افتتاح المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بتوزر: أعمال فنية جريئة تجمع بين الرومنسية و الواقعية

بدعم و إشراف من وزارة الشؤون الثقافية و المندوبية الجهوية بتوزر و المجلس الجهوي للولاية...
و هذا المهرجان و كما أراده المنظمون، إنطلق بفكرة تلاها العزم و الإصرار، ثم توالت الدورات، ليصبح مهرجانا ينفتح سنويا على التجارب الإبداعية في الفنون التشكيلية لعديد المدارس و التيارات من تونس و عديد الدول العربية و الأجنبية، و قد بلغ هذه السنة دورته السابعة، التي تتواصل إلى غاية يوم 21 ديسمبر متجاوزا مراحل التأسيس، محققا نضج التجربة في البرمجة و التنظيم، رغم و كما أشرنا في مناسبات ثقافية سابقة إفتقار الجهة إلى فضاءات العروض و إنعدام المؤسسات كالمراكز الثقافية و تواضع الإمكانيات المادية و غيرها...
أبو القاسم الشابي حاضر بالغياب
وقد تضمن برنامج اليوم الإفتتاحي معرض جماعي لعدد من الفنانين التشكيليين من تونس و الجزائر وإيطاليا ورومانيا، و تراوحت الأعمال بين الرسم المائي و الزيتي و الرسم على البلور، تمثل عديد التجارب والمدارس والأجيال، و ذات محامل متعددة تتراوح بين الرومانسية و الواقعية و الحياة اليومية و ما إلى ذلك، معبرة عن حس عميق بما يكتنف الحياة من غموض وفوضى، و تطلع نحو الأفضل، و تطفح بالإستفهام والحيرة و الإغتراب، أستعملت خلالها مختلف تقنيات الرسم، و تعكس مدى تطور مفهوم الفنون التشكيلية لدى الأجيال السابقة بالخصوص، كما إنتظمت بالمناسبة أيضا، ورشات للرسم لمجموعة من الرسامين منهم من إستلهم عمله من شخصية شاعر الخلود أبو القاسم الشابي و منهم من إستهواه مجال الطبيعة و سكون و روعة الواحات.
وقد إستقطبت هذه الأنشطة و غيرها، إهتمام أعداد هامة من الزائرين، لاسيما و أن الجهة تشهد توافد العشرات من الوفود العائلية و الشبابية من مختلف جهات الجمهورية، مشاركين في الورشات و ملتقطين صورا بجانب أشهر اللوحات.
ومن الفنون التشكيلية بشارع الحبيب بورقيبة إلى روضة الشابي حيث إختلف المشهد، فكان الحضور المميز للفن الكاريكاتيري، بإمضاء الفنان توفيق عمران، و هو رسام كاريكاتير و مصمم و ناشر، بدأ مشواره في ثمانينات القرن الماضي من خلال الكاريكاتير السياسي في الجرائد التونسية، شارك في معارض مختلفة بعديد الدول منها الجزائر و الكامرون و فرنسا و مصر، من منشوراته «الجريد من خلال نكته «، «بحث وثائقي وتعبير كاريكاتيري على النكت 2014» و «15/15 تونس في رسوم» مع الإعلامية إيناس الوسلاتي، وتضمن معرض الرسام توفيق عمران عديد الرسومات التي تناول من خلالها بالنقد الكاريكاتيري مجالات السياسة و الإرهاب و الفساد و الحياة العامة، ثم تقديم كتاب الرسوم المتحركة «عبدالله و القنفود» و الذي تم إنجازه بالتعاون مع جمعية إيطالية تنشط بجهة توزر تشرف على مجموعة تربية الأسماك في المياه الواحية.
و في سياق آخر فقد شهدت الفعاليات الأولية للمهرجان الدولي للفنون الشعبية مساء السبت 18 ديسمبر سهرة موسيقية بقاعة الإتحاد الجهوي للشغل، ثم و قبل الإفتتاح الرسمي كرنفال تنشيطي عبر شوارع المدينة بمشاركة جملة من الفرق الشعبية و الطرقية و السطمبالي، و أيضا فقرات و ورشات في الرسم للأطفال، إلى جانب عرض شريط عبدالله و القنفود ومناقشته و لنا عودة بأكثر تفاصيل...