Print this page

المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية: حوالي 60 سنة من الخصوصية وتفرد الهوية

هو أكبر من مجرد مهرجان وأكثر من موعد سينمائي وانتهى الأمر. فالمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية هو أعرق تظاهرة سينمائية في تونس وفي إفريقيا

والعالم العربي. منذ تأسيسه سنة 1964، احتضن هذا المهرجان العريق في الزمن والكبير في المنجز أغلب أجيال السينمائيين في تونس . ومن شاشته مرّت عديد الوجوه البارزة عالميا على ناني موريتي من ايطاليا ودياغو يسكاث من فنزويلا وأحمد بن كاملة من الجزائر...
تنتظم الدورة 35 للمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة وبلدية مدينة قليبية من 13 إلى 20 أوت 2022 . وفي بسط لتفاصيل الدورة 35 ، انتظمت أمس بمدينة الثقافة ندوة صحفية بحضور الهيئة المديرة التي يرأسها خالد عبيد.
مسابقتين جديدتين للسيناريو والصورة
من أهم المهرجانات التونسية التي نحتت لها هوية وخصوصية ، يفرض المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية حضوره لأنه راهن على سينما الهواة واكتشاف المواهب الصاعدة من أجل إتاحة الفرصة أمام الشّباب لخوض تجربة عرض الفيلم ومناقشته وفتح باب التّبادل الثّقافي مع مختلف الجنسيات المشاركة في المهرجان. ومنذ 58 سنة، تواصل الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة التي تأسست سنة 1962 تنظيم هذا المهرجان في كل صائفة بمدينة قليبية. وبعد احتجاب بسبب الكورونا، تفتتح الدورة 35 برمجتها بمسرح الهواء الطلق الزّين الصافي بقليبية يوم 13 أوت 2022 إبتداء من السّاعة 9:30 مساء . وسيكون فيلم الافتتاح بعنوان «بتوين أيلندز» للمخرجة أمايا سمبسي . وتحتفي هذه الدورة بإسبانيا ضيف شرف مع تكريم للسينما الفلسطينية.
ومن المنتظر أن يستقبل المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية أكثر من 1200 مشاركا من المخرجين الهواة وطلبة المعاهد والمدارس السينمائية والضيوف المختصين في المجال السمعي والبصري من تونس ومن العالم ومختلف فئات الجمهور.
ومن مستجدات الدورة 35 احتفائها بالسيناريو باعتباره نقطة قوة الفيلم من خلال تخصيص مسابقة خاصة بالسيناريو. وإيمانا بأهمية الصورة الفوتوغرافية في عصر الصورة تم بعث مسابقة أفضل صورة. ويتواصل التنافس ضمن المسابقتين الوطنية والدولية بين الهواة السينمائيين والمدارس والمستقلين من تونس والعالم من أجل الفوز بـ»الصقر الذهبي».
وقد تم قبول 37 فيلما في المسابقة الدولية من بينهم 5 أفلام تونسية. أما المسابقة الوطنية فتضم 26 فيلما من إنتاجات الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة وأفلام المدارس والأفلام المستقلة في تونس.
الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة: 60 سنة من النضال الثقافي
لم تكن الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة مجرد هيكل سينمائي بل كانت «الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة هي المنظمة الوحيدة من نوعها في إفريقيا والعالم العربي التي تهدف إلى تطوير وتنمية العمل السينمائي كأداة تعبير واتصال جماهيري في متناول الجميع. كما مكنت نوادي السينما مرتاديها من تعلم ثقافة المشاهدة وقواعدها، وإغناء المدونة الخاصة بتجارب سينمائية عالمية وتطوير مناهج وطرق تحليل الأفلام عبر التمكن من أدوات التحليل الفيلمي ومرتكزات اللغة السينمائية وإثراء آليات التأويل الفكري والجمالي. كل هذا ساهم في إنجاب جيل اُعتبروا بمثابة رواد النقد السينمائي في تونس ويسجلون حضورهم الفاعل في الساحة النقدية إلى يومنا هذا على غرار «الهادي خليل»، و»كمال بن وناس»، و»عبد الكريم قابوس»… وجيل آخر آثر التوجه نحو الإخراج السينمائي مثل «رضا الباهي»، و»فريد بوغدير»، و»سلمى بكار»…
وفي الاحتفال بمرور 60 سنة على تأسيس الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة ، ينظم المهرجان الدولي للسينمائيين الهواة ندوة على امتداد يومين حول ستينية الجامعة. ويأتي المحور الأول ضمن هذه الندوة تحت عنوان « من أجل مقاربة جديدة لتاريخ حركة السينمائيين الهواة. أما المحور الثاني فيهتم بموضوع «فيلم الهواة بين الالتزام الاجتماعي والهواجس الجمالية».
إلى جانب عرض الأفلام، يفتح المهرجان أبواب المشاركة في عديد الورشات على غرار التصوير الفوتغرافي والتدريب على الكتابة السينمائية وسينما الواقع الافتراضي...
وفي تسليط الأضواء على الأفلام الناجحة رغم ميزانيتها المحدودة، يستضيف المهرجان جان ماري تيينو ونجيب بالقاضي ويران م. بوريقو للإدلاء بدلهم في صناعة الفيلم رغم محدودية الإمكانات لتبقى السينما صوت الممكن والمستحيل والإنسان في كل مكان.
معلقة المهرجان... وجمالية السريالية
تفتح معلقة المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية باب التأويلات على مصراعيه، وهي التي تجذب الانتباه لتأرجحها بين الواقعية والسريالية، بين المنطق واللامنطق... هي معلقة قد تقرأ بالعكس وقد ظهر فيها الوجه والقفا بالمعكوس. أما تفاصيل ملامح وجه من في الصورة فلا داعي لكشفها طالما أن آلة التصوير «العتيقة» بين اليدين هي عيون النظر إلى العالم وتوثيق الأحداث والمواقف والعواطف...
هي صورة جمعت بين اللونين الأبيض والأسود وما بينهما من مساحات الحياد والحرية وحنين إلى زمن جميل مضى...

المشاركة في هذا المقال