Print this page

ابحث عنك يا أمي

قصة: زمردة دلهومي
منذ زمن بعيد لم أعد أتذوق طعم القهوة السوداء ولم تطالعني لا رائحة العنبر والورد والياسمين ولا عبق عطرشاء بيتنا المزهرة... منذ زمن يا أمي لم ابك على صدرك الذي احتاجه الف مرّة بل مليون مرة في اليوم..

منذ زمن طويل لم أتذوق طعم الشاي الذي طالما اعددته لنحتفل بالعطل سويا. صرت أبحث عنك يا أمي في الطرق البعيدة وفي قوس قزح بعد نزول المطر.. أبحث عن لون ثوبك في الاسواق والمدن البعيدة ابحث عن وجه يشبهك عن وجه يطفئ جمرة اشتياقي ولوعتي وبكائي ودموعي التي تنهمر كل ليلة على وسادتي... موجعة ابحث عنك يا امي في الامطار السخية وفي السحب العتية وفي الشمس الحارقة... أبحث عن وجهك الجميل وعن صوتك الممتع اميزه من بين الاف الاصوات علني ادركه ليوقظني من حزني والمي ابحث عنك يا امي الن تعودي ...

عودي فلقد أحضرت لك السجاد الذي تحبين وأزهار شجر البرتقال وقد فاحت رائحته في مدخل بيتك الانيق عودي لقد احضرت قهوتنا الصباحية وابريق شاي بالنعنع الاخضر الذي سقيته بعرقك الفواح الن تعودي؟؟ عودي لقد اقبل ليل عمري يا امي وأصبح البرد يطوقني من كل مفاصل جسدي وينخر عظامي وأصبح القلق يطاردني كالشبح المطبق على الانفاس عودي يا مي لتشرق مداخل منزلي ويزهر شجر اللوز في حديقتي وتزورني شمس الربيع الحالمة.. عودي فلقد مللت الانتظار .

عودي يا امي ولن اخاصمك ابدا سأطيعك حتى وانت على خطإ لن اكرر خطئي وأنام غاضبة لأنك نهرتني ذات ليلة لن اشيح بوجهي عنك لأنك صرخت غاضبة منذ يومين لن اكتفي بالحديث معك وسأظل الى جانبك طوال العمر فقط عودي يا أمي فلقد اعياني الترحال والبحث عن قلب يحتويني كما تفعلين وعن يد حنون تربت على كتفي وتمنحني دفء الحياة لم اجدك بين صفوف المارة وبين الوجوه التي تعترضني اينما مررت في شارع المدينمة وأزقتها لم اجدك ولم اجد لون ثوبك المزهر وردائك الجميل لم اجدك واعياني الانتظار أفلن تعودي ؟؟

المشاركة في هذا المقال