Print this page

"ربوخ" و"اركز هيب هوب" يمتعان جمهور قرطاج

أمام جمهور غصّت به المدارج والمقاعد الأماميّة لأن "الربوخ" كلمة عامية صرفة تحيل على الاحتفال والفرح و"التخميرة" التونسية.

بفرقة تجاوزت الثلاثين عنصرا بين مغنين وعازفين وكورال انطلق العرض الذي أعلن عنه الفنان جمال المداني بأسلوب مسرحي طريف... "الربوخ" وهو فن "المزود" القائم على تلك الآلة النفخية المهيمنة على باقي الآلات، لا تقتصر مدونّته على أغاني الحب والغربة والصحبة والهجر وإنما له جانب صوفي هام يسمى "النوب" (جمع نوبة) وفيها بحث اللجمي ومنها نهل لتأثيث عرض قرطاج الذي لا يشبه سائر العروض ويتطلّب استعدادا خاصّا يليق بمكانته وعراقته.

الجزء الثاني من سهرة السبت 12 أوت قدمته مجموعة رسمت خطواتها الأولى بالدراسة والبحث ومراكمة أنماط موسيقية مختلفة قبل أن تختار أسلوبها وبصمتها، مجموعة تجمع الكثير من المتناقضات فهي منفصلة ومتصلة لكل منهم أسلوبه الخاص ومنطوقه الذي يشبهه ويعبر عنه لكنهم اجتمعوا في "الدبو" عندما اهتدوا إلى مشروع أو بالأحرى أسلوب حياة يتلخّص في "الهيب هوب" تلك الثقافة القائمة في مفهومها على فكرة العيش ضمن المجموعة رغم الاختلاف، وتمكنوا من جعل الاختلاف ميزة وعلامة فارقة حيث حافظ كل فنان (رابور) على نمطه الخاص وعمل على توليفه مع المجموعة، لذلك كان ركح قرطاج في الجزء الثاني من سهرة السبت أشبه بلوحة فسيفساء متعددة الألوان والأشكال محاطة بإطار يجمعها ليكون التنوع في الوحدة والوحدة في التنوع، "فايبا" قيس كيكلي و"ماسي" مهدي شمام و"تيقا" أنيس محواشي و"دالي" محمد علي شبيل ومجموعة موسيقية جمعت بين ألة المزود والكلافيي وألات إيقاعية لتخوض مغامرة الجمع بين فن المزود والهيب هوب لكسر كل القواعد الموسيقية المتعارف عليها وخلق نمط جديد لا يشبه سوى "الدبو" المكان الذي يمكن أن تلتقي فيه الأضداد وتجتمع..

 

المشاركة في هذا المقال