Print this page

لأول مرة في نسختها العربية: الكوميديا الموسيقية «قرطاج» في سوسة

تحت إشراف المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بسوسة، يقدّم الفنان جلال دومة عرض الكوميديا الموسيقية «قرطاج» والتي سيتمّ عرضها رسميّا ولأول مرة باللغة العربية في المسرح البلدي بسوسة يوم السبت 27 فيفري الجاري بعد أن كان قدّمها منذ سنوات قليلة في نسختها الفرنسية

ولقيت اِهتماما كبيرا لدى التونسيين والأجانب نظرا لطرافة العرض وجماليته واِشتغاله أساسا على الكوريغرافيا والأضواء والديكور المتنوع، فضلا عن الأداء الجيّد.

ويشارك في العرض ما يقرب من 50 راقصا وراقصة من مدرسة دومة للرقص فضلا عن مراوحات مسرحية أنجزها الشاعر والمسرحي الصادق عمّار بمشاركة الممثلين طارق الزرقاطي ونائلة سهلول وأحمد بن علي وجلال وياسين دومة وعبد المجيد العلواني، فيما شاركت في الكوريغرافيا سارة العيني وصمّمت الأزياء كلّ من Mireille Marie Ghehjsen ونجوى العسالي، ويدوم العرض ساعة و25 دقيقة.

هذا العمل المسرحي الراقص من صنف «الكوميديا الموسيقية» يختزل الحنين والفخر بأعظم إمبراطورية عرفها المتوسط وتدافعت أمواجه تلثم حضارتها المتفوقة وضياءها الذي شاع في التاريخ والجغرافيا وخلدته الازمنة المتعاقبة أسطورةً تفوق الخيال وليست منه وتبهر الواقع وهي من صميمه.

وهو عمل ينخرط في الجهود الجادة لتأصيل تاريخ تونس مفخرةِ الأجيال مستخدما كل الأشكال الفنية المتضافرة الممسكة بناصية الفكر والوجدان نحو سفر افتراضي في أعماق ما أنتجت حضارة قرطاج ، ليعود منه المتفرج مستنفر الهمة نحو الخلود وثيق الصلة بأرض الجدود شديد الإيمان بأن قدره أن يكون فاعلا أساسيا في الوجود.

العرض هو مزيج من تألق الجسد المسكون بالتوثب والانطلاق ومن صدق الكلمة والفِعل والمؤازرة للغة الجسد، ومن الموسيقى حمّالة الحلم، ومن السينوغرافيا التي تنفتح على ضفاف هذا الحلم...

ويقول القائمون على العرض «ليس الغرض أن نقصّ الحكاية – على ما في ذلك من افتتان وروعة – لكن الهدف الأبعد هو ان نحيا عمق لوحات الزمن الجميل ، وهي تتشكل كلمة وحركة وموسيقى كأنما هي البعث ، بعث ملحمة شحذت شعبا عظيما أصيلا يفرق بين الظلام والنور ، ويميز بين الفعل والعجز ، ويرنو إلى السلم يطلبه حثيثا مكدّا ثابتا متساميا حتى وإن فُرضت عليه الحرب وهو على إدارتها قادر ولها مختبر وبها عليم...»

و»بهذا كله وغيره نرنو أن ننشئ عملا يرسخ القناعة بأننا أبناء وطن يصنع الجمال والبهاء والحضارة والسلم في الكون، ويسجل ذِكْره مضيئا في سجلّ الإبداع...»

عرض «قرطاج» رسالة تكتبها أرواح وأجساد مجموعة جلال دومة، هذه المدرسة التي أكدت منذ أكثر من عقد من الزمن أن همّ المشرفين عليها وعلى رأسهم المبدع جلال دومة، البحث في التعبيرات الجسدية المتجددة، والذهاب إلى أقاصي إمكانات الحركة في صنع جمال ركحي يستقدم الكون ويشكّله بكل ألوان الطيف.

المشاركة في هذا المقال