Print this page

مهرجان الحمامات الدولي: عرض «ربوخ» لحاتم اللجمي.. موعد مع الفرح

سنوات من التوثيق والتجديد، رحلة في الموسيقى التونسية والطبوع التقليدية خاضها حاتم اللجمي بداية من النجمة الزهراء مع الفنان الراحل عبد الرزاق قليو لتسجيل «النوب» التونسية

بصيغتها التقليدية ثمّ إعادة توزيع بعضها موسيقيا وإدخال الات وترية وموسيقات عالمية رفقة الة «المزود» التونسية لتكون النتيجة ساعة من الفرح عنوانها «ربوخ» فكرة وتصور موسيقي لحاتم اللجمي وانتاج مسرح أوبرا تونس وقدم العرض ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي.
«ربوخ» عرض موسيقي يحتفي برصيد النوبات الصوفية لنمط المزود للموسيقي وهو حاتم اللجمي، ونتاج للعمل التوثيقي لنوبات المزود الذي اشتغل عليه لسنوات عديدة. ويتكون العرض من 12 نوبة ويدوم 90 دقيقة ويضمّ 20 عنصرا بين موسيقيين وتقنيين وممثلين من خيرة الطاقات،. وهو عرض فرجوي من حيث استعمال التكنولوجيات الحديثة في الإضاءة وفي الصوت وفي الفيديو وفي الكتابة الموسيقية هو لقاء مع الفرح باصوات تونسية ونوب يعرفها الجمهور التونسي ويحفظها جيدا.

«ربوخ» جولة موسيقية تجمع بين التقليدي والمعاصر وقد قدم على ركح الحمامات في عرض استثنائي، موسيقى حافظ على الطابع التقليدي للنوبة كلمة ولحنا وتقدم الجديد على مستوى الالات الوترية خاصة استعمال الكمنجات والقيتار باص والدرامز، آلات تتماهى ايقاعيا مع «المزود» سيد العرض وأساسه، «ربوخ» تجربة بحثية موسيقية في النوب التونسية، وتجميع للنوب التونسية مثل «سيدي علي عزوز» و»السيدة المنوبية» و»سيدي عبد القادر» اغان ذات بعد صوفي يتغزل فيها الشاعر بمحبوبه والاهه بعثت فيها الة المزود حنينا خاصا وايقاعات مميزة لتصبح راقصة ترقص عليها الاجساد التواقة للانعتاق من ادران الواقع.

«ربوخ» عمل فرجوي يجمع 20عنصرا بين موسيقيين وتقنيين، على الركح تختلف الايقاعات بين التقليدية «البنادر» و»الدربوكة» و»المزود» وهي الركيزة الاولى للنوب الصوفية التونسية وآلات مجددة مثل «الكمنجات» و«الدرامز» و«الباص» و»الكلافيي» تتماهى وتنسجم لتقدم نوتة تونسية بروح جديدة ليكون للموسيقى جمهور اكثر.

«ربوخ» حاتم اللجمي تجربة بحث في النوب الصوفية التقليدية، بحث في الثراء الموسيقي والجغرافي الذي تتميز به البلاد التونسية التي تتعدد فيها الانماط الموسيقية واهمها «المزود» تلك الالة التي ركنت الى الراحة لاعوام طويلة لعدة اسباب سياسية وثقافية لتعود الى الساحة الموسيقية والإعلام والمهرجانات في الاعوام الاخيرة وعاد إلى آلة المزود بريقها وحضورها.

على ركح مهرجان الحمامات الدولي ضرب الجمهور موعده مع الفرح، جمهور غفير العدد جاء ليستمتع بموسيقاه التونسية ايقاعا وكلمة، موسيقى من الموروث التونسي نفض عنها غبار النسيان لتصبح مادة ثقافية رئيسية في المهرجانات يعمل على تجديدها موسيقيين شغفوا بالتجديد وبعث الحياة في الاغاني المنسية فكان «ربوخ» عنوان للفرح والرقص والموسيقى التونسية.

المشاركة في هذا المقال