Print this page

في مهرجان «قابس سينما فن»: فقرات طريفة على شاشات غير تقليدية

في الوقت الذي تتشابه فيه المهرجانات السينمائية حدّ الاستنساخ، اختار مهرجان «قابس سينما فن» كسر بوتقة الروتين والملل والخروج عن السائد

والمعتاد من خلال ابتكار فقرات جديدة واستحداث شاشات عرض غير كلاسيكية للأفلام وفنون الصورة عموما.
تتواصل الدورة الرابعة من مهرجان «قابس سينما فن» إلى غاية 12 ماي 2022 لتعيش المدينة وشوارعها بفضل الفن على إيقاع الجمال والأمل.
«كا أوف»... الفيديو على جدران عمارة
في عمارة في شارع منجي سليم قبالة مصحة النجدة الحسنة بڤابس، يقترح «قسم كا أوف» مهرجان قابس سينما فن على عشاق الفن السابع اكتشاف إبداع المواهب التونسية الشابة في فن الفيديو.
وتحت إشراف أمينة هذا المعرض كنزة الجمالي تم اختيار 6 فنانين تونسيين من خلفيات فنية وأكاديمية مختلفة لعرض تجربتهم الحميمة والاستثنائية في توظيف فن الصورة من أجل التعبير عن الهوية والهواجس والآمال...
ويقترح أشرف بالطيب على جمهور المهرجان مرافقته في رحلة فيديو عن رياضة التزلج على الألواح. أما سيرين الواد فتدعو من خلال فيديو «قمر» إلى سفر في عالم من الصور الحقيقية والحالمة، الغامضة والواضحة في توثيق لتجربة ذاتية.
وفي لقاء مع بائعي الزهور في تونس، تدعونا سهيلة غربال إلى الإبحار الممتع مع لغة الورد والنباتات... وانطلاقا من اعتقاد اجتماعي وثقافي حول شخصية الساحرة، تقترح ندى شملي تفكيك الصور النمطية لهذه الشخصية من أجل إقامة حوار حول القبول والاختلاف.
وتقترح آمنة فاتني جولة في شوارع مدينة في تصوير لأضوائها ومبانيها وشخصياتها....
وقد اختارت وفاء لزهاري مشاركة رحلة والدتها في حدادها على وفاة زوجها بين الافتراضي والحقيقي، يغمر الفيديو الجمهور في تجربة إحياء الذكرى الهشة.
«الكازما» عن سلطة الصورة وضحاياها
في الدورة الرابعة لقابس سينما فنّ، يتساءل الفنان التشكيلي والمسرحي اللبناني ربيع مروة عن الحياة من دون صور، من خلال برمجته لمجموعة من الفيديوهات التي تضع الصورة وسيمائيتها محلّ سؤال. من يقف خلف الصورة، من له الحق في ذلك؟ هل الصورة التي أمامنا هي فعلا كلّ ما نراه/نستبطنه؟ هل الصورة ملك لصاحبها؟ أم سجن لمشاهدها؟
من خلال معرض فنّ الفيديو- الكازما ، وإثر مشاهدة مختلف تنصيبات الفيديو المختارة، نقف أمام فكرة أنّ الصّورة، هي فعل سياسيّ بامتياز ليس فقط من خلال المواضيع التي تطرحها والرسائل التي تمرّرها ولكن من خلال جمالية سياسية وتقنيات سياسية وتمشّ فنّي سياسي. فهل للصورة ضحايا؟ هل أدت دمقرطة هذا الفنّ إلى استنزافه؟ هل على السلطة أن تتخلى عن احتكار الصورة؟ أم على الفنان أن يتخلى عن موالاة السلطة؟
لا تحاول خيارات ربيع مروة للكازما في هذه الدورة الإجابة عن هذه الأسئلة بقدر ما تطرح الإشكالات وتدفع الجمهور للتكثيف منها. من خلال 14 عملاً لمخرجين من فلسطين ولبنان وفرنسا وصربيا ومصر وإيران وألمانيا وبنغلاديش، يشجع أمين المعرض ربيع مروة الجمهور على إعادة تعريف علاقته بالصورة بطريقة نقدية ودون أي تحيّز.
عرض موسيقي في «مرشي اللحم»
إلى سوق الجزارين، ينفذ مهرجان قابس سينما فن ليبث الحياة ويعزف إيقاع الفرح. وذلك من خلال عرض « ساطورـ ن « للموسيقي التونسي «نوري « وفرقة أولاد فيالة.
وعرض « ساطور- ن» رحلة موسيقية إيقاعية مكثفة وهي مزيج من الآلات التقليدية والأصوات الإلكترونية.
يعد نوري واحدا من الموسيقيين الواعدين الذين يصنعون المستقبل الأفريقي في هذا المجال ، حيث يخلط بين الإيقاع العميق، والقرع العضوي مع الإيقاعات المتعددة. فموسيقاه تشكل تحية للتراث التونسي الإفريقي، وجسرا نحو تقاليد أخرى. تعج هذه الموسيقى بأصوات و ايقاعات من كل أنحاء القارة الأم، إلى جانب أعمال رقمية تشكل مزيجا بين الماضي والحاضر .
على خشبة المسرح يبدو نوري معالجا مشعوذا مُقنعا، يؤدي طقوسا عميقة يقوم خلالها برحلة إلى الجذور الضائعة لوطنه. تراث وعصبية قبلية وأصوات عضوية وألحان و فيض من العواطف.
من دورة إلى أخرى، يسعى مهرجان قابس سينما فن إلى رسم صورة جديدة للفن السابع والرفع من سقف التزاماته وأهدافه تجاه المدينة والبيئة والمواطن... وبفضله أصبح لقابس سمعة سينمائية واسعة الصدى تستقطب أحدث الأفلام وأشهر النجوم في تنشيط للحياة الثقافية الاقتصادية والسياحية في قابس التي تستحق أن تكون «جنة الدنيا».

المشاركة في هذا المقال