Print this page

الصيام مدرسة يتجدّد فيها المسلم (1)

فإن الله تعالى شرع لعباده ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وسعادتهم في أخراهم، وقد امتحن عباده بما شرع لهم من العبادات والمعاملات، ليمحص بذلك من يعبد مولاه،

ومن يتبع هواه، فمن امتثل شرعه ووقف عند حدوده بصدر منشرح، ونفس مطمئنة، نال الفوز والفلاح، ومن أخذ من ذلك ما يلائم رغبته، ويصادف هوى في نفسه، ونبذ ما سوى ذلك وراء ظهره خسر الدنيا والآخرة.
وقد جعل من هذه العبادات ما يتعلق بعمل البدن كالصلاة، وما يتعلق ببذل المال، كالزكاة، وما الحج ، وجعل منها ما يستوجب كف النفس عن محبوباتها ومشتهياتها كالصيام.
ولكل من هذه العبادات حكم بالغة، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها أو تجاهلها.

ومن هذه العبادات الصيام، ومن حكمه وفوائده، أنه طاعة لله عز وجل يثاب عليها المؤمن ثوابا غير محدود فقد ورد في البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: إن في الجنة بابا يقال له: الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد.
وفي هذا من التكريم والخصوصية ما لا مزيد عليه، ومن هذه الفوائد أن شهر الصيام تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم، وتصفد فيه الشياطين، كما جاء في البخاري، ومنها أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وقد ورد في فضلها وعظم شأنها حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: من

قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.

المشاركة في هذا المقال