة وإفراغها من مضامينها العميقة وأهدافها الإستراتيجية، ملمحا إلى تعرض الهيئة السابقة المستقيلة إلى ضغوطات سياسية لها علاقة بأهداف انتخابية من طرف بعض الأحزاب...»

هيئة التظاهرة بصدد استكمال موازنة مالية مفصلة
أمام سيل الانتقادات وكثرة أصابع الاتهام الموجهة إلى هيئة تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 ، أصدرت الهيئة بلاغا جاء فيه ما يلي :» مع تواتر عدد من الأخبار الزائفة في عدد من المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي والتي تكيل للتظاهرة اتهامات بالفساد المالي وإهدار المال العام يهم الهيئة التنفيذية لهذه التظاهرة أن تعبّر عن استغرابها الشديد من الادعاءات الباطلة المستهدفة لتظاهرة وطنية ذات أبعاد دولية بما من شأنه أن يسيء لها ولسمعتها في الأوساط العربية دون تقديم أي دليل أو قرينة ودون الاستناد إلى مصدر جدير بالثقة.كما تؤكد هيئة صفاقس عاصمة للثقافة العربية أنها تضع على ذمة الإعلاميين كل المعطيات والبيانات التي تؤكد سلامة المعاملات المالية والإدارية للتظاهرة وفق ما تنص عليه القوانين في مجال المالية العمومية وما تتضمنه من آليات رقابة صارمة وشفافة.»

كما أفادت تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 أنها «بصدد استكمال موازنة مالية مفصلة للتظاهرة بالنسبة للفترة المنقضية ستكشف نتائجها في ندوة صحفية قريبا بما يقيم الدليل على احترام الهيئة لالتزاماتها بتوخي الشفافية والوضوح في معاملاتها.»

هل خسرت صفاقس رهان استقلالية الجهة عن المركز؟
منذ اختيار صفاقس لتكون عاصمة للثقافة العربية لسنة 2016 ، اختارت وزارة الثقافة سابقا أن تمنح الجهة الاستقلالية في رسم مختلف التصورات والمحطات والأهداف في تكريس لمبدإ استقلالية الجهة عن المركز . ولكن وبعد تعثر المسار وتعطل تنفيذ البرامج بعثت الوزارة في عهد سنيا مبارك لجنة وطنية عليا لمساندة تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية تضم شخصيات وطنية مشهود لها بالكفاءة قصد تعاون اللجنتين لإنجاح هذا الحدث الوطني وتحقيق إشعاع مدينة صفاقس وتونس عامة.

وقد أكدت الوزارة في أكثر من مناسبة تسخير كل طاقاتها لتوفير أسباب إنجاح هذه التظاهرة مع الحفاظ على استقلالية عمل اللجنة التنفيذية للتظاهرة، وذلك وفق رؤية تشاركية تقوم على التعاون المتين بين مختلف الهياكل المعنية ومكونات المجتمع المدني وكل الكفاءات والطاقات المتحمسة للمشاركة في هذا الحدث. وإن منحت سلطة الإشراف الجهة وأهلها الاستقلالية في تنظيم تظاهرة هامة بحجم عاصمة الثقافة العربية تجنبا لإسقاطات المركز على الجهة وحتى تنبثق الرؤية والبرامج من تصورات أهل الجهة أنفسهم وفقا لحاجيات وخصوصيات ولايتهم ...فيبدو أن الجهة قد خسرت الرهان في إثبات قدرة الجهة على النجاح في استقلالية عن المركز !

 

المشاركة في هذا المقال