Print this page

إفتتاح ملتقى السرد العربي بالجريد: القصة القصيرة جدا... الجنس الأدبي الجديد

بحضور عدد هام من الباحثيين والجامعيين والمثقفين، أفتتحت صباح الأمس السبت 8 فيفري فعاليات النسخة الأولى لملتقى

السرد العربي بالجريد، تحت عنوان: أسئلة القصة القصيرة جدا وقضايا الواقع، الذي تنظمه جمعية «مداد للقراءة والكتاب»، برئاسة الشاعر والروائي محمد بوحوش، وبالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، ويعد هذا الملتقى الذي تنتظم فعالياته بروضة الشاعر أبو القاسم الشابي من التظاهرات الأدبية والفكرية الهامة، التي تعزز المشهد الثقافي بالجريد الذي ورغم ثرائه وتنوع تظاهراته وبرامجه إلا أنه يظل «عليلا» نظرا لإفتقار الجهة إلى مؤسسات وقاعات عروض على غرار المركبات الثقافية التي بإمكانها إحتضان الأنشطة والبرامج، وتشجيع المثقفين والمبدعيين على الإنخراط في هذا المسار الثقافي، الذي يشقى المنتسبون إليه من أجل إيجاد الدعم المادي لإنجاز ما يطمحون إليه، إضافة وكما أشرنا إلى إنعدام مؤسسات وفضاءات.
القصّة القصيرة جدّا بين تعدّد التسميات والمصطلحات
وقد اختار المنظمون موضوع القصة القصيرة جدا وقضايا الواقع للملتقى، اعتبارا لأهمية وحداثة هذا الجنس الأدبي وإهتمام الكتاب به، حيث كثرت الدّراسات والتسميات والمصطلحات الّتي خصّ بها النّقاد هذا النّوع الأدبي الجديد لضبط هذا المنجز تنظيرا وممارسة، ونذكر من هذه التسميات : القصّة اللّقطة، القصّة الومضة، خواطر قصصيّة التّخييل القصصي، القصّة القصيرة اللّوحة، مقطوعات قصصيّة، بورتريهات، مقامات قصصيّة .. ويبدو أن ثمة إتفاق بأن مصطلح القصّة القصيرة جدًّا، هو مصطلح يشير بدقّة إلى ركنين أساسيين لهذا الفنّ الأدبي الجديد وهما : النّزعة السرديّة القصصيّة، وقصر الحجم .كما تتميّز القصّة القصيرة جدّا بالإيجاز والاختزال الطباعي والامتداد الدّلالي والاتّساع العنواني وترتكز على الدّهشة وطرافة الحكاية والحفر في المسكوت عنه وتعرية المنسيّ والمهمّش. ولها القدرة الفائقة في ذلك إذا وجدنا لها سمات أخرى من ذلك :الإدهاش والمفارقة واللحظة الحرجة والإثارة والإيماء والانفتاح والاتّساع والتّناص...
وقد تضمن برنامج اليوم الأول، وبعد كلمة رئيس جمعية «مداد للقراءة والكتاب»، الأديب محمد بوحوش الذي تحدث عن الظروف الإستثنائية التي ينتظم خلالها الملتقى، من ذلك ضعف الموارد المالية والدعم المتواضع لوزارة الشؤون الثقافية لمثل هذه التظاهرات بجهة الجريد، والتي تتقلصت مردودياتها سلبيا على الملتقى بحضور المبدعيين و المثقفين، وإسهاماتهم في إنجاح مختلف الفعاليات. تكريم الكاتب والباحث عمر عز الدين لما قدمه للوسط الثقافي طيلة عقود ودوره الريادي في تجميع وحفظ التراث وذاكرة المدينة. ثم ترأس الأستاذ مصطفى بوقطف الجلسة العلمية الأولى، وقدم خلالها الأستاذ فتحي بن عمر مداخلة بعنوان: «تسريد القصة القصيرة جدا بين الإيجاز والمباغتة»، من خلال أيس كريم لعبدالله المتقي (المغرب)، وضحك أسود لمحمد بوحوش) تونس(، ومداخلة الروائي والقاص إبراهيم درغوثي بعنوان: «القصة القصيرة جدا في الإبداع العربي: الواقع والأفاق»، ومداخلة ثالثة للأستاذ عبدالمجيد البحري بعنوان: «بلاغة القص الوجيز في الأقصوصة الومضة».
وخلال الفترة المسائية، ترأس الأستاذ عبدالمجيد البحري الجلسة العلمية الثانية، والتي تضمنت مداخلات «القصة القصيرة جدا جنسا أدبيا مستقلا» : الأستاذ عباس سليمان، ومداخلة «القصة القصيرة جدا بين ضيق المبنى وإتساع المعنى»، الأنموذج التونسي مثالا، للأستاذة فتحية بن عمر. ثم مداخلة الأستاذ مصطفى بوقطف بعنوان « نزوع السرد إلى التلويح في مائة قصيرة جدا لمحمد بوحوش»، إلى جانب بقية الفقرات الأخرى، من شهادات وقراءات قصصية لنخبة من الأدباء والكتاب.

المشاركة في هذا المقال